حصاد قمة المناخ: «التنفيذ.. ولا شيء غير التنفيذ»

حصاد قمة المناخ: «التنفيذ.. ولا شيء غير التنفيذ»
«الوقت يداهمنا.. لنمض الآن معاً، نحو التنفيذ ولا شىء غير التنفيذ»، بهذه الكلمات الدالة المباشرة حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن يضع قادة العالم المجتمعين فى «COP27»، أمام مسئوليتهم التاريخية تجاه حماية كوكب الأرض من آثار التغيرات المناخية. التنفيذ السريع والفعال والعادل هو ما تنتظره الشعوب.. تنفيذ يمثل خطوات حقيقية وملموسة نحو خفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف مع تبعات تغير المناخ وتوفير التمويل اللازم للدول النامية.
ومن هذا المنطلق جاء حرص مصر على تسمية هذه القمة «قمة التنفيذ» فى شرم الشيخ، أكدت مصر للعالم قدرتها على تنظيم هذا الحدث الدولى، وأدارت بكفاءة واقتدار جلسات المباحثات والأيام المتخصصة وفعاليات المنطقتين الزرقاء والخضراء، واستقبلت وفود العالم وأحسنت ضيافتهم.. وها هو مؤتمر المناخ يلملم أوراقه ويبدأ مرحلة جديدة من رئاسة مصر لـ«COP27»، بما تشمله من التزامات بمتابعة تعهدات مكافحة المناخ على مدار عام، وهى المهمة التى يتطلع العالم إلى أن تنفذها مصر بنجاح لا يقل نجاحاً عن تنظيم مؤتمر شرم الشيخ.
رسائل «السيسى»: كوكبنا فى لحظة مصيرية.. والآن وقت العمل
وضعنا فى مصر نصب أعيننا أهدافاً طموحة عبرنا عنها فى «استراتيجية مصر الوطنية لمواجهة تغير المناخ»، ونعمل بدأب على الإسراع من وتيرة التحول الأخضر، من خلال التوسع فى الاعتماد على الطاقة المتجددة والنقل النظيف واتخذنا خطوات ملموسة نحو إحداث تحول هيكلى فى القوانين والتشريعات وآليات العمل الحكومية، بما يسـاهم فى تعزيـز الاستثمارات الخضـراء.
الأجيال القادمة لا يجب عليها أن تتحمل نتائج أخطاء لم ترتكبها وهناك شعوب باتت أكثر وعياً ودراية بحجم التحدى ومتطلبات مواجهته، وبالثمن الباهظ للتقاعس أو التراجع، والأمل أيضاً فى حكومات تعلم ما يتعين عليها القيام به، وتسعى بالفعل إليه، وفقاً لقدراتها وإمكانياتها وفى قطاع أعمال عالمى ومجتمع مدنى أصبح يمتلك من الأدوات ما يؤهله للعب أدوار مهمة فى هذا الإطار.
إشادة دولية بنجاح تنظيم القمة.. والعالم ينتظر دورا رائدا لمصر
الكوارث المناخية تتسارع وتيرتها وتزداد حدتها، على نحو غير مسبوق، مخلفة وراءها، آلاف الضحايا والمصابين والنازحين، ومسببة خسائر مادية بالمليارات، وكأن العالم قد أصبح مسرحاً لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية فى أقسـى صورها. وهنا علينا أن نتوقف لنطرح نحن على أنفسنا تساؤلاً ملحاً: أما آن لهذه المعاناة أن تنتهى؟
المبادرات الطوعية الرامية لحشد الدعم لجهود مواجهة تغير المناخ أصبحت إحدى أهم آليات عمل المناخ العالمى، لا سيما أنه قد أصبح من المعلوم أنه على الرغم من المسئولية الرئيسية للدول والحكومات فى هذا الجهد، فإن الأطراف الأخرى غير الحكومية يمكن لها، بل يتعين عليها أن تمارس أدواراً مكملة وداعمة، انطلاقاً من مسئولياتها وعملاً بمبادئ التعاون والمشاركة.
إن ما تنتظره منا شعوبنا اليوم هو التنفيذ السريع والفعال والعادل، تتوقع منا شعوبنا خطوات حقيقية وملموسة نحو خفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف مع تبعات تغير المناخ وتوفير التمويل اللازم للدول النامية، التى تعانى أكثر من غيرها من أزمة المناخ الراهنة، من هذا المنطلق فلقد حرصنا على تسمية هذه القمة: «قمة التنفيذ» وهو الهدف الذى يجب أن تتمحور حوله كافة جهودنا ومساعينا.
الوقت يداهمنا ونهاية هذا العقد الحاسم باتت على بعد سنوات قليلة، علينا أن نستغلها لنحسم خلالها هذه المعركة، على النحو الذى نريده ونرتضيه، حان الآن وقت العمل والتنفيذ، حيث إن فوات الفرصة هو إضاعة لإرث أجيال المستقبل من أبنائنا وأحفـادنا، وإننى أثق فى حكمتكم، وفى إدراككم لهذه اللحظة المصيرية من عمر كوكبنا، وأعلم أننا جميعاً أهل للمسئولية الملقاة على عاتقنا لنمضى الآن معاً، نحو «التنفيذ» ولا شىء غير «التنفيذ».
حرصت مصر على الانضمام إلى مبادرة تنسيق عمل المناخ فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط منذ إطلاقها للمرة الأولى فى ٢٠١٩، إيماناً منها بأهمية الدور الذى يمكن لهذه المبادرة أن تقوم به فى إطار تنسيق سياسات مواجهة تغير المناخ بين الدول أعضاء المبادرة، بما يساهم فى تعزيز عمل المناخ وجهود التغلب على آثاره السلبية فى محيطنا الإقليمى.
من الضرورى أن تشعر الدول النامية، خاصة فى قارتنا الأفريقية، أن أولوياتها يتم التجاوب معها، وأخذها فى الاعتبار وأنها تتحمل مسئولياتها، بقدر إمكانياتها، وبقدر ما تحصل عليه من دعم وتمويل مناسبين، وفقاً لمبدأ المسئولية المشتركة بما يتيح لها درجة من الرضا والارتياح، إزاء موقعها فى هذا الجهد العالمى.
مقتطفات من كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح قمة المناخ