2022 عام «الحزن الصحفي».. آباء المهنة رحلوا وتركوا تجارب مضيئة

03:31 م | الأحد 04 ديسمبر 2022

رحلوا وتركوا إرثا كبيرا من الأعمال الصحفية الباقية، التي تعتبر نماذج فريدة للعمل المهني، الذي يهتم بمصالح الوطن والمواطن، إنهم آباء مهنة الصحافة الذين رحلوا عن عالمنا هذا العام 2022، آخرهم الكاتب الصحفي الكبير مفيد فوزي، ومن قبله الكاتب ياسر رزق رئيس تحرير أخبار اليوم السابق، رئيس مجلس الإدارة والكاتب الصحفي إبراهيم حجازي، الرئيس السابق للجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ، والكاتب الصحفي والإعلامي وائل الإبراشي، والكاتب الصحفي صلاح منتصر، والكاتب الصحفي سامي متولي «شيخ المحررين البرلمانين»، والكاتب الصحفي عزت السعدني مؤسس مجلة علاء الدين.

لا يخفى على أحد مسيرة الكاتب الصحفي والإعلامي القدير مفيد فوزي، الذى رحل اليوم، ويعد أشهر المحاورين في تاريخ الإعلام المصري والعربي، الذي تميز بمدرسة خاصة في الحوار التلفزيوني تعتمد على الحديث مع الضيوف في مناطق غير مطروقة من قبل، والغوص في أعماق شخصياتهم، وهي المدرسة التي أمدت أجيال من الصحفيين والإعلاميين بدروس وتجارب إعلامية وصحفية.

تركزت مدرسة «فوزي»، على أهمية مذاكرة الضيوف وموضوعات الحلقات بشكل جيد، وهو ما يظهر أثره من خلال ثراء الحوار والحلقات التلفزيونية التي كان يقدمها في برنامجه الأشهر «حديث المدينة».

مقالاته الساخرة واللاذعة في روزاليوسف وغيرها من الصحف والمجلات كان ينتظرها القراء والصحفيون ليتابعوا من خلالها آراء الكاتب الكبير في مختلف القضايا والأحداث واختزاله لها في آراء مكثفة وموجزة.وفي 2022.

كان لـ«الوطن»، نصيب من حالة «الحزن الصحفي» برحيل الكاتب الصحفي الكبير محمود الكردوسي، رئيس مجلس إدارة الوطن السابق، وعضو مجلس الشيوخ، بعد أزمة صحية انتهت بوفاته في 25 فبراير، وكان الكاتب الكبير معروفا بكتاباته المؤثرة ومواقفه الوطنية لدعم الدولة الوطنية في مواجهة التحديات التي واجتها في السنوات الأخيرة، فضلا عن تناول مقالاته وكتبه لقضايا اجتماعية في صعيد مصر، مثل كتاب «مرة واحد صعيدي»، وصدرت روايته الأولى والأخيرة «ذائقة الموت»، لتكون آخر ما خطت يداه في حياته، قبل رحيله بشهور قليلة.

سلسلة وفيات الكتاب الصحفيين في 2022 بدأت يوم 3 يناير، برحيل الكاتب الصحفي إبراهيم حجازي عقب إعلان أسرته نبأ وفاته ليرحل عن عالمنا تاركا «دائرة الضوء» وهو اسم البرامج التليفزيوني الشهير الذي كان يقدمه حتى أيامه الأخيرة، فضلا عن مقاله «خارج دائرة الضوء» في عدد الجمعة بـ الأهرام لمدة 22 سنة.

في 9 يناير، رحل الكاتب والإعلامي وائل الإبراشي وفاته متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، ووقع النبأ كالصاعقة علي الجميع خاصة بعد توقع الكثيرون عودته إلي الشاشة الصغيرة لظهوره أكثر مره مرة وكان وضعه الصحي في تحسن ملحوظ،.

وقدم «الإبراشي»، العديد من التحقيقات الصحفية والتلفزيونية التي كان لها أثر كبير علي الرأي العام، وذلك عبر عدة برامج تلفزيونية كان آخرها وأشهرها «العاشرة مساء»، إضافة إلى تحقيقاته ومقالاته في روزاليوسف وصوت الأمة.

وفي يوم 26 يناير، رحل الكاتب ياسر رزق، بعد أيام قليلة من صدور كتابه «سنوات الخماسين» الذي تناول فيه الفترة منذ أحداث يناير 2011 حتى يونيو 2013، ويعد هذا الكتاب جزء أول من ثلاثية الجمهورية الثانية، وعكف على إعداد هذا الكتاب لسنوات، وكانت المفارقة التي زادت الحزن على رحيله، مشاركته فى آخر ندواته لمناقشة الكتاب قبل وفاته بـ 10 أيام فقط، بدار الأوبرا المصرية.

عقب وفاة الراحل ياسر رزق مباشرة لحق به الكاتب الصحفي سامي متولي مدير تحرير الأهرام الذي لُقب بـ«شيخ الصحفيين البرلمانيين» وتقلد العديد من المناصب القيادية بالأهرام وعمل مديرا للتحرير سنوات متعددة، وعرف في الوسط الصحفي بالمحرر البرلماني الأول في مصر.

في فبراير أيضا رحل الكاتب الصحفي جلال دويدار الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة، وصاحب العمود اليومي في الأخبار «خواطر».

جاء شهر مايو من العام الحالي بنبأ حزين علي الجماعة الصحفية بوفاة الكاتب الصحفي صلاح منتصر الذي عمل بجريدة الأهرام ورحل عن عالمنا عن عمر يناهز 88 عاما بعد سنوات من العمل وتواصل كتابة عمود يومي في الأهرام بعنوان «مجرد رأي».

وفي 27 أكتوبر رحل عن عالمنا الكاتب والروائي الكبير بهاء طاهر، بعد أن قدم للأدب العربي رصيدا زاخرا من الأعمال الروائية، أبرزها «واحة الغروب» و«خالتي صفية والدير»، فضلا عن عشرات المقالات غير المنتظمة في عدة صحف مصرية.