الزراعة: 45 مليون طن مخلفات تنتظر تحويلها لثروة من الأعلاف والأسمدة والطاقة

الزراعة: 45 مليون طن مخلفات تنتظر تحويلها لثروة من الأعلاف والأسمدة والطاقة
45 مليون طن تقريباً من المخلفات الزراعية المصرية، ما بين مخلفات نباتية وحيوانية، يمكن أن تكون سبباً فى مشكلات كبيرة بيئية وصحية واقتصادية، أو مصدراً لثروة هائلة من الأعلاف والأسمدة العضوية والغذاء والطاقة والأخشاب إذا ما تمت إعادة تدويرها.
هذا ما يؤكده الدكتور زكريا فؤاد، الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث، الذى يشير إلى أنه رغم أن المخلفات الزراعية تعتبر عبئاً ثقيلاً على البيئة بوجه عام والبيئة الزراعية بوجه خاص، إلا أن عملية تدوير تلك المخلفات الزراعية تجعلها منتجاً ثانوياً يستفيد منه المزارع والمُنتج فى تسميد المحاصيل الزراعية وخصوصاً فى الزراعات العضوية.
«فؤاد»: لا يجب إهدارها بالحرق أو الإهمال ويمكن تحويلها لسماد عضوي «كمبوست» وأعلاف غير تقليدية
يتطرق الدكتور زكريا فؤاد، أولاً، إلى أضرار ومخاطر تشوين المخلفات الزراعية أو حرقها، أو بمعنى آخر عدم تدويرها، مشيراً إلى أنها تشمل إمكانية اشتعال الحرائق التى قد تمتد بفعل الرياح لتحرق منازل القرية بأكملها، فضلاً عن أن عملية الحرق تقضى على الأعداء الطبيعية للحشرات والآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية، كما قد تمتد الحرائق لبعض الحيوانات الصغيرة، لتنتشر فى الزراعات مما يؤدى لخسائر جسيمة فى المحاصيل.
وبالإضافة لما سبق، تؤدى الحرائق لتلوث الهواء الجوى بالغازات الضارة بما يضر صحة الإنسان والحيوان والنبات، كما أن حرق المادة العضوية بالطبقة السطحية من التربة الزراعية يؤدى لخفض خصوبة الأراضى الزراعية، كما أن تشوين المخلفات الزراعية يوفر بيئة صالحة لتكاثر الفئران وغيرها من القوارض والحشرات الضارة لكل من الإنسان والحيوان والنبات، وفى هذا السياق فإن قش الأرز المشون، على سبيل المثال، قد يكون مصدراً للإصابة بمرض اللفحة فى الموسم التالى، كما أن أحطاب القطن قد تكون مصدراً للإصابة بديدان اللوز فى الموسم التالى أيضاً.
ولتفادى جميع هذه المخاطر السابقة، يشير الدكتور زكريا فؤاد إلى أنه يُنصح بتدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى سماد عضوى (كمبوست) أو إلى أعلاف غير تقليدية، أو استعمالها كمصدر للطاقة، وبهذا يمكننا أن نحقق عدة أهداف بيئية واقتصادية فى ذات الوقت.
ويوضح الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية والبيولوجية أن كلمة Composting تعنى عملية الكمر الهوائى، وتعد هذه العملية إحدى وسائل المعالجة البيولوجية للمخلفات العضوية للحصول على سماد عضوى جيد عن طريق تخمير المخلفات النباتية والحيوانية من قش الأرز، وعروش النباتات، والأحطاب، والحشائش، وورد النيل، وتقليم الأشجار وغيرها، وتتحول فيها هذه المخلفات العضوية لمادة شبيهة بالتربة الطبيعية.
وإلى جانب الكمبوست، تأتى «الأعلاف غير التقليدية»، كأحد أهم النواتج الممكنة لعمليات إعادة تدوير المخلفات الزراعية، حسبما يضيف الدكتور زكريا، حيث يمكن إنتاجها من بعض المخلفات الزراعية مثل مخلفات قش الأرز، وذلك لتقليل استيراد الذرة الصفراء والأعلاف المركزة وتوفير العملة الصعبة.
وتتم عملية تحويل المخلفات الزراعية بعدة طرق منها المعاملة باليوريا، وتأتى أيضاً المعاملة البيولوجية الهوائية للمخلفات الزراعية، حيث تُستخدم بعض الكائنات الحية الدقيقة (الفطريات المحللة للسيليلوز) أو نواتجها تحت الظروف الهوائية لإحداث تغيرات طبيعية وكيميائية فى مكونات المخلفات الزراعية (قش الأرز وحطب الذرة)، لتحسين استساغتها وقيمتها الغذائية لاستخدامها كأعلاف حيوانية.
ويمتد الأمر إلى إنتاج الغذاء مباشرة من المخلفات الزراعية، حيث يمكن إنتاج عيش الغراب باستخدام قش الأرز أو التبن أو حطب القطن أو مصاصة القصب أو نشارة الخشب.
وأخيراً تأتى إمكانية إنتاج الطاقة من المخلفات الزراعية، كما يوضح الدكتور زكريا فؤاد، حيث يمكن إنتاج البيوجاز، من خلال تخمير مخلفات الحيوان (الروث) تخميراً لاهوائياً فى مخمرات خاصة لإنتاج البيوجاز الذى ينطلق من المواد العضوية، كما يمكن تحويل قش الأرز إلى «غاز حرارى».
وقد تمكنت بعض المراكز البحثية، حسبما يضيف فؤاد، من إنتاج الخشب الحُبيبى من المخلفات الزراعية وخاصة حطب القطن وقش الأرز، وتبين أن المواصفات الخاصة بالخشب الحبيبى الناتج عن متبقيات مثل حطب القطن، من متانة الثنى ومعامل المرونة والترابط الداخلى وتماسك السطح والسمك، وغيرها من المواصفات، تفوق المواصفات المطلوبة وفقاً للمقاييس المصرية.
مزايا استخدام «الكمبوست»
يمد النبات باحتياجاته من العناصر الغذائية الكبرى والصغرى
يُحسّن قوام التربة ويساعد على تفكيك الأراضى الثقيلة
يقضى على بعض أمراض النبات والحشرات الضارة ويحمى البيئة
يحتفظ بالماء فى الأراضى الرملية ويقلل من مشاكل التربة
يستخدم الزراعة العضوية لخلوه من بذور الحشائش
يمد التربة بملايين الكائنات الحية الدقيقة المفيدة ويساعد على نمو المحاصيل بكفاءة
غنى بالهرمونات ومنشطات ومنظمات النمو والمضادات الحيوية
بسلب العناصر الثقيلة السامة كالرصاص والكادميوم
يحافظ على الاتزان البيولوجى لميكروبات التربة