فلاحون يستفيدون من «المشروع»: «زمن انسداد الترع انتهى.. وهنروي أراضينا مرة واحدة»

فلاحون يستفيدون من «المشروع»: «زمن انسداد الترع انتهى.. وهنروي أراضينا مرة واحدة»
- حياة كريمة
- تبطين الترع
- نقلة حضارية لأهالى القرى
- القضاء على الحشرات الروائح الكريهة
- حياة كريمة
- تبطين الترع
- نقلة حضارية لأهالى القرى
- القضاء على الحشرات الروائح الكريهة
بعد عقود من الإهمال، جاء تنفيذ المشروع القومى لتبطين وتأهيل الترع وتعظيم الاستفادة من موارد المياه متزامناً مع خطط مصر للحفاظ عليها وترشيد استهلاكها، ليصب ذلك كله فى صالح الفلاح والمزارع، ومن هنا تبنت وزارة الرى، بالتنسيق مع مبادرة حياة كريمة، مشروع تبطين الترع من أجل تطوير منظومة الرى واستغلالها فى النشاط الزراعى لزيادة الناتج القومى، بما ينعكس على الاقتصاد المصرى وتحقيق الأمن الغذائى. كما ساهم مشروع تبطين الترع فى مساعدة الفلاحين وصغار المزارعين فى الحصول على المياه لزراعة أراضيهم دون معاناة كما كانت فى السابق.
عبدالسميع: كنا بنتعرض لإصابات أثناء تسليك الترع.. والميّه مكانتش بتوصل للأرض
منذ عشرات السنين، لم يعرف رضا عبدالسميع، أحد مزارعى قرية نهطاى التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، أى مهنة سوى الفلاحة، ورثها عن والده، شبّ وشاب عليها، حتى اعتاد أزمات ندرة المياه بسبب انسداد الترعة المجاورة لأرضه: «كنت بنزل أسلّك الترعة بإيدى أوقات علشان ألاقى ميّه أزرع بيها» ما عرّضه للإصابات مرات عديدة بسبب قطع الزجاج الملقاة فى بطن الترعة، بحسب روايته.
الفلاح الخمسينى، الذى يزرع بجوار منزله، لاحظ فرقاً كبيراً فى منسوب المياه بعد الانتهاء من أعمال تبطين ترعة العطف فى قرية نهطاى بالغربية، وبحسب روايته، فى السابق كان ينتظر أياماً للحصول على المياه اللازمة لرى المحصول بالكامل، أما الآن فأصبحت المياه متوافرة طوال ساعات اليوم دون انقطاع: «من وقت ما خلصوا الترعة والميّه رجعت تانى تروى الأراضى، مش بنحتاج ننزل نسلك الترعة» بحسب تعبيره.
استفادة «عبدالسميع» لم تتوقف عند حصوله على المياه اللازمة لرىّ محصوله مرة واحدة، بل اختفت الحشرات والروائح الكريهة والحيوانات النافقة من محيط الترعة، على عكس ما كان فى السابق: «ماكناش نقدر نقف مدة قليلة فى الأرض، بنتبهدل من الناموس والريحة». والآن وبعد تطوير كورنيش الترعة بات المنظر حضارياً وجمالياً واختفت معاناة الفلاح الخمسينى مع الحشرات والرائحة المؤذية، حسب وصفه.
الحاج لطفى عبدالرحيم، أحد المزارعين بقرية نهطاى وصاحب منزل مطل على ترعة العطف مباشرة، بدأ حديثه لـ«الوطن» بوصف المشهد السابق قبل تبطين الترعة وتنظيفها: «طول اليوم كنا بنتعب من الريحة اللى طالعة علينا من الترعة والحشرات اللى داخلة البيت، حتى الميّه ماكانتش بتوصل للأرض ولا بنعرف نزرع محصولنا».
بعد عام كامل من العمل فى تبطين ترعة العطف تبدّل المشهد تماماً، أصبح محيط الترعة ممشى لأهالى القرية بعد رصف الطريق من الجانبين وعمل مظلات خشبية، وحسب رواية «لطفى» أصبحت الاستفادة صحية وبيئية وجمالية، إضافة إلى توفير المياه لأرضه وأراضى المزارعين بالقرية دون معاناة مستمرة كما كان الوضع من قبل.
ترعة العطف بقرية نهطاى التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، والجارى تبطينها بتكلفة مالية 38 مليون جنيه، وصلت نسب التنفيذ بها إلى 15٪، بحسب بيان صادر عن محافظة الغربية فى أكتوبر الماضى، كواحد من 32 مشروعاً متنوعاً لخدمة 17 ألف من سكان مركز ومدينة زفتى.
الحضري: التبطين أحد مظاهر الحياة الكريمة ومواجهة تغير المناخ ونقلة حضارية لأهالي القرى
عبدالوهاب الحضرى، عضو المكتب الفنى لمحافظة الغربية، ومنسق مساعد «حياة كريمة» بالمحافظة، أكد فى تصريح خاص لـ«الوطن» أن مبادرة حياة كريمة تعمل على مواجهة ظاهرة التغير المناخى من خلال عدة مشروعات من بينها مشروع تطهير وتبطين الترع، لتوفير الفاقد من المياه للمزارعين وحماية الأهالى من الحشرات والأمراض التى كانت تحويها الترع قبل تطهيرها.
واعتبر «الحضرى» مشروع تبطين الترع أحد مظاهر اهتمام «حياة كريمة» بالبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخى، ونقلة حضارية توفر حياة آدمية للأهالى، خاصة جيران المنازل المطلة على الترع: «حياة كريمة هتوفر بيئة صحية خالية من الأمراض للأهالى»، بعد أن كانت الترع مرتعاً للحشرات ومصدراً للروائح الكريهة بسبب ما تحويه من قمامة وحيوانات نافقة.
وفى محافظة المنيا، تحدّث المزارع حماد ناصر، أحد المستفيدين من أعمال تأهيل وتبطين ترعة أبيوها بمركز أبوقرقاص لـ«الوطن» قائلاً إنه بعد عام كامل من العمل فى مجرى الترعة بدأ الأهالى والمزارعون يشعرون بنتيجة التبطين، حيث تتوفر لهم المياه فترات طويلة لزراعة محاصيلهم، عكس السابق حيث كان ينتظر الفلاح وصول المياه نحو 4 أو 5 أيام، إلى جانب الاستفادة من توظيف عشرات الشباب من فنيين وعمال بهذا المشروع: «شغّلوا شباب القرية بدل البطالة اللى كانوا فيها» بحسب روايته.