لماذا يعتبر «1.5» الرقم الأهم في قمة المناخ؟.. متخصص في قضايا البيئة يرد

لماذا يعتبر «1.5» الرقم الأهم في قمة المناخ؟.. متخصص في قضايا البيئة يرد
انطلق اليوم مؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27، بمشاركة زعماء وقادة الدول من جميع أنحاء العالم، ويستمر حتى 18 نوفمبر الجاري، بمشاركة رؤساء وقادة 197 دولة حول العالم، وتستضيفها الدولة المصرية بمدينة شرم الشيخ وهو الحدث الأهم والأكبر الذي يعقد في ظل الظروف الاستثنائية المحيطة به، ويستهدف اعتراف الدول الكبرى بمسئولياتها إزاء التغيرات المناخية.
مؤتمر قمة المناخ
وقال أحمد العطار، المتخصص في قضايا البيئة والمناخ، لـ«الوطن»، إن النسخة السابعة والعشرين من مؤتمر المناخ تنعقد في ظل ظروف استثنائية يشهدها العالم أجمع، هذا العام في ظل ما تعاني منه الكرة الأرضية من احترار عالمي مرتفع، تجلت آثاره بشكل واضح على مدار السنوات القليلة الماضية، من بينها الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي شهدتها دول أوروبا والولايات المتحدة، فضلًا عن الفيضانات المدمرة التي شهدتها آسيا، إلى جانب عدد من من الآثار الكارثية التي تؤثر بشكل مباشر على درجة حرارة الأرض.
الرقم الأكثر أهمية في القمة
وأضاف العطار أن «1.5» هو الرقم الأكثر أهمية خلال انعقاد القمة، موضحًا أن الهدف الأساسي هو الحد من ارتفاع حرارة الكرة الأرضية بحيث لا تتخطى زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية بالمقارنة بالقرن الـ19 أو عصر ما قبل الصناعة، مشيرًا إلى أن هذا يتطلب تدخلًا سريعًا وعاجلًا من أجل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى خفض ما يسمى بالغازات الدفيئة الرئيسية التي تأتي نتيجة لحرق الوقود الأحفوري، وهو ما يستهدفه اتفاق باريس للحد من الاحترار العالمي لأقل من درجتين مئويتين فوق مستوى ما قبل عصر الصناعة، ويفضل أن يكون 1.5 درجة.
وتابع «العطار» أن العالم يقف الآن عند 1.1 درجة مئوية، وبالتالي فإن هدف 1.5 درجة مازال ممكنًا، شرط تنفيذ برامج تهدف التخفيف من هذه الآثار على أرض الواقع، مؤكدًا أننا بحاجة إلى اتخاذ قرارات بشكل استثنائي عاجل تتلخص في بقاء 90% من احتياطيات الفحم، و60% من احتياطيات النفط والغاز تحت الأرض، مؤكدًا أن البلدان بعيدة عن مسار تحقيق تلك الهدف، وفقًا لما أظهرته مساهماتها المحددة وطنيًا خلال انعقاد COP26، ويلزمها ميثاق جلاسكو بوضع خطط أقوى على أساس سنوي.
الأزمات والصراعات والتوترات العالمية
ولفت إلى أننا نشهد الآن وضع جيوسياسي معقد يفرض نفسه على ساحة المفاوضات بقمة المناخ COP27، لما نعانيه من تفاقم الأزمات والصراعات والتوترات العالمية التي احتلت المشهد على مدار عامين ماضيين، كظهور جائحة كورونا، واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وما نتج عن ذلك من حدة العلاقات بين عدد من دول الانبعاثات الكبرى، مشيرًا إلى تأثر المفاوضات المقبلة أيضًا بأزمتي الطاقة والغذاء، اللتين تفاقمتا بشدة في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.