خبراء سياسة واقتصاد: التكامل العربي بتعزيز التجارة البينية واعتماد الموارد الوطنية وتقليل الاستيراد

خبراء سياسة واقتصاد: التكامل العربي بتعزيز التجارة البينية واعتماد الموارد الوطنية وتقليل الاستيراد
أكد خبراء أن الدول العربية تسعى لتحقيق التكامل الاقتصادى برؤية مشتركة، من خلال التوافق على العمل الجاد لتعزيز حجم التجارة البينية، والروابط الاقتصادية والاجتماعية بين بلدان المنطقة، والذى يعتبر مدخلاً عربياً لتحقيق طموحاتها ومساعيها فى نهضة اقتصادية مستدامة لشعوبها وللأجيال المستقبلية، وفى ضوء أيضاً تبنيها خططاً اقتصادية طموحة داخلياً وخارجياً تجعلها تتلاقى مع تحقيق الرؤى الاستراتيجية لها.
من جانبه، قال الدكتور محمد صادق، مدير المركز العربى للدراسات السياسية، وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال فعاليات القمة العربية المنعقدة فى الجزائر، كانت معبّرة عن آمال الشعوب العربية، وأيضاً مطمئنة لدول الوطن العربى تجاه القضايا المختلفة.
وأشار «صادق»، لـ«الوطن»، إلى أنّ الرئيس عرض ما يتعلق بمسائل الرؤية المصرية للحفاظ على الأمن القومى العربى من خلال وحدة واستقرار الشعوب العربية، إضافة إلى دعم مصر المستمر للحل السياسى لجميع الأزمات العربية، خاصة فى ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال مدير المركز إن الرئيس تطرّق فى كلمته إلى الحفاظ على الأمن القومى العربى، وما يترتب عليه من بُعد اقتصادى من خلال التشارك العربى عن طريق الحفاظ على المقدرات الاقتصادية العربية وتنمية موارد تلك الدول، من خلال ضخ مزيد من الاستثمارات داخل أروقة العالم العربى، إضافة إلى زيادة معدلات التبادل التجارى.
ولفت إلى أنّ كل تلك الأمور مهمة جداً فى سبيل الوصول إلى نجاحات اقتصادية عربية، مشيراً إلى أنّ ذلك يتزامن مع الاعتماد على الموارد العربية الأساسية وتقليل الاستيراد قدر الإمكان. وتابع: «كل تلك الأمور لا بد أن تكون بالتوازى مع العمل باستمرار فى ما يتعلق بمسائل مهمة جداً من خلال زيادة معدلات التبادل التجارى، إضافة إلى المزيد من الاستثمار فى الأراضى العربية وتطوير الصناعات العربية، والتعويل على قطاع الخدمات، وقطاع الطاقة، باعتباره أحد القطاعات المهمة، وأنّه محور المستقبل».
وأكّد «صادق» أهمية الكلمة التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى للحفاظ على الأمن السياسى والحفاظ على الأمن الاقتصادى وتعظيم الموارد والاستفادة من الإمكانيات المتاحة فى البيئة العربية، إضافة إلى الحفاظ على الأمن القومى العربى من المحيط إلى الخليج من خلال نبذ المسائل الخاصة بالتدخّلات الخارجية فى الشأن العربى، والعمل على تسوية النزاعات بصورة سلمية بعيداً عن استخدام الآلات العسكرية، والنظر إلى قضية المناخ، باعتبارها قضية مهمة جداً خاصة فى الوقت الحالى.
من ناحيته، قال المهندس هانى صقر، أمين عام جمعية الصناع المصريين، إن كلمة الرئيس عن التعاون العربى، تشمل الكثير من المجالات، خاصة الاقتصاد، عبر زيادة معدلات التجارة البينية وتوثيق التعاون وتفعيل السوق المشتركة، تحقيقاً لآمال الشعوب الشقيقة.
وأضاف «صقر»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن مصر بإمكانها توسيع آفاق التعاون مع الدول العربية عبر المشاركة فى ملف إعادة إعمار دول الجوار العربى، مثل ليبيا وسوريا والعراق، وضخ استثمارات مصرية واستقبال استثمارات عربية من شأنه دفع النمو الاقتصادى المصرى والعربى قُدماً، مشيراً إلى أن السوق المصرية تحمل فرصاً استثمارية واعدة للأشقاء العرب، من خلال امتلاكها سوقاً تضم قرابة 100 مليون مستهلك، وبفضل موقعها الجغرافى كبوابة لأفريقيا وآسيا، وامتلاكها أهم مجرى ملاحى فى العالم هو قناة السويس ومنطقتها الاقتصادية.