بعرجون النخيل وأكياس الشيبسي.. أهالي قرية بالصعيد يصنعون منتجات صديقة للبيئة

كتب: هاجر عمر

بعرجون النخيل وأكياس الشيبسي.. أهالي قرية بالصعيد يصنعون منتجات صديقة للبيئة

بعرجون النخيل وأكياس الشيبسي.. أهالي قرية بالصعيد يصنعون منتجات صديقة للبيئة

«بلدنا مشهورة بتصنيع عرجون النخيل والزعف وأكياس البطاطس الشيبسي والكاراتيه»، بهذه الكلمات بدأت ميرفت حسين إبراهيم مصطفى، المدير التنفيذي لجمعية الرجاء لتنمية المجتمع، حديثها، متابعة أنها نشأت بقرية اللوقا بمركز ساحل سليم التابع لمحافظة أسيوط، لتجد نفسها وسط فتيات وسيدات يعمل معظمهن بإعادة تدوير المخلفات الزراعية كعرجون النخيل والزعف المستخرج من قلب النخيل وأكياس البطاطس الشيبسي والكاراتيه، لتصنيع منتجات الخوص كـ«العياشة» التي توضع بها العيش والفطير، وأطباق الفاكهة ومقالم الأقلام وسلة المشابك، وبدافع الحصول على المال وأن يصبح لها دخل مستقل يساعدها على تحسين معيشتها، بدأت بتعلم الحرفة من زوجة خالها وجيرانها حتى أتقنتها وأصبحت محترفة بها.

منتجات صديقة للبيئة

وأستطردت ميرفت أن استخدام المخلفات الزراعية كالزعف والعرجون من النخل وأكياس المنتجات المصنعة يساهم في الحفاظ على البيئة من خلال إعادة تدوير هذه المواد قبل التخلص منها بالقمامة أو حرقها، أو تجفيف العرجون والزعف ليصبح متيبسا وحرقه بالأفران البلدي، وهو ما يترتب عليه تلوث الهواء بالدخان.

أطفال القرية لديهم الوعي بعدم التخلص من الأكياس بإلقائها بالقمامة

وأكملت ميرفت في حديثها لـ«الوطن»، أن تجميع أكياس المنتجات المصنعة يكون عن طريق الأطفال، حيث إن أطفال القرية لديهم الوعي بأن هذه المنتجات يتم إعادة تصنيعها، لذلك يحتفظون بأكياس هذه المنتجات بعد أكلها أو استخدامها، كما أن بعض السيدات والفتيات يشجعن الصبية الصغار على تجميع كميات من أكياس البطاطس الشيبسي مقابل مبالغ مالية صغيرة «ممكن بجنيه العيال يجمعوا كميات كبيرة من الأكياس»، إضافة إلى تجميع كمية كبيرة من الأكياس من أمام المتاجر والمحال.

طريقة تصنيع الغوص كمنتج مستدام من عرجون النخيل والزعف والأكياس

وعن طريقة تصنيع المنتجات باستخدام عرجون النخيل المستخرج من السباطة والزعف من قلب النخيل وأكياس المنتجات المصنعة أوضحت ميرفت أنها تتم كلها بنفس الطريقة، فيتم تشريخ العرجون بالسكين والزعف والأكياس، ويمكن التغلب على نقص الزعف ببعض الأحيان بزيادة استخدام العرجون والاكياس، حيث يتم قطع العرجون بالسكين ليكون رفيعا ثم نبدأ بإدخال الزعف والأكياس باستخدام «إبرة النيبر»، كاشفة أن المجهود الأكبر والحرفية تظهر ببداية اللفة وأول رابطة والتي قد يترتب عليها فشل المنتج إذا كانت اليد مرتخية، مؤكدة أن المنتجات كلها صديقة للبيئة ومستدامة ويمكن استخدامها على مر السنين دون تلف.

سعادة بمشاركة منتجاتها بمعرض بحضور سفير الصين

وعن مشاركتها بالمعارض تروي ميرفت سعادتها بالمشاركة بمنتجاتها من الخوص بالمعارض، وخاصة معرض الأسر المنتجة الذي أقيم منذ شهر تقريبًا بمحافظة أسيوط بحضور السفير الصيني، أما عن المصاعب التي واجهتها فقالت ميرفت إن كثرة العاملين بصناعة الخوص ينتج عنه كثرة المنتجات، وهو ما يمثل منافسة كبيرة بين المصنعين للمنتجات، وهو ما قد يترتب عليه اضطرار المنتجين لتقليل أسعارهم لجذب المستهلكين، ومع ذلك يظل لكل منهم الزبون الذي يفضل منتجاته.

التحول من الإنتاج للتدريب ومساعدة الفتيات والسيدات

وأشارت ميرفت إلى أن صناعة الغوص تحولت من مهنة إلى هواية، بعد أن شاركت بعملها بجمعية الرجاء لتعليم الفتيات والسيدات فن الغوص وإعادة التدوير، وهو ما جعلها لا تمتلك الوقت الكافي لإبقائه كمهنة فتحول لهواية تقوم من خلالها بصنع منتجاتها بالطلب، مشيرة إلى أنها دائمًا ما تنصح كل السيدات والفتيات بتعلم هذه الحرفة لكونها تمل دخل جيد ولا يحتاج لأي تكلفة للحصول على الخامات التي تتوافر بالبيئة من حولنا مجانًا، لافتة إلى أنها تعلمت أيضًا خلال عملها بالجمعية إعادة التدوير بمنتجات أخرى كتحويل القفص إلى دولاب أحذية «جزامة» وسلات البويات إلى سلات مهملات وتزينها وتحويل الكرتون إلى شنط يد.


مواضيع متعلقة