حكاية جريمة الوراق.. الابن يتخلص من أبيه بالرصاص والأم «تعترف على نفسها»

كتب: محمود الجارحي

حكاية جريمة الوراق.. الابن يتخلص من أبيه بالرصاص والأم «تعترف على نفسها»

حكاية جريمة الوراق.. الابن يتخلص من أبيه بالرصاص والأم «تعترف على نفسها»

«جثة لأحد المقاولين داخل منزله بمنطقة الوراق شمال محافظة الجيزة، الزوجة تعترف بإصرار شديد بتنفيذ الواقعة وتسلم سلاح الجريمة»، مشهد اعتراف في صيف 2009، أمام رجال المباحث والنيابة العامة ينبئ بحل القضية، إلى أن ظهرت مفاجأة في غرفة التحقيق كشفت عن القاتل الحقيقي، تفاصيل مثيرة كانت في ملف القضية نسردها فيما يلي:

جثة داخل منزل في الوراق

منتصف شهر يوليو 2009، ورد بلاغ من شاب لقسم شرطة الوراق، يفيد بالعثور على شقيقه مقتولًا داخل منزله، بمجرد ورود البلاغ، انتقل فريق من وحدة مباحث شرطة الوراق، وضباط مباحث مديرية أمن الجيزة، إلى مكان البلاغ، وكانت الساعة السادسة فجرًا، وفرضت القوات كردونًا أمنيًا في محيط المنزل المكون من 3 طوابق، ودخل رجال المباحث وبصحبتهم المعمل الجنائي، وحضر أيضًا محقق النيابة إلى مسرح الجريمة.

المنزل كان عبارة عن شقة في الطابق الأول «علوي»، مكونة من 3 غرف وصالة وحمام، دخل المحقق إلى مكان العثور على الجثة -غرفة النوم- شاهد رجل في العقد السادس من عمره،  على السرير وسط بركة من الدماء، ناظر المحقق الجثمان، وتبين أنَّ المجني عليه مصاب بطلق ناري في الرأس، وصرح بعرض الجثمان على الطب الشرعي لتشريحه لبيان أسباب الوفاة.

وبينما كان المحقق يناظر الجثمان كان هناك فريق من المباحث يناقش أسرة الضحية زوجته وأبنائه الثلاثة، وأكّدت الزوجة أن زوجها يعمل مقاول عقارات، وأنها كانت بصحبة أبنائها الثلاثة في حفل زفاف ابنة شقيقتها في منطقة إمبابة، ولم تكن في المنزل وقت وقوع الجريمة وأنها فوجئت بشقيق زوجها يخبرها بأن زوجها عثر عليه جثة هامدة، فحضرت بصحبة أبناءها على الفور.

الزوجة تعترف بقتل زوجها 

غادر محقق النيابة مسرح الجريمة، واستكمل فريق المباحث التحقيق مع زوجة المجني عليه، وبدأت مناقشتها حول ما جاء في تحريات المباحث، وأنها كانت دائما على خلافات مع زوجها، وكان يتعدى عليها بالضرب في بعض الأوقات، وأن الجيران ورواد المنطقة لم يرصدوا دخول أو خروج أي شخص غريب في وقت معاصر للجريمة، لم تستغرق الزوجة كثيرًا، وانهارت وانطلقت منها الصرخات والبكاء أمام رجال المباحث قائلة: «نعم تخلصت منه، كان يضربني، ارتحت وولادي ارتاحوا».

استكملت الزوجة الاعتراف في محضر الشرطة: «استغليت وجودي في البيت بمفردي بعد خروج الأبناء لحضور زفاف ابنة شقيقتي، كان نائما، دخلت بهدوؤ وأطلقت عليه الرصاص، ثم ذهبت لحضور الزفاف، وأخبرت شقيقتي أني سأنام لدهيا لأبعد الشك عني وعن أولادي».

الزوجة تتراجع عن اعترافها: «خايفة على ابني»

عقب الانتهاء من مناقشة الزوجة وتسجيل اعترافها، تمت إحالتها إلى النيابة العامة، مثلت الزوجة المتهمة وتدعى «ماجدة»، 42 سنة، ربة منزل، أمام محقق النيابة واعترفت بتفاصيل الجريمة، وأكّدت اعترافها في محضر الشرطة، وفي أثناء استجوابها تبين للمحقق أن كلامها غير مقنع، وأنَّها لا تتمكّن من حمل سلاح ناري أو التخطيط لتلك الجريمة.

وبدأ المحقق مناقشتها حول خلافاتها مع زوجها -المجني عليه- وعن علاقة أبنائها بالضحية، وماذا عن ابنها الأكبر ويدعى «راضي» بدأ تظهر عليها علامات الارتباك، وناقشها أيضًا في شهادة أحد الجيران بأنَّه شاهد «راضي» وهو يخرج من المنزل في وقت معاصر للجريمة، انهارت الأم داخل غرفة التحقيق في نيابة حوادث محكمة شمال الجيزة، واعترفت للمحقق أنها لم ترتكب الواقعة وأن ابنها «راضي» هو القاتل: «ابني قتل أبوه علشان كان بيعاملني وحش، وبيضربنا كلنا، قتله وعرفني إنه قتله واحنا في الفرح، وأنا اعترفت على نفسي علشان خايفة عليه».

سجل محقق النيابة اعتراف الزوجة، وأصدر قرارًا بضبط الابن المتهم وإحضاره، وتمكّنت قوة من المباحث من إلقاء القبض عليه، وتمت إحالته للنيابة

إعدام قاتل والده

وصل المتهم إلى سرايا النيابة وسط حراسة أمنية مشددة، وبمجرد أن شاهد الابن والدته داخل غرفة التحقيق، انهار في البكاء وقبّل قدميها وهو يردد «أيوة أنا اللي قتلت أبويا.. طول الوقت كان بيضرب أمي وإخواتي».

سجل المحقق اعترافات الابن المتهم بقتل والده، وعرض المتهم واعترافاته على المحامي العام لنيابات شمال الجيزة، وأجرى المتهم محاكاة للجريمة بالصوت والصورة، وجاء تنفيذ جريمته مطابقة لما جاء في تقرير الطب الشرعي.

عقب تسجيل اعترافات المتهم، تمت إحالته للمحاكمة، ونسبت إليه النيابة العامة تهمة القتل العمد، وعقب تداول أوراق القضية عدة جلسات، قضت المحكمة بإعدام المتهم، في أول درجة، ونفذت الجهات المختصة الحكم عقب تأييد الحكم.


مواضيع متعلقة