عائد من الوهم: الممارسات الخاطئة والأكاذيب دفعتني للهروب من سجن التنظيم الضيق

كتب: محمد أباظة

عائد من الوهم: الممارسات الخاطئة والأكاذيب دفعتني للهروب من سجن التنظيم الضيق

عائد من الوهم: الممارسات الخاطئة والأكاذيب دفعتني للهروب من سجن التنظيم الضيق

قال عبدالمعطى رجب، أحد أعضاء الإخوان المنشقين عنها فى الشرقية، إن الممارسات الخاطئة والأكاذيب المستمرة هى ما دفعه للهروب من سجن تنظيم الإخوان الإرهابى الضيق إلى رحاب الوطن الواسعة. وأكد «رجب»، لـ«الوطن»، أن الكذب عقيدة عند الجماعة ورآهم بنفسه داخل السجن يتصارعون على وجبات الطعام وأماكن النوم.. وإلى نص الحوار.

  كيف استقطبتك جماعة الإخوان؟

- البداية كانت وأنا طفل صغير عمره 13 عاماً، نشأت فى بيت محافظ ومداوم على الصلوات فى المسجد، وفى إحدى المرات قابلنى أحد شباب الجماعة وحاول استقطابى لحضور جلسات أُسر تربوية فى المسجد، وشدنى الفضول عندما رأيت بعض زملاء المدرسة يحضرون هذه الجلسات، فشجعنى هذا على الاستمرار ومع استخدام الإخوان لبعض الوسائل استطاعوا أن يجبرونى على الاستمرار عن طريق «التحفيز بالهدايا والجوائز» لمن يداوم على الحضور، ولمن يذهب إلى زميله كى يذكره بمواعيد هذه الجلسات، بجانب الأنشطة التى تجذب من هم فى أعمارنا مثل الدورات الرياضية والمسابقات الدينية.

كيف يخدع الإخوان الشباب وصغار السن للانضمام إليهم؟

- الجماعة لها طريقة خاصة فى تربية أبنائها، وتغرس بداخلهم مجموعة من القيم والأفكار الثابتة التى لا يوجد أى شخص انتمى لهم إلا وتجده مؤمناً بهذه الأفكار، منها على سبيل المثال أن الإسلام مستهدف، وأن الحرب على الإسلام عالمية وكونية من الغرب، واستخدام نظرية الإبهار بتاريخ الجماعة وقياداتها، وتصويرها على أنها جماعة ملائكية تعمل للإسلام بشموله، ثم اكتشفت بعد ذلك عكس هذا الكلام تماماً.

عبدالمعطي رجب: رأيتهم داخل السجن يتصارعون على الطعام وأماكن النوم ويكرهون المناقشة 

ما الذى جعلك تفكر فى الانشقاق عن التنظيم؟

- كنت من الأشخاص الذين نزلوا مظاهرات لعودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الحكم مرة أخرى، حتى تم القبض علىَّ وسجنى فى إحدى التظاهرات، وهناك اكتشفت ما لم يخطر ببالى للحظة منذ انتمائى للجماعة.

اكتشفت أشخاصاً يتاجرون بالأكاذيب ويحاولون إثبات صحة موقفهم، وكل يوم يروجون الكثير من الأخبار الكاذبة عن المظاهرات المؤيدة لهم، وهم يعرفون أنها كاذبة، ورأيت من يرفعون رايات الحب والإخاء فيما بينهم، يتشاجرون يومياً فى السجن على وجبة للطعام أو مساحة للنوم، ويكرهون من يناقشهم.

كيف كان قرارك بالانشقاق عن الجماعة؟

- لم يكن الموضوع بالنسبة لى صعباً، كل ما فى الأمر أننى أتحت لنفسى قدراً من التفكير والمراجعة، ولسابق اطلاعى على كثير من أدبيات الجماعة قررت أن أعيد قراءتها من جديد قراءة متحررة، بعيداً عن ضغوط الصُحبة والتنظيم، وبعد أن خرجت من السجن، وضعت أمام عينى الكثير من المواقف السابقة فى تاريخ التنظيم فى مصر وفى بعض البلدان وأدركت وقتها حقيقة مؤكدة؛ أن الجماعة ليس لديها أى مبادئ سوى مصلحتها.

لماذا يستخدم الإخوان الأكاذيب والشائعات دائماً؟

- الكذب والشائعات متأصل فى تاريخ الإخوان، فهم دائماً يرسخون لدى أتباعهم قاعدة «جواز الكذب من أجل مصلحة الدعوة».

هل صحيح أن قيادات الإخوان يستولون على أموال تبرعات التنظيم؟

- لو خرج هذا الاتهام من خصوم الإخوان لربما تكلموا عنه على أنه جزء من الحرب ضدهم على اعتبارها من الافتراءات التى يكيلونها للجماعة، لكن أن تخرج تسريبات لقيادات ذات صفة فى الجماعة ومنهم «أمير بسام عضو مجلس شورى الإخوان» متهماً قيادات الجماعة وعلى رأسهم «محمود حسين» عضو مكتب الإرشاد بالسرقة المباشرة، واستغلال الملايين من أموال الجماعة، فهذا من الأشياء المؤكدة، حتى إن بعض شباب الجماعة فى الخارج نشروا سلسلة «فيلات وسيارات» أحدث موديل لقيادات الجماعة هناك، ومن أهم أسباب الخلاف «الإخوانى - الإخوانى»، معركة السيطرة على أموال التنظيم.

مصالحهم الشخصية

المتتبع لمواقف الإخوان يجد أن مصلحتهم الشخصية هى محور علاقتهم بالآخرين، وهو ما اكتشفته غالبية القوى السياسية الذين صاروا فى ركابهم خلال مرحلة معينة، وظهر أكثر حرصهم على مصالحهم الشخصية فى موقفهم من ثورة 30 يونيو.

 


مواضيع متعلقة