خالد الصاوي: استعنت بجدعنة والدي في «أعمل إيه» والموت خطف مني رضيعة قبل تبنيها

خالد الصاوي: استعنت بجدعنة والدي في «أعمل إيه» والموت خطف مني رضيعة قبل تبنيها
- خالد صالح
- خالد الصاوى
- الوطن
- السوشيال ميديا
- ماسبيرو
- أعمل إيه
- خالد صالح
- خالد الصاوى
- الوطن
- السوشيال ميديا
- ماسبيرو
- أعمل إيه
نجاح جماهيرى كبير حققه مسلسل «أعمل إيه» للمخرج أحمد عبدالحميد، وبطولة الفنان الكبير خالد الصاوى، وقت عرضه عبر شاشة «dmc»، نظراً لتعرّض أحداثه للكثير من القضايا المجتمعية التى تهم الجمهور بمختلف فئاته وأعماره، حيث تسبّب هذا النجاح فى تفكير صناعه فى تقديم جزء ثانٍ منه خلال الفترة المقبلة.
ويتحدث «الصاوى» فى حواره مع «الوطن» عن تفاصيل وكواليس مسلسله الأخير، وتجسيده دور الأب ببراعة، رغم عدم إنجابه أبناء فى حياته العادية.
وأوضح أنه استمد أبعاد شخصية «عبدالله الفلانى» من والده الراحل، وكشف لأول مرة عن تفكيره فى تبنى رضيعة قبل 36 عاماً، ولكن موتها حرمه من تحقيق هذه الأمنية آنذاك، والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
كيف تابعت ردود الفعل إزاء حلقات مسلسلك الأخير «أعمل إيه»؟
- أعتاد دوماً على متابعة أصداء أعمالى، وقياس ردود الفعل عبر «السوشيال ميديا»، ولكننى اتّبعت أسلوباً مغايراً هذه المرة، لتجنّب تعرّضى لأى تشويش أو ما شابه، لاسيما أننى أخوض تجربة مسلسلات الـ45 حلقة لأول مرة، ناهيك عن عدم انتهائى من التصوير وقت العرض، حيث كان أمامى عدد كبير من المشاهد، علماً بأن عامل الوقت لم يكن فى صالحنا آنذاك، ومن ثم «ماكنتش عاوز أفرح أوى أو أتضايق زيادة عن اللزوم»، لأن مشاعرى فى كلتا الحالتين ستترك أثرها على شغلى، ولذلك أغلقت هواتفى المحمولة لفترات طويلة، واكتفيت بمعرفة ردود الفعل من المقربين منى، ولكننى سعدت بالإشادات والأصداء الإيجابية للعمل مع الأسر المصرية.
معنى كلامك أن حالتك المزاجية تتأثر إيجاباً أو سلباً بآراء الجمهور حال تزامن التصوير مع العرض؟
- بكل تأكيد، فمشاعرى، سواء كانت سعيدة أو حزينة، تنعكس على ملامحى، ولكن الوضع قد يبدو مختلفاً حال تعرّضى لأزمة شخصية مثلاً، لأننى سأتمكن من مداواتها بمجرد انتهاء التصوير، ولكن كيف سأداوى حالة عدم النجاح لعمل وأنا ما زلت أصور مشاهده؟
ما زلت مخرجاً في ماسبيرو ولن أستقيل منه وأُجدّد إجازتي سنوياً وقلت لرؤسائي: «لو انتو هتمشوني أنا هامشي»
هل أعادتك طبيعة مهنة «عبدالله الفلانى» كمهندس فى الإذاعة بمبنى ماسبيرو لأجواء عملك كمخرج داخل هذا المبنى العريق قبل سنوات؟
- ما زلت مخرجاً فى ماسبيرو إلى الآن، ولكننى حصلت على إجازة أجدّدها كل عام، وأتشرف بانتمائى إلى هذا المبنى العريق، وقلت لرؤسائى ذات مرة «لو إنتو هتمشونى أنا هامشى لكن غير كده أنا هاجدد إجازتى ومش هاستقيل»، فهذا المبنى له أفضال علىّ وعلى أبناء جيلى، وهنا لن أنسى أفضال أستاذنا حسن حامد الذى أعتبره الأب الروحى لجيلى لسنوات طويلة.
ألا ترى أن «عبدالله الفلانى» كان شخصية مثالية بشكل زائد عن الحد؟
- والدى كان مرجعى فى تجسيدى لهذه الشخصية، لأن تصرفاته كانت بطولية وتشبه أفعال «عبدالله»، ولذلك وجدت تراثاً من جدعنته حينما كبرت، ولكن لو تحدّثنا عن «عبدالله» وتصرفاته سنجده يضعنا أمام أنفسنا، ومثاليته مستمدة من الشرع والقانون والتراث والعادات والتقاليد، ولذلك يجب التعامل معها كغاية يجب وصولنا إليها، ولكن إذا تعاملنا معها بمنطق المستحيل «هتكون المشكلة فينا إحنا مش فى عبدالله».
بمناسبة والدك.. متى تشعر بافتقادك له فى حياتك؟
- أفتقده دوماً «لأنه كان مالى حياتنا كلنا»، وكنت ألجأ إليه وقت شعورى بالتردّد تجاه قرار لا أريد الندم عليه، لأن غضبى أحياناً قد يؤدى إلى أذية من أذانى، طالما أننى صاحب الحق، وأحياناً «كانت بتفلت منى» حال وصولى إلى ذروة الغضب، ولكنه كان يحتوينى بسبب بغضه للبلطجة أو الصياعة وما إلى ذلك، فكان يقول لى «روح ارفع قضية وخد حقك بالقانون»، ومن هذا المنطلق، وجوده كان «بيفرملنى» عن تصرفات وأفعال غير محسوبة، ومن ثم أصبحت أسير على نهجه بعد وفاته، وأذكر أننى سمعت مقولة ذات مرة مفادها «الولد مايبقاش راجل إلا لما أبوه بيموت، وبيفضل ولد حتى لو كان كبير فى السن»، ولكن بعد وفاة الأب يتحمّل الابن المسئولية كاملة، وأهمها مسئوليته عن نفسه وتصرفاته التى تكون على شاكلة «أعمل إيه وماعملش إيه».
ألم يراودك التفكير ذات مرة فى تبنى طفل أو طفلة؟
- فكرت فى هذا الاتجاه وقت وقوع أحداث الأمن المركزى سنة 1986، حيث تم تطبيق حظر التجول حينها وانتشرت قوات الجيش والشرطة فى الشوارع، وفى يوم ما سمعنا «دوشة» فى الشارع أثناء جلوسى مع أحد أصدقائى، ففوجئنا بسيارة ترمى رضيعة فى الشارع وتفر هاربة، فحملتها إلى قسم العجوزة وكل تفكيرى أن أسلمها للمسئولين هناك، وفجأة لمحت فتاة تمسح الأرضية أمام القسم تنظر للرضيعة والدموع تنسال من عينيها، فأدركت أن هذه الفتاة رأت نفسها فى الطفلة، أو بمعنى أصح «كانت حياتها زيها كده»، وأيقنت أن الرضيعة حينما تكبر ستواجه مصير فتاة القسم نفسه، وهنا قررت ألا أترك هذه الطفلة إلا بعد اطمئنانى عليها، وبعد مشاورات مع صديقى وأمين الشرطة داخل القسم اخترنا لها اسماً مركباً لن أنساه ما حييت وهو «هدى محفوظ صلاح»، وأودعناها إحدى دور الرعاية، وكنت أذهب لأراها كل أسبوع وألبى احتياجاتها، لدرجة أن أمى قالت لى: «انت كده هتتعلق بيها ومش هتعرف تسيبها»، وفكرت حينها فى تبنيها وأنا فى الـ23 من عمرى، ولكن القدر لم يشأ أن تتحقق رغبتى، حيث فوجئت بوفاتها بعد أن تعلق قلبى بها.
ما الشخصيات التى تشعر بافتقادك لهم بخلاف والدك وخالد صالح والرضيعة «هدى»؟
- أعمامى وعماتى، لأنهم كانوا مترابطين بشدة، ويتمتعون بخفة ظل غير عادية، ناهيك عن أصدقائى على مدار سنوات عمرى، وتحديداً أصدقاء الجامعة الذين فقدت عدداً منهم فى توقيتات متقاربة، وأذكر منهم خالد الصاوى وممدوح مداح ومحمد عبدالحميد، وشعرت بوجع كبير بعد رحيلهم.
مسلسلي الأخير حقق أمنيتي بأن أكون أباً وأخشى المرض والعجز وشعرت بوجع كبير بعد وفاة أصدقاء عمري
هل تخاف من الموت؟
- أخشى المرض والعجز بشكل يفوق الموت، الذى أراه مريحاً إذا ما قورن بهما، فإذا خُيرت بين الإصابة بالشلل والموت، سأختار الموت «وكله بإيد ربنا».
وضعنا تصوراً مبدئياً للحلقات العشر الأولى من «أعمل إيه 2».. ومخرجه تعامل مع الجزء الأول كامتداد لـ «خاتم سليمان»
بالعودة لـ«أعمل إيه».. ما حقيقة وجود اتجاه لتقديم جزء ثانٍ منه خلال الفترة المقبلة؟
- نجاح الجزء الأول جماهيرياً جعلنى أقول لصناعه «خلونا نكون جاهزين»، وبالفعل وضعنا تصوراً مبدئياً للحلقات العشر الأولى من الجزء الثانى، واتفقنا أنه لا بد أن يفوق الجزء الأول فى مستواه، وأتمنى حال تنفيذه أن نبدأ فى تصويره مبكراً حتى لا نصطدم بعامل ضيق الوقت.
ألا ترى وجود نقاط تماس بين «عبدالله الفلانى» وشخصية «سليمان العرينى» التى قدمتها فى مسلسل «خاتم سليمان» عام 2011؟
- نعم، والمخرج أحمد عبدالحميد تعامل مع «أعمل إيه» كما لو أنه جزء ثانٍ من «خاتم سليمان»، ولكن بأجواء وضغوط أكثر واقعية، بمعنى أن هناك اختلافاً بين من يمتلك المال، وهو زاهد فى حياته، ومن يسعى لامتلاك المال لتحقيق متطلباته الأساسية وهو غير قادر على ذلك.
أريد التوقف عند مشهد توليد الجاموسة وغنائك لها داخل إحدى القرى.. فكيف كانت كواليسه؟
- فوجئت بالتفاف الناس حول الجاموسة بشكل غريب، «ماكنتش فاهم إيه اللى بيحصل وقتها»، وعلمت أنها أنجبت وتشعر بالتوتر على جنينها، فانتابتنى حالة من الغضب إزاء استظراف الموجودين آنذاك، وحذّرتهم من ردة فعل الجاموسة حال وصولها إلى ذروة الغضب، ولم أكمل كلامى لتبدأ الجاموسة فى الجرى ونطح من تراه أمامها، وظللت أقول لهم حينها «أحسن أحسن»، واشترطت توافر معاملة إنسانية لهذا الحيوان، وقام مسئولو الإنتاج باستبدال الجاموسة بأخرى، وصورنا المشهد.
أعلم أنك شخص عاشق للحيوانات...
- مقاطعاً: أصبحت أحب كل الحيوانات، ومنها التى كنت أقسو عليها فى الكلام والوصف، لأنها مخلوفات الله، فأصبحت أحب الخنازير مثلاً، ولكننى لن آكل من لحمه، كما أنك تعلم جيداً حبى للكلاب، لدرجة أننى ربيت 9 كلاب فى بيتى، ولكن ما تبقى منها 3 فقط.
«الكلاب أوفى من البشر».. هل تتفق مع هذه الجملة التى تتردّد فى أحيان كثيرة؟
- لم أكن أحب هذه الجملة فى أوقات سابقة، ولكنها للأسف حقيقة لا يمكن إنكارها أبداً.
كم مرة تعرّض فيها خالد الصاوى للغدر فى حياته؟
- تعرّضت لمواقف لم أعطِها القدر الكافى من التركيز، ولكن أسوأ فترة كانت وقت خلافى مع أحد المنتجين بشأن مستحقاتى، واضطررت لمقاضاته وحصلت عليها بالقانون، كما أقمت ضده دعاوى تعويض، ولكن حينها تعشّمت فى أصدقاء يساندوننى لحين تجاوزى هذه المحنة، ولكن للأسف لم أجدهم، واكتشفت حينها أنه لا يجب الاعتماد على أحد.
ماذا عن تجربتك فى فيلم «الباب الأخضر» للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة بعد عرضه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى؟
- أسامة أنور عكاشة من الكتّاب الكبار أصحاب الكتابات المتينة، فمهما تغيرت الأزمنة لن تضطر لإجراء تغييرات فى مؤلفاته، بدليل أننا ما زلنا نستعين بأعمال شكسبير ونجيب محفوظ.. إلخ، وبالحديث عن فيلم «الباب الأخضر» فعالمه أكثر من رائع، ولن تحتاج لإجراء تغييرات جذرية فيه طالما أن أحداثه تدور حول الفساد والأخطاء البشرية.
ما ردك على تصريح الفنانة نورهان التى اعتبرت دورك فى فيلم «عمارة يعقوبيان» يصب فى ميزان حسناتك؟
- أشكر نورهان على كلامها، ولكننى التقيت الشيخ على الجفرى ذات مرة داخل الطائرة، وقال لى «هناك عمل لك أتمنى إنه يتحسب لك فى ميزان حسناتك»، وكان يقصد بكلامه مسلسل «الصعلوك» لما تضمنه من جانب صوفى فى طيات أحداثه، وهنا يكون منطقياً أن أتمنى عملاً كهذا فى ميزان حسناتى، لأنى خدمت الدين والجانب الروحى من خلاله، ولكنى لا أرى «عمارة يعقوبيان» يصب فى ميزان حسناتى، ولكن من الممكن أن يكون فى ميزانى الفنى، وإن كنت أتمنى مسلسلات كـ«أعمل إيه»، «خاتم سليمان»، «الصعلوك» و«تفاحة آدم» تصب فى ميزان حسناتى.
وماذا عن تصريح الفنان محمد التاجى الذى أعلن رفضه المشاركة فى «عمارة يعقوبيان» حتى لا يعصى الله، حسب قوله؟
- كل شخص حر فى رأيه، ولكن «مفيش حاجة حرام عملناها جوه الفيلم».
أخيراً.. ما الجديد لديك خلال الفترة المقبلة؟
- تعاقدت على المشاركة فى مسلسل بعنوان «علاقة مشروعة» مع ياسر جلال ومى عمر، ومن المقرر عرضه فى 15 حلقة خلال موسم دراما رمضان 2023، وهو من تأليف سماح الحريرى وإخراج إسلام خيرى وإنتاج مها سليم، ولكننى لن أتمكن من الحديث عنه منعاً لعدم حرق أحداثه.
فاقد الشيء يعطيه
أتذكر مقولة مهمة لأخى وصديقى خالد صالح وقت دراستنا بالجامعة، حيث قال «فاقد الشىء يعطيه» فى معرض الحديث عن أمنياتنا، وخالد -رحمه الله- لم يرَ أباه وأمه فى حياته، حيث تولى إخوته مسئولية تربيته، وحينما تحدث عن أمنياته بعد 20 عاماً، أسهب فى الحديث عن مفهوم الأسرة وافتقاده مشاعر وحنان والده ووالدته، ولذلك تمنى أن يعيش هذه المشاعر مع أبنائه وينقلها إليهم، ومن هنا جاءت مقولته «فاقد الشىء يعطيه»، ومنذ ذلك الحين وهذه الجملة «معلمة فى دماغى لحد النهارده»، والدليل على صحتها ما حدث معى فى مسلسل «أعمل إيه»، وهنا تكمن عظمة الفن الذى حقق أمنيتى فى عيش مشاعر لم أعشها فى حياتى العادية.