مكانة «أم النور» في الإسلام.. قداسة لم تحصل عليها «سيدة» قبلها ومُكرَّمة بـ«سورة» باسمها

مكانة «أم النور» في الإسلام.. قداسة لم تحصل عليها «سيدة» قبلها ومُكرَّمة بـ«سورة» باسمها
- مريم ابنة عمران
- مكانة مريم فى الإسلام
- تكريم النبى صلى الله عليه وسلم للسيدة مريم
- لها سورة باسمها فى القرآن
- مريم ابنة عمران
- مكانة مريم فى الإسلام
- تكريم النبى صلى الله عليه وسلم للسيدة مريم
- لها سورة باسمها فى القرآن
خلد المولى عز وجل ذكر السيدة «مريم» بكتابه الكريم فى أكثر من 30 موضعاً، وحسب كلام الله، فهى «مطهرة ومصطفاة على نساء العالمين»، وفى السنة النبوية، ذكرها رسول الله بالبركات والخير، فكانت خير معين لسيدنا عيسى فى رسالته التى حملها لنشر المحبة والتسامح والسلام.
«شرف»: ذُكرت في أكثر من 30 موضعا بالقرآن الكريم.. وكرّمها النبي «محمد» في أحاديثه
الشيخ أحمد البهى، الداعية الإسلامى، قال لـ«الوطن» فى حديث خاص عن مكانتها فى الإسلام ولدى المسلمين: «مريم بنت عمران من الشخصيات المقدسة فى الإسلام والمسيحية، وهناك سورة كاملة باسمها «مريم»، وجاء فى حقها من الحديث الشريف: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران. وربما يتعجب البعض عندما يعلمون أن هناك من العلماء من قالوا بنبوة السيدة مريم، ومنهم القرطبى وابن حزم، ورغم أن جمهور العلماء قال بعدم نبوتها ونفى نبوة النساء عموماً إلا أن الكل اتفق على أنها من الصديقات بصريح القرآن، فقال المولى عز وجل: وأمه صديقة».
«البهي»: بعض العلماء قالوا بنبوتها
وأضاف: «السيدة مريم مكفولة من قِبل الله، ومصطفاة، وسيدة نساء العالمين، ومطهرة من كل عيب، وشرّف الله تعالى مريم بنت عمران تشريفاً عظيماً وتكريماً جليلاً، لأنها اعتصمت بالعفاف والطهر طوال حياتها، فاستحقت ذلك، كذلك هى من أفضل نساء أهل الجنة، فقال النبى الكريم «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون». من جانبه، أكد الشيخ أحمد شرف، الداعية الإسلامى، أنه فى كتابه الكريم كان للسيدة البتول الذكر فى أكثر من 30 موضعاً، والقرآن لم يخصّص سورة كاملة باسم واحدة لأى سيدة حتى أمهات المؤمنين زوجات النبى، صلى الله عليه وسلم، ولكنه خصّص سورة كاملة للسيدة مريم، وهذا ما يدل على مكانتها العظيمة فى الإسلام وفضلها.
وأضاف: نشأت السيدة مريم فى بيت اصطفاه الله وكرّمه على العالمين، وكانت أمها صالحة راغبة فى ما عند الله، ومن هنا بدأ شأن مريم العذراء منذ أن كانت جنيناً حينما نذرت أمها ما فى بطنها لخدمة بيت الله، وبعد أن وضعت وجاءت أنثى حزنت لأنها كانت تريد أن تلد ذكراً حتى يكون خادماً فى بيت الله، ولكنها رضيت بقضاء الله وعلمت أن هناك حكمة من ولادة أنثى، وقررت بعد ذلك أن تسميها مريم كى تضرع بها إلى الله.
وقال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامى: السيدة العذراء شرفت مصر بزيارتها، فشرفها القرآن إلى يوم القيامة، مضيفاً: شرف الله مصر بكرامات كثيرة، ومنها أنها أرض الأنبياء، ومما تشرفت به مصرنا زيارة العائلة المقدسة، فهنا على أرض مصر خطت السيدة العذراء مريم البتول خطواتها المباركة مع ابنها الشريف سيدنا عيسى عليه السلام.
وأضاف: العذراء لها هذه المكانة والكرامة الخاصة فى قلوب المسلمين عامة، والمصريين خاصة، فأى تكريم وأى كرامة منحها الإسلام للسيدة مريم العذراء، رضى الله عنها وأرضاها، فانظر إلى القرآن الكريم تجد أن الله أنزل سورتين من سور القرآن الكريم واحدة من السبع الطوال باسم آل عمران، وهى سورة «آل عمران»، وهم أسرة السيدة مريم، كما قال الطاهر بن عاشور، والثانية سورة مريم، وهى باسم السيدة العذراء، ولم نجد سورة فى القرآن باسم سيدة غيرها.
«هندي»: أفضل نساء العالمين ومثال للكمال البشري
وقال د. عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: القرآن الكريم تناول ذكر السيدة مريم منفصلاً عن سيدنا عيسى عدة مرات وحوارها مع الملائكة، كقوله تعالى «قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا»، وفى سُنة سيدنا رسول الله نجد أن رسول الله احتفى بالسيدة مريم العذراء احتفاءً عظيماً، فانظر إلى حديث رسول الله الذى عدّ فيه السيدة العذراء مع أفضل نساء العالمين، بل إنها مثال للكمال البشرى فى الدنيا فى قوله، صلى الله عليه وسلم: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون»، وعندما خرجت السيدة العذراء من بيت لحم هرباً لنجاتها وابنها السيد المسيح من القتل توجّهت العائلة المقدسة إلى مصر.
وقال «الجمل»: ذكر زيد بن أسلم ووهب ابن منبه وغيرهما فى تفسير قوله تعالى: «وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ»، أن هذا المكان الذى آوى العائلة المقدسة هو مصر، حيث إن مصر كانت الملاذ الآمن الذى جاءت إليه السيدة العذراء وابنها سيدنا المسيح، هرباً من الإيذاء، بدليل أن الربو الذى فى الآية لا يكون إلا بمصر، ومما عُرف بين أهل مصر أن مسار العائلة المقدسة يضم نحو 25 نقطة تمتد من سيناء إلى صعيد مصر، وهذه الأماكن هى ما يُعتقد أن العائلة المقدسة شرفتها بالزيارة الطاهرة التى شرفت مصر بأسرها، فشرفها الله فى قرآنه إلى يوم القيامة.