توقعات بتراجع سعر الذهب عالمياً بسبب «الدولار والفائدة»

توقعات بتراجع سعر الذهب عالمياً بسبب «الدولار والفائدة»
توقعت مجموعة «ING»، للخدمات المالية والمصرفية، ارتفاع الطلب على الذهب، من قبل البنوك المركزية والمؤسسات والأفراد خلال العام المقبل، وقالت إن البنوك المركزية واصلت بناء احتياطاتها من المعدن في الربع الثالث من العام، وستواصل خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أن أي تراجع في وتيرة زيادة أسعار الفائدة تدعم فرص صعود الذهب، وهو ما سيحدث على الأرجح بحلول الربع الرابع من عام 2023.
الشهية الأكبر منذ 1967
أضافت المجموعة التي تتخذ من أمستردام مقراً رئيسياً لها، في تقرير، أن أحدث البيانات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي تُظهر أن البنوك المركزية زادت مشترياتها من الذهب بأعلى وتيرة منذ عام 1967، مسجلة مشتريات بـ 399 طناً في الربع الثالث من عام 2022، بزيادة 341% على أساس سنوي، وأن تركيا وأوزبكستان والهند وقطر كانت أكبر المشترين للذهب خلال الربع، ولكن تم شراء كمية كبيرة من الذهب أيضًا من قبل بنوك مركزية مجهولة لم تعلن عن مشترياتها.
وترى «المجموعة» أن مشتريات الذهب التي تقوم بها البنوك المركزية تشكل جزءًا فقط من إجمالي الطلب على السبائك، والذي يشمل أيضًا استهلاك المجوهرات والاستثمارات في سبائك الذهب والعملات المعدنية والصناديق المتداولة في البورصة ETFs والتكنولوجيا، علاوةً على ارتفاع الطلب الصيني رغم استمرار مخاطر كورونا، إذ جرى تداول الذهب في الصين بعلاوة كبيرة على الأسعار الدولية في الآونة الأخيرة.
حفلات الزفاف الهندية
وبالنسبة إلى مستهلك رئيسي آخر للذهب هو الهند، فإن الطلب ظل قوياً في أكتوبر وسط بداية موسم الأعياد وحفلات الزفاف مع تعزيز شراء المجوهرات والقطع المعدنية والعملات المعدنية، وفق التقرير، الذي يتوقع استمرار الطلب الاستهلاكي القوي.
وأشار التقرير الذي أعدته «إيوا مانثي»، إلى أن قوة الدولار الأمريكي وتشديد السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي أثرا بشدة على سوق الذهب عام 2022، وعلى المدى القريب، هناك مجال لمزيد من الانخفاض في سعر الذهب مع توقع مزيد من التشديد ورفع سعر الفائدة.
الذهب في أدنى مستوياته
يتم تداول الذهب الفوري حالياً عند أدنى مستوياته منذ أكثر من عامين وانخفض بأكثر من 20% من ذروته فوق 2000 دولار للأوقية في مارس الماضي، حيث رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى أسعار الفائدة لمعالجة التضخم، فارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في 20 عامًا، كما ارتفعت العائدات الحقيقية على السندات لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد.
وشهدت حيازات الصناديق المتداولة في البورصة العالمية من الذهب انخفاضها الشهري السادس على التوالي في أكتوبر الماضي، حيث بلغت 3.490 طناً بقيمة 184 مليار دولار أمريكي، بنهاية الشهر، بعدما قادت صناديق أمريكا الشمالية التدفقات العالمية إلى الخارج، وفي الربع الثالث من 2022، انخفض الطلب على الاستثمار في الذهب بنسبة 47% على أساس سنوي، وفق التقرير.
1850 دولاراً للأوقية
وتتوقع المجموعة الهولندية، أن يظل الذهب في اتجاه هبوطي خلال دورة رفع سعر الفائدة المستمرة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، إلا أنها ترى أن أي تلميحات من الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء دورة التشدد في السياسة النقدية ستوفر الدعم للأسعار صعوداً، وهو ما سيحدث على الأرجح فور رؤية علامات انخفاض كبير في التضخم، ربما في النصف الثاني من العام المقبل، الأمر الذي يدفع أسعار الذهب إلى 1850 دولار للأوقية بحلول الربع الرابع من العام «أكتوبر – ديسمبر 2022».