جيران الترع المؤهلة: «عيشتنا بقت آدمية.. ومفيش حشرات ولا أمراض تاني»

كتب: سمر صالح

جيران الترع المؤهلة: «عيشتنا بقت آدمية.. ومفيش حشرات ولا أمراض تاني»

جيران الترع المؤهلة: «عيشتنا بقت آدمية.. ومفيش حشرات ولا أمراض تاني»

لسنوات طويلة، عاش جيران الترع فى المحافظات حياة صعبة، يعانون فيها من الأذى البصرى والبيئى الذى تسبّبه لهم مجاورة منازلهم للترع بما تحويه من مسببات للأمراض والأوبئة، كونها مرتعاً للحشرات ومقلباً للقمامة والحيوانات النافقة، فضلاً عن انسدادها بشكل دائم وتعطيلها لرى الأراضى الزراعية.

وفى قرية «السعيدية» التابعة لمركز «شربين» بمحافظة الدقهلية، عانى الأهالى منذ عشرات السنين من أضرار الترعة التى تحولت إلى مقالب للقمامة، وكانت سبباً فى انتشار الأمراض، حتى وضعت الدولة، ممثّلة فى مبادرة «حياة كريمة» ووزارة الرى، حجر الأساس فى القرى لمشروع تبطين الترع بالمركز، وحسب قول عبدالله محمد، أحد سكان المنازل المجاورة لترعة السعيدية: «مش هنخاف على أولادنا من الحشرات والأمراض تانى، وهنلاقى ميه طول اليوم نزرع بيها».

عبدالمطلب: كل حاجة في شوارعنا اتغيرت وبقينا عايشين في نظافة.. واتعمل ممشى حضاري للطريق

ومنذ أن استقر وأسرته فى منزله المطل على ترعة العطف بقرية نهطاى فى مركز زفتى بمحافظة الغربية، لم يسلم الحاج محمد عبدالمطلب، من الروائح الكريهة التى تهب على منزله ليلاً ونهاراً والصادرة عن مجرى الترعة التى حوت فى السابق أطناناً من المخلفات والحيوانات النافقة، ووصلت شكواه إلى المسئولين كثيراً، لكن دون جدوى، حتى بدأت مبادرة «حياة كريمة» ووزارة الموارد المائية والرى فى أعمال مشروع تطهير وتبطين الترعة قبل عام كامل من الآن.

«محمد»: «المياه بقت متوفرة فى أى وقت للزراعة»  

انطلق العمال والمهندسون فى تطهير مجرى الترعة، وتبطينها بمواد عازلة، وسط فرحة من الأهالى، ولمس الفلاح الأربعينى «عبدالمطلب» وأسرته أثر التغيير، وحسب روايته لـ«الوطن»: «قبل كده كنا بنعانى من الحشرات والعِرس والتعابين التى تهاجم منازلنا، خاصة فى فصل الصيف، ودلوقتى الترعة بقت نظيفة، وجنبها ممشى له طريق مرصوف وأعمدة إنارة ومظلات خشبية.. كفاية إننا نفتح شباك بيتنا نشوف منظر جميل زى ده، ماكناش نحلم بيه»، حسب تعبيره.

استفادة «عبدالمطلب» لم تقتصر على ذلك، بل كان يعانى من الحشرات الزاحفة التى تهاجم منزله، ويقول «الترعة كانت بتطلع علينا حشرات، وباخاف على أولادى منها، خصوصاً بالليل» وبعد تطهير مجرى الترعة اختفت الحشرات من محيط منزله وأصبح الطريق نظيفاً: «كل حاجة فى شارعنا اتغيرت، بقينا عايشين عيشة نضيفة»، حسب وصفه.

جانب آخر من المعاناة يعبّر عنه محمد عبدالمطلب، قائلاً: «الترعة اللى جنب أرضى كانت مسدودة بالمخلفات والحيوانات الميتة، أى حد معدّى كان بيرمى فيها زبالة، ماكنتش بالاقى ميه أسقى الزرع بتاعى وأوقات كنت باضطر أنزل أسلك الترعة بإيدى علشان الميه توصل، وأتعرض للإصابات».

ويضيف «عبدالمطلب» قائلاً: «دلوقتى حياة كريمة نضّفت الترعة وبطنتها ورجعت الميه تجرى فيها زى الأول، المياه مش بتقطع والزرع مش بيموت والمكان أصبح نضيف مفيش حشرات ولا ريحة وحشة تؤذينا واتعمل ممشى للطريق وبقى منظر حضارى نضيف.. حياة كريمة خليتنا عايشين فى مكان آدمى وأمان لينا ولصحة أولادنا وأحفادنا».


مواضيع متعلقة