بهاء طاهر.. روائي ومترجم وناقد ومخرج مسرحي

بهاء طاهر.. روائي ومترجم وناقد ومخرج مسرحي
لم يكن بهاء طاهر مجرد روائى وقاص بل كان متعدد المواهب، فى عدة مجالات منها الترجمة والمسرح إخراجاً ونقداً، فى بداية حياته بعد تخرجه فى قسم التاريخ فى 1956، عمل محرراً ومذيعاً ومخرجاً فى الإذاعة فى البرنامج الثانى - البرنامج الثقافى حالياً، الذى كان أهم نافذة ثقافية فى مصر والعالم العربى آنذاك، فلم يكن هناك برنامج ثقافى غيره فكان البرنامج النجم الأوحد، وتدرج بهاء طاهر فى العمل إلى أن أصبح نائب مدير البرنامج، قبل نشره لأول أعماله فى 1972، ثم عمل محاضراً لمادة الدراما بقسم السيناريو فى معهد السينما.
وقال الناقد الأدبى شعبان يوسف إن الراحل بهاء طاهر كان مثقفاً موسوعياً وفى كل كتاباته كان يكتب بمسئولية و«مزاج»، كما كان ناقداً، وتجلى نقدياً فى النقد المسرحى، وأصدر كتاب «فى مديح الرواية»، كما كتب عن شباب الكُتاب أمثال حسن عبدالموجود ومى التلمسانى، وكان متابعاً دقيقاً للحركة المسرحية فى زمن كان به كبار النقاد، أمثال نجيب سرور وفاروق عبدالقادر.
شعبان يوسف: دافع عن طه حسين.. وكتب عن يحيى حقي
وأضاف «يوسف»: «بدأ الإخراج فى الخمسينات وهو جانب مهم من مسيرته، وفى هذه الفترة أخرج عدداً كبيراً من المسرحيات للإذاعة، من ضمنها مسرحية «مأساة الحلاج» للشاعر صلاح عبدالصبور، وله مواقف مهمة خلال عمله فى الإخراج، مثلاً عندما أخرج «مأساة الحلاج» طلب من صلاح عبدالصبور تعديل بعض المشاهد وفق رؤيته، كما أخرج لسعد الدين وهبة».
وتابع «يوسف»: عمل بهاء طاهر مترجماً عن الإنجليزية والفرنسية، وترجم عدداً من المسرحيات وأخرجها، وعندما سافر للعمل فى الأمم المتحدة عمل مترجماً من اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
وأشار إلى اهتمام بهاء طاهر بقضايا المثقفين من أجيال مختلفة، حيث كتب بحثاً مهماً عن الدكتور طه حسين ضمن كتابه المهم «أولاد رفاعة»، ومن خلاله رد على الاتهام الموجه ضد طه حسين بأنه يعمل وفق أجندة غربية، ولديه ميول للتغريب، لكن بهاء طاهر كان يدافع عن عميد الأدب العربى، كما كتب عن يحيى حقى وآخرين وكانت له حصيلة كبيرة من الدراسات النقدية المنشورة فى مجلة «الكاتب» وكانت له إسهامات ثاقبة ومتميزة فى زمن كبار النقاد، لأنه مثقف موسوعى امتلك قدرة كبيرة على الرؤية الناقدة الصائبة.