حكاية جريمة بورسعيد.. معلمة أطفال تعترف بقتل والدتها بالاستعانة بـ«ابن الجيران»

حكاية جريمة بورسعيد.. معلمة أطفال تعترف بقتل والدتها بالاستعانة بـ«ابن الجيران»
انفتح باب المنزل رقم 141 بمنطقة «الفيروز الجديدة»، بمدينة «بورفؤاد» في محافظة بورسعيد، وخرجت فتاة عشرينية مندفعة، وتصرخ قائلة: «أمي جثة على الأرض.. أمي ماتت»، الجيران وأهالي المنطقة التفوا حولها، والبعض الآخر أبلغ رجال الشرطة، وحضرت قوة من مباحث القسم وضباط المديرية إلى مسرح الجريمة، كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصر يوم الخميس الماضي، وتوالت الاحداث، إذ كشفت أجهزة الأمن لغز الجريمة التي راحت ضحيتها «مشرفة عمال» في مستشفى خاص من قتل الضحية، فماذا عن دوافع الجريمة.
رأس مهشمة وبعثرة وآثار دماء
بمجرد وصول فريق من مباحث المديرية، إلى مسرح الجريمة، شقة سكنية في العقار رقم 141 بمنطقة الفيروز، انتشرت القوات في محيط المكان، فريق من المباحث يعاين مسرح الجريمة، والآخر أمام مداخل العقار، فريق ثالث يجري مناقشة للشهود وابنة الضحية التي اكتشفت الواقعة، وفريق رابع من يجري تمشيطا للمنطقة وفحص كاميرات المراقبة، وحضر محقق النيابة إلى مسرح الجريمة، وكان بصحبته الأدلة الجنائية لرفع البصمات، وبدأ المحقق مناظرة الجثمان ومعاينة مسرح الجريمة وجاءت كالتالي: «جثة سيدة ملقاة على ظهرها في صالة الشقة، الضحية في العقد الخامس من عمرها تدعى داليا سمير، 42 سنة، مضروبة على مؤخرة الرأس بالة حادة- قطعة خشبية او قطعة حديد آثار بعثرة في محتويات الصالة وهناك آثار لدماء في مسرح الجريمة، لا يوجد أي عنف أو كسر في منافذ الشقة، اختفاء حلق الضحية».
استكمل المحقق المناظرة والمعاينة، وتبين الآتي: «وجود آثار مقاومة، وتي شيرت أبيض اللون عليه آثار دماء، لشاب عمره لا يتجاوز الـ16 عامًا»، صرح المحقق بعرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها، لبيان أسباب الوفاة، وتسليم الجثمان للأسرة عقب التشريح لإنهاء إجراءات الدفن، وبدأ فريق رجال المعمل الجنائي رفع بصمات الإصبع من كوب شاي تواجد في مكان الواقعة.
اتهام الابنة والجار
غادر المحقق مسرح الجريمة، واستكملت أسرة الضحية إجراءات الغسل والدفن للمجني عليها، بينما كان فريق البحث يواصل تفريغ الكاميرات، واستجواب الابنة التي اكتشفت الواقعة، واستعرض فريق البحث ما جاء من تحريات أمام مدير المباحث الجنائية وجاءت كالتالي: «كاميرات المراقبة التقطت صورًا للضحية أثناء دخولها العقار، بعد قرابة نصف ساعة خرجت الابنة المبلغة من العقار، وبعد قرابة ساعة ونصف، عادت مرة أخرى، وأخبرت الجيران بتفاصيل الواقعة، أيضًا التي شيرت الذي تمّ تحريزه خاص بابن الجيران، شاب لم يتجاوز الـ16 عامًا، وتبين خروجه من العقار في وقت معاصر لتنفيذ الجريمة، أيضًا أكّدت التحريات حسن سمعة الضحية ولم يكن لديها أي خلافات تستدعي ارتكاب جريمة قتل وأنها محبوبة من أصدقائها في العمل»، وتمّ استئذان النيابة العامة لضبط ابن الجيران المشتبه فيه وإعادة استجواب ابنة الضحية ومواجهتها بما جاء في التحريات والكاميرات، وتمكّنت قوة من المباحث من ضبط المشتبه فيهم.
وتمّ اقتياد ابنة الضحية وتبين أنَّها تدعى «نورهان» 20 سنة، مخطوبة منذ 5 أشهر، وجاءت أقوالها في بداية الاستجواب كالتالي: «كنت أدرس لعدد من الأطفال، وعقب عودتي تفاجأت بالعثور على جثة والدتي»، وعندما تمّ مواجهتها بماء جاء في التحريات والكاميرات التي أكّدت وجودها في العقار خلال وقت معاصر للجريمة، ووجود «تي شيرت» خاص بأحد أبناء الجيران، اعترفت بتفاصيل الجريمة وجاءت أقوالها في محضر الشرطة كالآتي: «نعم، تخلصت منها بقطعة حديد بالتعاون مع ابن الجيران».
وكشفت الابنة المتهمة عن دوافع جريمتها في محضر الشرطة، وأكّد المتهم الثاني ما جاء على لسان المتهمة الأولى، واعترف في محضر الشرطة، بالتفاصيل الكاملة وأنهما تخلصا من الضحية في قرابة نصف ساعة، وألقى بـ تي شيرت كان يرتديه في مسرح الجريمة لوجود آثار دماء للضحية عليه.
حبس 15 يومًا على ذمة التحقيقات
عقب الانتهاء من استجواب المتهمين، تمت إحالتهما للنيابة العامة، التي استجوبت المتهمين في التحقيقات، وسجلت الاعترافات الكاملة لهما، وتمّ اقتيادهما إلى مسرح الجريمة، وأجرى المتهمين محاكاة للجريمة، وقررت النيابة حبسهما بتهمة القتل العمد، وطلبت النيابة تحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة.
وصباح اليوم، تمّ اقتياد المتهمين وسط حراسة أمنية إلى المحكمة، بمنطقة «بورفؤاد»، وعرضهما على قاضي المعارضات، وجدد لهما قرار الحبس لمدة 15 يومَا على ذمة التحقيقات، وتمّ إعادة المتهمين إلى محبسهما مرة أخرى ولاتزال التحقيقات مستمرة.