«جميلة» تعول 6 أيتام وتُبدع في صناعة منتجات الخوص بسوهاج

«جميلة» تعول 6 أيتام وتُبدع في صناعة منتجات الخوص بسوهاج
تراهم يواصلون الليل بالنهار في أعمالهم، حتى لا يسألوا الناس حاجة، أعطوهم أم منعوا عنهم، منهم سيدة فاق تحملها الكثير من الرجال، حيث امتهنت حرفة تحتاج إلى جهد وصبر لا يستطيع تحمله أي شخص، وهي «الخوص» حرفة قديمة تعتمد على صناعة منتجات يدوية من سعف وجريد النخيل، مهنة شاقة تحتاج إلى جهد ومثابرة.
«جميلة» تعول 6 أيتام
تحدثت «جميلة مؤمن»، 47 سنة، تقيم بقرية «بني هلال»، دائرة مركز المراغة شمال محافظة سوهاج، لـ«الوطن» قائلةً: «أعول 6 أيتام، منهم 3 بنات من شقيقتي التي توفيت، و3 آخرين بناتي، حيث تزوجت زوج شقيقتي بعد وفاتها، وقمت بتحمل المسؤولية بمفردي لتربية بنات شقيقتي اللائي تركتهن أطفالاً لا يدركون شيئاً، وبعدها بسنوات قليلة توفي زوجي، الذي تركنا دون أي مدخرات أو دخل ثابت يعيننا على متطلبات الحياة».
«جميلة» زوجت بنتين وتستعد لتجهيز باقي البنات
وأضافت «جميلة» أنها استطاعت تجهيز وتزويج اثنتين من البنات من مصدر دخلها من بيع منتجات الخوص، وتابعت بقولها: «معي الآن 4 بنات، منهم بنتين عايزة أجهزهم عشان أفرح بيهم وأجوزهم»، واستطردت متساءلةً: «لكن من أين ذلك، وأنا لا أستطيع شراء أقل شيء في عفشهما».
وأوضحت «جميلة» أنها توارثت صناعة «الخوص» عن والدتها، حيث تقوم بتصنيع سعف وسبايط النخيل، حيث يتم تحويلها إلى العديد من المنتجات، منها «طبق، وعياشة، ومقطف، وطبق فواكه، وسلة مهملات»، بمقاسات وأحجام مختلفة، حسب رغبة العميل، وتابعت بقولها: «لكن للأسف الشديد الكثير من الأهالي لا يقدر مدى مجهودنا في صنع هذه المنتجات، وغالباً لا نجد من يشتري منتجاتنا، وعندما نجد من يشتري يطالبنا ببيعها ببعض الجنيهات»، وناشدت المسؤولين إنشاء مركز دائم لتسويق هذه المنتجات اليدوية.
تكريم الرئيس السيسي لـ«جميلة» بمعرض تراثنا
وأشارت «جميلة» إلى أنها تم تكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد حصولها على المركز الثاني بمعرض «تراثنا للمنتجات اليدوية والتراثية»، حيث شاركت بعدد من المنتجات اليدوية المصنوعة من الخوص، والتي تمثل تراث محافظة سوهاج.
كما لفتت إلى أنها تم تكريمها أيضاً من قبل الدكتور مصطفى عبد الخالق، رئيس جامعة سوهاج، وتم ضم مشروعها إلى المشروعات الناشئة المحتضنة بحاضنة أعمال مسار بالجامعة، وتابعت بقولها: «أبلغوني أنه سيتم خلال فترة الاحتضان تقديم الدعم الفني والمالي والقانوني لي، ومشاركتي بشكل رسمي في جميع معارض المنتجات اليدوية التي تنظمها أو تشارك بها الجامعة، وكذلك سيتم تقديم المواد الخام التي تساعدني على إطلاق مشروعي بصورة أفضل، وأيضاً إنشاء وتمويل صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لمشروعي».