«الكاثوليكية»: تغير المناخ انتهاك أخلاقي صارخ وأضراره هائلة

كتب: مريم شريف

«الكاثوليكية»: تغير المناخ انتهاك أخلاقي صارخ وأضراره هائلة

«الكاثوليكية»: تغير المناخ انتهاك أخلاقي صارخ وأضراره هائلة

أصدرت الكنسة الكاثوليكية الإفريقية «SECAM» بيان، اليوم، أوضحت خلاله موقفها من التغيرات المناخية المسؤولة عن خسائر اقتصادية واجتماعية في العالم، وجاء هذا البيان بالتزامن مع اقتراب انعقاد قمة المناخ «cop27»، التي تنعقد في مصر خلال شهر نوفمبر المقبل. 

نص بيان الكنيسة الكاثوليكية

ونص البيان على:

إن أزمة المناخ هي الواقع المعاش لسكان القارة الأفريقية جمعاء، إذ تسببت موجات الحر الصيفية الأخيرة في شمال القارة، في خسائر وأضرار اجتماعية واقتصادية هائلة، وحطمت الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، وعطلت بشدة نظم الأغذية الزراعية في منطقة تعاني أصلا من الجوع.

وتسببت العواصف والأعاصير في وقت مبكر من العام، في إحداث الدمار في الجنوب الأفريقي، ما أدى إلى تدمير المنازل وخسائر في الأرواح، ويواجه شرق أفريقيا أسوأ أزمة غذائية في جيل واحد، تحت وطأة الجفاف الشديد، وفي غرب أفريقيا، غمرت المياه المدن، وغطت المجتمعات المحلية التي تعيش في الجداول.

أما الصراعات التي احتدمت لسنوات، الآن تشتد حدة بسبب النزوح الناجم عن المناخ.

بلدان الشمال مسؤولة إلى حد كبير عن أزمة المناخ

وتابعت الكاثوليكية: «وأينما وجهت نظرك إلى هذه القارة، وهي التي تكافح بالفعل بسبب نظام اقتصادي عالمي غير عادل، ستكتشف أن تغير المناخ يعيق إمكانات التنمية، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب، معرفة الحلول لهذا الوضع المعقد، ومع ذلك، يمكننا أن نكون على يقين من بعض الأشياء.

فعلى سبيل المثال، نحن نعلم أن بلدان الشمال مسؤولة إلى حد كبير عن أزمة المناخ، ويجب أن تساهم بنصيبها العادل في معالجتها، وهذا يعني أن تكون في المقدمة في خفض الانبعاثات، وتوفير التمويل للتكيف مع المناخ ومواجهة الخسائر والأضرار، ودعم بلدان الجنوب لتحقيق مستويات عادلة من التنميـة داخـل حدود الكوكب.

المبادئ الأساسية للتعليم الاجتماعي الكاثوليكي

وأضاف البيان: «نحن نعلم أن الحلول الواعدة ستكون انعكاسا للمبادئ الأساسية للتعليم الاجتماعي الكاثوليكي، مثل الصالح العام، والعدالة بين الأجيال، ورعاية بيتنا المشترك، والخيار التفضيلي للفقراء، ونحن نعرف أيضا ما هي الحلول الأخرى، التي لن تكون انعكاسا لهذه المبادئ: إذ يجب ألا تكون الحلول امتدادا لسيناريو بقاء الأمور على حالها، فهو المسؤول عن خلق المشكلة في المقام الأول، ولن يؤدي إلا إلى إثراء الدول الغنية، والأفراد الأغنياء، على حساب فقراء العالم.

ومع ذلك، وفي مواجهة هذه الأمور اليقينية، لا يزال من الصعب فهم الطرق الدقيقة للتغيير، ففي الرسالة العامة البابوية الأخيرة، جميعنا أخوة Fratelli Tutti، اقترح البابا فرنسيس الحوار واللقاء كوسيلة لبناء عالم أكثر عدلا.

وكان هذا مصدر إلهام لحوارات المناخ الأفريقية، وهي سلسلة من المحادثات التي استضافتها الجهات الفاعلة في الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع المدني في أفريقيا للمناقشة والتعلم من بعضهم البعض، وتحديد أولويات السياسة الرئيسية قبل مؤتمر COP27 في مصر.

حوارات مع ذوي الخبرات في مجال التغيرات المناخية 

وقالت الكنيسة الكاثوليكية، وشملت هذه الحوارات ممثلين عن المجتمع المحلي والمجتمع المدني، الذين لديهم تجارب معاشـة في مجال تغير المناخ، وباحثين ومناصرين محترفين من ذوي الخبرة في مجال السياسات، ومسؤولين من جميع مستويات الحكومة، وقادة في الكنيسة الكاثوليكية القادرين على وضع إطار للأسئلة الأخلاقية الملحة التي يثيرها تغير المناخ من حيث عمل الله ومقتضيات العدالة، لاشك أن تغير المناخ هو انتهاك أخلاقي صارخ.

وفي ختام البيان طالب قادة الكنائس ومنظمات المجتمع المدني في أفريقيا وخارجها قادة العالم بالإصغاء إلى صرخة الفقراء.


مواضيع متعلقة