الدولة المصرية تجتاز اختبار المبادئ والشرف
«مصر تتعامل بشرف.. فى زمن عزّ فيه الشرف»تُختبر المبادئ ويُقاس الشرف فى الظروف الصعبة الضاغطة.. لحظة الاختبار هى لحظة الحسم.3 سنوات.. تمر مصر بأزمات متلاحقة، لا يد لها فيها، من كورونا إلى الحرب الروسية الأوكرانية.. تتأثر «القاهرة» بما لم تصنعه ابتداءً!
أزمات تُضاف إلى رصيد التحديات المستمرة فى مصر منذ عقود، خصوصاً فى السنوات العشر الأخيرة.
والسؤال: ماذا فعل المسئولون المصريون ليتعاملوا مع الأزمة؟هنا الاختبار..إذا كان رئيس الجمهورية يقول إن مصر تتعامل بشرف فى زمن عزّ فيه الشرف، فمثل هذه المواقف تؤكد أو تنفى.
تمتلك مصر قوة عسكرية كبرى داخل محيط مأزوم مضطرب أمنياً، طوال ثمانى سنوات من قيادة الرئيس السيسى بتحدياتها، وثلاث سنوات من الأزمات المتصلة الأخيرة، لم تستخدم مصر قوتها إلا فى حماية الأمن القومى.
لم يتحرك أى مسئول مصرى بطمع نحو ثروة جار.. ولم يعقد صفقة على حساب حليف.
حينما يكون قدرك أن تكون كبيراً، فكلمتك تحمل ثقلاً هائلاً، وتصرفاتك تؤثر جوهرياً فى مجريات الأمور، ومصر كبيرة، لكنها لم تتاجر يوماً بمواقفها أو تحاول التربّح سياسياً واقتصادياً من تصرفاتها على حساب المبادئ والشرف.
لكن.. انتظر..يخلط البعض بين الشرف والضعف.. بين من يُمسكون بالمبادئ من موطن قوة، ومن يخبئون ضعفهم فى ثوب العفّة.رئيس الجمهورية فى القمة العربية الصينية تحدّث بوضوح عن خلل فى عدالة النظام العالمى، وتسييس لقضايا حقوق الإنسان، وهى ملفات تتحدّث مصر عنها دائماً فى المحافل الدولة بمنتهى الوضوح.. فهى ليست سياسة ضعف واستكانة.
اختارت مصر مجابهة الأزمات بتنمية القدرات الذاتية والتركيز على ما لدينا، لا على ما لدى الآخرين، وذلك منتهى الشرف.فهل يتمسك العالم بمبادئه أيضاً؟
حينما يتحدث رئيس مصر عن تسييس قضايا حقوق الإنسان، فهو يعنى بذلك ظاهرة مقيتة يراها كل ذى عقل..تُتهم مصر بانتهاك حقوق الإنسان زوراً لأنها تدافع عن أمنها القومى ضد إرهابيين ومتحالفين معهم!
فى المقابل يتجاهل من يوجّه الاتهام سجلاً هائلاً من تعزيز حق الإنسان المصرى فى الحياة الكريمة، تلمس سطوره فى كل مشروع من بين آلاف المشروعات التى تكلفت تريليونات الجنيهات على مدار 8 سنوات!
الأهم أن دول العالم المتقدّم التى يُضرب بها المثل فى حقوق الإنسان، تتعامل بمنتهى الحسم مع تهديد أمنها القومى، وإلا فلماذا طلب رئيس الحكومة البريطانية من الشرطة التصدى للتظاهرات؟
أو لماذا كُلفت قوة قوامها 3000 جندى فى ألمانيا بالقبض على 25 شخصاً من حركة مواطنى الرايخ، التى اعتُبرت إرهابية بتصريحات رسمية، لأنها هددت مؤسسات الدولة؟
هذا ما يفعله العالم المتقدم، وهذا ما يفعله أى مجتمع عاقل حيال التهديدات، وهذا ما نفعله.. أليس من الشرف توحيد «المسطرة»؟
هل يلتزم الآخرون بذلك المبدأ كما التزمت مصر فى قلب أزماتها؟