انحسار الإخوان عربيا.. أحكام قضائية بالحظر وسقوط بـ«الصندوق أو الثورة»

كتب: محمد أباظة

انحسار الإخوان عربيا.. أحكام قضائية بالحظر وسقوط بـ«الصندوق أو الثورة»

انحسار الإخوان عربيا.. أحكام قضائية بالحظر وسقوط بـ«الصندوق أو الثورة»

تعرض تنظيم الإخوان الإرهابى إلى ما يشبه حالة حصار عربى، من خلال أحكام قضائية بحظر الجماعة فى أكثر من دولة، إضافة إلى تراجع التنظيم شعبياً وسقوطه فى أكثر من انتخابات، إلى جانب صعود مظاهرات شعبية واسعة ضد حكم الجماعة فى أكثر من دولة، على رأسها مصر وتونس.

سقوط الجماعة في 3 دول عربية

وقال عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الأصولية، وتيارات الإسلام السياسى، إن الجماعة باتت محاصرة عربياً، حيث تراجعت شعبيتها فى العديد من الدول العربية، كما صدرت أحكام قضائية بحظرها وتصنيفها إرهابية، كما حدث فى مصر والسعودية، فضلاً عن المظاهرات الواسعة ضد حركة النهضة الإخوانية فى تونس، وخسارة حزب التنمية والعدالة الإخوانى فى انتخابات المغرب التشريعية.

وأضاف: وسط كل هذا «الإخوان» تعانى من الانقسامات والانشقاقات، لكن ثمة اختلافاً كبيراً بين الانشقاق التنظيمى والانفصال التنظيمى، والانشقاق فى حد ذاته يرجع لأسباب متعلقة بالخلاف حول إدارة الشئون الداخلية للتنظيم، بينما الانفصال تعود أسبابه إلى التمرد على الأدبيات الفكرية المكونة للمشروع الإخوانى، لافتاً إلى أن الحالة الأخيرة قليلة نسبياً على مدار التاريخ التنظيمى لجماعة الإخوان. وأشار إلى أن ارتباط جماعة الإخوان بالسلوك الانشقاقى يرجع إلى مجموعة من الأسباب، أهمها أن الجماعة فى حقيقتها تنظيم سرى وليست كياناً سياسياً أو كياناً تحكمه أطر سياسية، ثانيها أن الأدبيات الفكرية للتنظيمات السرية تختلف بشكل كامل عن الأطر الفكرية لجماعات الضغط السياسى، بينما السبب الثالث يتعلق بأن جماعة الإخوان وضعت مجموعة من القيود الصارمة حول فكرة الانتماء التنظيمى والتدرج فى مستوياته الداخلية، فضلاً عن اعتمادها على مبادئ السمع والطاعة والولاء والبراء والانقياد سبيلاً للهيمنة على عقول قواعدها التنظيمية.

الإخوان شهدت انشقاقات وانشطارات على المستوى التنظيمي أو على الفردي

وأكد الباحث فى شئون الجماعات الأصولية أن الأطر السلوكية والحركية لجماعة الإخوان قائمة على مفاهيم المغالبة والاستحواذ وليس المشاركة أو قبول الآخر، فضلاً عن ميولهم إلى ثقافة النزعة الوصولية للسلطة والتفرد بها، وبالتالى تتشكل القوالب القيادية على النرجسية والتشبث بوجهات النظر والتسلط والانفراد بالقرارات، ومن ثم فى الاختلاف حول رؤية العمل التنظيمى الداخلى وسياساته وتؤدى فى النهاية إلى الصدام والتفكك للكثير من العناصر عن طريق الانشقاق أو الإطاحة بهم خارج الإطار التنظيمى.

وأوضح أن جماعة الإخوان شهدت مجموعة من الانشقاقات والانشطارات على المستوى التنظيمى أو على المستوى الفردى، سواء فى «الأردن، البحرين، السودان، الكويت، تونس، المغرب، موريتانيا ولبنان»، وذلك نتيجة الخلافات حول القرارات السياسية أو التنظيمية المتعلقة بمواقف الجماعة ومشروعها فى العمق الإقليمى.

ولفت «فاروق» إلى أن انقسام جماعة الإخوان إلى ثلاث جبهات أو كيانات ليس بجديد على الجماعة، فهناك الكثير من الحالات التى سجلت انقسام الجماعة إلى مجموعة من الفروع فى العمق العربى والإقليمى، مثل الأردن التى يوجد بها جماعتان، واحدة منهما رسمية والأخرى تم حلها قضائياً، فضلاً عن وجود عدد من الأحزاب السياسية التى تحمل التوجه الفكرى للجماعة والمنشقة عن إطارها التنظيمى، مثل «حزب الشراكة والإنقاذ» و«حزب المؤتمر الوطنى» و«جبهة العمل الإسلامى».

وتابع أن جماعة الإخوان فى السودان مرت بعدة انشقاقات كبرى، كان من أهمها «انشقاق حسن الترابى» وتشكيل «الجبهة الإسلامية القومية»، وكذلك انشقاق مجموعة «الشيخ سليمان أبونارو» عام 1991 ثم انشقاق مجموعة «الإصلاح» وانتهت بانشقاق «الشيخ على جاويش» وخلافاته مع أتباع «الحبر يوسف نور الدائم» المراقب العام للإخوان الأسبق.

 

 


مواضيع متعلقة