ملامح «رفح الجديدة»: مساحة المنزل 500 متر.. وحق انتفاع «99 سنة»

حصلت «الوطن» على ملامح مخطط مدينة رفح الجديدة، المقرر البدء فى تنفيذها خلال أيام، تزامناً مع عمليات إخلاء منازل مدينة رفح الحالية، التى تنفذها القوات المسلحة. وكشف مصدر حكومى رفيع المستوى أن تخطيط «رفح الجديدة» سيكون ذا طابع بدوى على النمط الحديث، وفق المخطط الذى أعدته هيئة التخطيط العمرانى التابعة لوزارة الإسكان، مشيراً إلى أن مساحة المنزل الواحد فى المدينة الجديدة لن تقل عن 500 متر. وقال المصدر لـ«الوطن» إنه لن يُسمح بتملك الأراضى أو المنازل فى المدينة الجديدة، وأنها ستكون حق انتفاع لمدة 99 عاماً، نظراً لحساسية وطبيعة المكان المحاذى للحدود مع قطاع غزة، لافتاً إلى أن تكلفة المنزل الواحد ستتراوح ما بين 100 إلى 150 ألف جنيه، مشيراً إلى أن شركات محلية ستبدأ تنفيذ المخطط فور الانتهاء منه. وأكد أن المنطقة العازلة التى ينفذها الجيش فى مدينة رفح القديمة سيتراوح عمقها ما بين 3 إلى 5 كيلومترات، وأن جزءاً منها سيكون به منطقة تجارة حرة مع سكان قطاع غزة، لمنعهم من العودة إلى حفر الأنفاق مرة أخرى، وأوضح أن «لجنة تنمية رفح الجديدة» ستبدأ عملها فور الانتهاء من وضع مخطط المدينة، وهى اللجنة التى يرأسها ممثل لوزارة الدفاع والإنتاج الحربى، وتضم فى عضويتها ممثلين عن وزارات «الداخلية، والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، والمالية، والزراعة واستصلاح الأراضى، والتنمية المحلية، والتموين والتجارة الداخلية، والتضامن الاجتماعى» فضلاً عن «الصندوق الاجتماعى للتنمية» وعدد من الجهات ذات الصلة. وتابع المصدر: لجنة تنمية رفح الجديدة بدأت دراسة احتياجات السكان ممن جرى نقلهم من الشريط الحدودى، واقتراح الأنشطة الاقتصادية للمنطقة الجديدة، وتوفير الخدمات الأساسية وخدمات الرعاية الاجتماعية للسكان، ودراسة تطوير المشروعات السيناوية الصغيرة وإتاحة التدريب والتمويل لها، لافتاً إلى صرف تعويضات 242 مليون جنيه لـ616 أسرة بالمرحلة الأولى من إخلاء الشريط الحدودى حتى الاثنين الماضى، موضحاً أن صرف الإعانات العاجلة يأتى تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء، كقيمة إيجارية تقدر بـ1500 جنيه شهرياً لمدة 3 أشهر، لإيجار منازل بديلة وذلك اعتباراً من الاثنين الماضى أيضاً. من جهته، قال الدكتور كمال شاروبيم، عضو المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية، التابع لرئاسة الجمهورية، إن المجلس أرسل إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اقتراحاته بشأن التخطيط العمرانى الجديد لمدينة رفح الجديدة. وأضاف «شاروبيم» لـ«الوطن» أن اللجنة المكلفة من المجلس التخصصى استطلعت آراء عدد من سكان رفح «المصرية»، مؤكداً أن هناك اقتراحين، الأول يقضى بإمكانية تدشين المدينة الجديدة فى منطقة «الأحراش» الواقعة على بعد 5 كيلومترات من الحدود الشرقية لمصر مع قطاع غزة، لافتاً إلى أن هناك عوائق فى تنفيذ هذا المقترح، كون المنطقة المقترحة واقعة ضمن الشريط العازل المقرر إقامته بين مصر وغزة، وأوضح أن المكان الثانى المقترح يتمثل فى منطقة «الريسة شرق العريش»، مشيراً إلى أن هناك قطاعاً من سكان رفح الحاليين يرفضونه، كون «الريسة» تقع فى مدينة العريش، مما يمثل عزلاً لسكان رفح عن منطقتهم الأصلية. وأكد عضو المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية أن العدد الحالى لسكان رفح يصل إلى 70 ألف نسمة، خصوصاً أن المدينة تضم 11 قرية، موضحاً أن من ضمن المقترحات التى أرسلها المجلس «أن يكون تصميم المدينة الجديدة صالحاً دون تغيير أو تعديل حتى عام 2050، فضلاً عن استخدام المواد الطبيعية الموجودة فى البيئة السيناوية، مثل الطوب اللبنى والجرانيت، فى بناء المنازل، إضافة إلى ضرورة توافر الأراضى الزراعية برفح الجديدة، كون غالبية سكانها يشتغلون بالزراعة».