سفير كندا بالقاهرة: مصر رائدة عالميا في معالجة تغيرات المناخ.. ومتحمسون للمشاركة بالمؤتمر

سفير كندا بالقاهرة: مصر رائدة عالميا في معالجة تغيرات المناخ.. ومتحمسون للمشاركة بالمؤتمر
أكد لويس دوما، سفير كندا بالقاهرة، أن مصر رائدة على مستوى العالم فى معالجة التغيّرات المناخية، وقامت باستعدادات متميزة لاستقبال «COP27» بشرم الشيخ، متطلعاً إلى أن تكون قمة تنفيذ المبادئ التى تم إقرارها فى اتفاقية باريس، مشيراً إلى ضرورة التخلص من بعض أنواع الوقود الأحفورى، والاتجاه إلى وسائل النقل النظيفة لحماية البيئة والتحول إلى الأخضر.
وإلى نص الحوار:
لويس دوما: «حياة كريمة» طموح ومن أقرب المشروعات التنموية إلى قلبي ومفيد في المستقبل
متى بدأت مهمتك كسفير لكندا لدى مصر؟
- وصلت إلى مصر فى نوفمبر 2020، أى منذ ما يقرب من عامين، وهذه ليست المرة الأولى لى فى القاهرة، فسبق أن كنت أعمل فى السفارة الكندية فى الفترة من 1993 حتى 1996 كضابط شاب، وحين اتصلوا بى مرة أخرى وقالوا لى «هل ترغب فى العودة إلى مصر» بصفتك سفيراً، وكان القرار سهلاً بالنسبة لى، وهو الموافقة على هذا المنصب، فأنا أحب مصر وأقدّرها جداً، وأشعر فيها بالراحة الشديدة والاطمئنان، وأحب التعامل مع الشعب المصرى، فهم لهم طابع مختلف يجعل من الكل يطمئن فى العيش معهم فى مكان واحد.
العلاقات «المصرية - الكندية» ممتازة على مدار التاريخ.. وسنُنفق 5.3 مليار دولار على مبادرات المناخ
العلاقات بين مصر وكندا ممتدة منذ سنوات.. كيف تراها بين البلدين؟
- العلاقات «المصرية - الكندية» ممتازة على مدار التاريخ، وكنت سعيداً جداً بقرار عملى فى القاهرة، لأن العلاقات بين البلدين نابضة بالحياة، وأعتقد أن هناك شيئين لهما دور فى تعزيز هذه العلاقة، أحدهما عدد من المصريين الكنديين الذين يعيشون فى كندا، نحن نقدّر عدد عدد المصريين فى كندا ما بين 100 ألف و300 ألف، يشكلون جالية مصرية نابضة بالحياة للغاية فى كندا، ولدينا أيضاً عدد من الكنديين الذين يعيشون هنا فى مصر، ونعتقد أن عددهم ما يقرب من 25000 شخص، هؤلاء هم السفراء الحقيقيون للعلاقة بين كندا ومصر، وهذا امتياز حقيقى، والعلاقة متجذّرة بعمق، لذا إذا عُدت إلى عام 1956 على سبيل المثال، وقت أزمة قناة السويس، حيث لعبت كندا دوراً محورياً فى إحلال السلام فى مصر بإدخال مفهوم قوات حفظ السلام، لذا فإن وزير الشئون الخارجية الكندى فى ذلك الوقت ليستر بيرسون، بمجرد أن استشعر بأن التوترات تتزايد فى مصر حول قناة السويس، جلب مفهوم حفظ السلام، وفاز بجائزة نوبل للسلام، لكن ما أحبه أيضاً هو أن مصر تلعب دوراً محورياً جداً فى دور حفظ السلام اليوم، وأعلم أنها تعمل بجد فى عدد من البلدان لإحلال السلام فى مناطق متوترة.
حدّثنا عن مشاركة كندا فى مؤتمر المناخ «COP27» بشرم الشيخ؟
سيكون لدينا جناح لعرض جهودنا ضد تغير المناخ وأحب مصر وأقدّرها وأشعر فيها بالراحة الشديدة
- فى البداية، أود أن أهنئ مصر على توليها مسئولية تنظيم هذا الحدث، ونحن متحمّسون للمشاركة فى مؤتمر المناخ، وكندا تحرص على أن يكون لها حضور كبير جداً فى الدورة السابعة والعشرين للقمة، وسيأتى عدد من وزراء كندا، وسيكون لدينا جناح أيضاً، حيث سنكون قادرين على عرض جهودنا ضد تغيّر المناخ، لذلك ستكون مشاركاً نشطاً للغاية، ولكنها أيضاً شريك نشط للغاية لمصر خلال «COP27».
العالم يعانى من أزمة فى تغيّرات المناخ.. ما تعليقك؟
- يجب أن أقول إن مصر ليست فقط كانت شجاعة، بل كانت رائدة على مستوى العالم فى معالجة التغيّرات المناخية، وقامت باستعدادات متميزة لاستقبال قمة المناخ، ونتطلع فى هذه القمة لتنفيذ المبادئ التى تم إقرارها فى اتفاقية باريس، وكندا ملتزمة تماماً بحل قضية تغيّر المناخ، ونريد أن نكون أقل فى الانبعاثات، على سبيل المثال، بحلول عام 2050 نريد أن نكون خالين من استخدام الفحم، ونُخطّط لمضاعفة استثماراتنا، وسنُنفق 5.3 مليار دولار على مبادرات تغيّر المناخ، والكثير حول العالم أصبحوا عدوانيين جداً تجاه تغيّر المناخ، ويمكننا تدارك الأمر إلى حد ما مثل مصر التى تكافح مع القضايا المتعلقة بتغيّر المناخ، وكندا كدولة شمالية تكافح أيضاً مع القضايا المتعلقة بتغيّر المناخ، لذلك من المهم أن نسهم جميعاً معاً فى هذا الجهد، وأن نقدم حلاً لهذه القضية بالغة الأهمية.
كيف يمكننا حل مشكلة التغيرات المناخية؟
- أولاً وقبل كل شىء، أعتقد أنه يتعين علينا التخلص من بعض أنواع الوقود الأحفورى، منه الفحم والأنواع الأخرى التى تسبّب تأثيراً سلبياً على البيئة، والاتجاه إلى وسائل النقل النظيفة التى لا ينتج عنها تلوث للبيئة، واتخاذ خطوات جادة للتحول إلى الأخضر، على سبيل المثال، فى كندا، نحن متميزون جداً ولدينا الكثير من الطاقة الكهرومائية، لذلك تأمل كندا فى تسخير الكهرباء أكثر فى السنوات القادمة وجلب المزيد والمزيد من السيارات والشاحنات الكهربائية، وهو ما يسهم فى الحفاظ على البيئة بصورة كبيرة.
ما أهم المشروعات التنموية المشتركة بين الدولتين؟
- أهم مشروع تنموى بين البلدين، فى رأيى الشخصى، هو العلاقات بين الشعبين المصرى والكندى، أعتقد أننا محظوظون للغاية لامتلاكنا مثل هذه العلاقة القوية، لقد شهدنا عدداً متزايداً من رحلات الطيران بين البلدين، تقوم شركة طيران «آير كندا» بتسيير 4 رحلات أسبوعياً من «مونتريال» إلى القاهرة، وتقوم شركة «مصر للطيران» بتسيير رحلات جوية ثلاث مرات أسبوعياً من القاهرة إلى «تورنتو»، ومع ذلك، على الجانب التجارى، هناك عدد من الأنشطة القادمة، التى تعد واعدة للغاية فى عدة مجالات، منها قطاع التعدين.
«حياة كريمة»
مشروع حياة كريمة من أقرب المشروعات التنموية المصرية إلى قلبى، واختارت مصر اتجاهاً طموحاً جداً، وسيكون مفيداً لها فى المستقبل، وهو تغيير حياة ملايين المصريين الذين يعيشون فى القرى إلى الأفضل بتوفير جميع الاحتياجات لهم، وأعتقد أنه لا يوجد شىء يجعلنى أكثر سعادة من توفير حياة كريمة للشعب المصرى، فإن الحكومة فكرت حقاً بشكل استراتيجى فى كيفية تحسين حياة المصريين، وهو ما يجعلنى سعيداً جداً، لأن برنامج التطوير لدينا فى السفارة يشارك أيضاً مع المبادرة الرئاسية.