الأشجار «مصانع طبيعية» لامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحويله لأكسجين: تختزن 662 مليار طن

الأشجار «مصانع طبيعية» لامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحويله لأكسجين: تختزن 662 مليار طن
- الأشجار «مصانع طبيعية»
- تحويل الطاقة
- الأكسجين
- مؤتمر المناخ
- الأشجار «مصانع طبيعية»
- تحويل الطاقة
- الأكسجين
- مؤتمر المناخ
فى حين يشكل ثانى أكسيد الكربون النسبة الأكبر من غازات الاحتباس الحرارى المُسببة للتغيرات المناخية بآثارها السلبية التى تهدد مستقبل البشرية، يؤكد الخبراء أن الأشجار عموماً، وفى مقدمتها المنجروف، تعتبر إحدى أهم مصائد الكربون، وبالتالى إحدى أهم أدوات مكافحة تغير المناخ.
«فاروق»: نحتاج إلى 100 عام لإزالة 60٪ من ثاني أكسيد الكربون بعد وصوله إلى الغلاف الجوي
وتتم إزالة نحو 60٪ من ثانى أكسيد الكربون الذى يصل إلى الغلاف الجوى فى غضون 100 عام، وتبقى نسبة من 20 - 35٪ فى الغلاف الجوى لمدة سنتين إلى 20 ألف سنة، وبالتالى فإن انبعاثات الكربون الحالية ستستمر فى التأثير على مناخ العالم لآلاف السنين، حسبما تؤكد الدكتورة مها فاروق، رئيس قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين.
ويؤكد خبراء يابانيون أن الهكتار الواحد من الغابات «فدانين» يمتص 1000 كيلو جرام من الكربون يومياً، وينبعث منه 730 كيلوجرام أكسجين، ويبدو الفارق الكبير لصالح الأشجار مقارنة بغيرها من النباتات إذا ما عرفنا أيضاً أن هكتاراً من الحشائش يمتص 360 كيلوجراماً من الكربون فقط، ويطلق 240 كيلوجراماً من الأكسجين فى اليوم.
وتقول الدكتورة مها فاروق إن الغابات التى ما تزال تشغل نحو ثلث الأرض، تؤدى دوراً حاسماً فى امتصاص الكربون والتخفيف من تغير المناخ، حيث تختزن نحو 662 مليار طن من الكربون، أى أكثر من نصف مخزون الكربون العالمى فى التربة والنباتات.
وتلعب الأشجار دوراً مهماً أيضاً فى الحد من زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون، وذلك من خلال مساهمتها فى تقليل استهلاك الطاقة اللازمة للتبريد، وما ينبعث عنها من كربون فى محطات إنتاج الطاقة، حسبما تضيف «فاروق»، مشيرة إلى أن الأشجار تعمل على تبريد الهواء المحيط، والأشجار الحضرية تعمل فى المتوسط على تقليل درجات حرارة الهواء فى أيام الصيف بمقدار 2-4 درجة فهرنهايت، ما يؤدى لتقليل استخدام مكيفات الهواء وتوفير الطاقة وتقليل الانبعاثات.
وتشير دراسات أخرى، حسبما تضيف أستاذ الأشجار الخشبية، إلى أنه حال وجود نسبة من الأشجار تمثل 21% من المساحة الكلية، فإن الشجرة الواحدة تؤدى وظائف بيئية تشمل تنقية الهواء من الملوثات وخفض درجة الحرارة وتقليل استخدام الطاقة، تقدر بنحو 111 دولاراً أمريكياً فى السنة، كما وجد أن ظل الأشجار يقلل الطاقة المستخدمة فى التبريد بنحو 15 إلى 35%. وتضيف «فاروق»: إذا لم يستطع العالم تقليل غازات الاحتباس الحرارى فى كل القطاعات، وعلى رأسها ثانى أكسيد الكربون الناتج عن الوقود الأحفورى (البترول والغاز)، فلن يجدى أى إجراء للصمود أمام التغيرات المناخية.
الورق الأخضر يعيش على امتصاص الكربون من الجو
ويؤكد الدكتور ألفريد إبراهيم، أستاذ نباتات الزينة بمعهد بحوث البساتين، أن الأشجار بمثابة مصانع طبيعية تتكفل بإزالة الكربون، والورق الأخضر يعيش على امتصاص الكربون من الجو، ليستخدمه فى إنتاج الخشب واللحاء والغذاء له، وضخ الأكسجين الذى نتنفسه.
ويوضح «إبراهيم» أن من بين أنواع الأشجار المتعددة، توجد أنواع لها قدرات أكبر من غيرها على امتصاص كميات أكبر من الكربون وإفراز كميات أكبر من الأكسجين، وهو ما يتحدد حسب حجم المجموع الخضرى بالشجرة، وعرض ومساحة الأوراق والخلايا بها، وكلما كانت الأوراق أعرض كلما زادت قدرتها على امتصاص الكربون، وإنتاج الأكسجين بشكل أكبر.
ويشير أستاذ نباتات الزينة إلى أن الأشجار مستديمة الخضرة غير متساقطة الأوراق تلعب دوراً أكبر من الأشجار متساقطة الأوراق فى امتصاص الكربون، لأنها تقوم بهذه المهمة طوال العام، فى حين تأخذ الأشجار متساقطة الأوراق، والتى تظل 5 شهور بدون مجموع خضرى، «إجازة» من المهمة، وهو ما يدعونا للاعتماد أكثر على الأشجار مستديمة الخضرة، حسبما «إبراهيم».