إشادات في «الكاثوليكية» بتغييرات «الفاتيكان»: إشراك المرأة كنسيا خطوة مهمة

كتب: مريم شريف

إشادات في «الكاثوليكية» بتغييرات «الفاتيكان»: إشراك المرأة كنسيا خطوة مهمة

إشادات في «الكاثوليكية» بتغييرات «الفاتيكان»: إشراك المرأة كنسيا خطوة مهمة

على مدار السنوات الماضية، كان موضوع إصلاح الجهاز التنفيذي للفاتيكان، محلا للنقاش، إذ سعى رؤساء الكنيسة السابقين لإدخال إصلاحات داخلية، وعلى خطاهم سار البابا فرنسيس، الذي جعل من إصلاح الكنيسة أولوية منذ توليه الكنيسة الكاثوليكية.

أراد البابا فرانسيس البالغ من العمر 85 عامًا، تعزيز المجالس الأسقفية الوطنية والإقليمية، وأن يكون لغير رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية مزيدًا من المسؤوليات، كما أراد إشراك النساء أيضًا بشكل أقوى في قرارات الكنسية، إذ كان يرى أن الإفراط في المركزية يعقد حياة الكنيسة وديناميكية التبشير، بدلًا من مساعدتها.

منذ انتخاب البابا فرنسيس، ترجم الطموحات التي يتطلع إليها الفاتيكان في الإصلاح لإنجازات على أرض الواقع، إذ عين مجلسا استشاريا يتكون من ثمانية كرادلة لإصلاح الإدارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية، وكلفهم بمهمة دراسة مشروع تعديل دستور الفاتيكان، الذي وصفته صحيفة كورييرا ديلا سيرا الإيطالية بـ «الثوري»‏.

وأتت مسيرة العمل الجماعي الطويلة ثمرها، وتواصلت هذه المسيرة بقيادة البابا فرنسيس وبإسهام الكنيسة من جميع أنحاء العالم لإصدار الدستور الجديد المسمى بـ«إعلان الإنجيل»، وهو مكون من 54 صفحة، واستغرق أكثر من تسع سنوات لإكماله، وتم إعلانه في الذكرى التاسعة لبابوية «فرانسيس».

أبرز ما جاء في «إعلان الإنجيل»

وتتضمن وثيقة «إعلان الإنجيل» عددا من المحاور، أبرزها ما يلي:

- الاهتمام بالفقراء والضعفاء والمستبعدين في جميع أنحاء العالم، ويخصص البابا شخصيًا المساعدات التي يجب توفيرها لتلك الفئات في حالات العوز الشديد أو ضروريات أخرى.

- حماية القاصرين.

- وضع نظم واضحة وشفافة للنواحي المالية والإدارية في الكنيسة الكاثوليكية.

- إمكانية تعيين العلمانيين من الرجال والنساء، إذ تقول ديباجة الوثيقة الجديدة: «البابا والأساقفة والوزراء المعينين الآخرين، ليسوا المبشرين الوحيدين في الكنيسة»، مضيفة أن العلمانيين من الرجال والنساء يجب أن يكون لهم دورا في الحكومة والمسؤولية.

وجاء هذا الدستور، ليحل محل الدستور التأسيسي الذي صاغه القديس يوحنا بولس الثاني في عام 1988، الذي كان يمنع إشراك النساء والعلمانيين في المناصب المختلفة.

وبناء علي ما نصت عليه وثيقة «إعلان الأنجيل»، عين بابا الفاتيكان، 3 نساء، وهن، الأمين العام لمحافظة دولة الفاتيكان رافاييلا بتريني، الرئيسة العامة السابقة لبنات ماري مساعدة المسيحيين، إيفون ريونجوات، ورئيسة الاتحاد العالمي للمنظمات النسائية الكاثوليكية، ماريا ليا زيرفينو، رئيسة الاتحاد العالمي للمنظمات النسائية الكاثوليكية، بالإضافة إلى اختيار ناثالي بيكوار، راهبة فرنسية من راهبات كزافيير، وكيلة لسينودس الأساقفة، وأليساندرا سميريلي، من بنات ماري مساعدة المسيحيين.

كما عين بابا الفاتيكان، 20 كاردينالا ليصبحوا مستشاريه ومساعديه الكبار في الفاتيكان وحول العالم، واختارهم من بين من يوافقون على رؤيته للكنيسة، وأوصى الكرادلة الجدد، بالتعرف على المجمع الكنسي، وإبداء اهتمامهم بالناس العاديين.

متحدث«الكاثوليكية»: إعلان الإنجيل يكرس كل الموارد لهدف الرسالة

وأشاد الأنبا باخوم، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، والنائب البطريركي لشئون الإيبراشية البطريركية، بالتغيرات التي أجراها البابا فرانسيس في الكنيسة الكاثوليكية، قائلًا لـ«الوطن»، إن تلك التغيرات لم تكن من نتاج البابا فرانسيس وحده، ولكن 8 من الكرادلة اجتمعوا في ما لا يقل عن 7 سنوات كي يعلنوا وثيقة «إعلان الإنجيل»، وهذه الوثيقة هي مركز الخدمة لجميع الدوائر والمؤسسات الفاتيكانية، وهدفها تكريس كافة الموارد والنواحي الإدارية والاقتصادية لهدف الرسالة والخدمة، وهناك بعض التغييرات التي تمت بالفعل، أهمها وضع نظمًا واضحة وشفافة للنواحي المالية والإدارية وضمان سير تلك الأمور بشكل جيد وفقًا لكفاءة الأشخاص المعينين بها.

وفيما يخص إشراك المرأة بالعمل الكنسي، أوضح الأنبا باخوم: «الكنيسة بها بُعدين، أحدهما إلهي والآخر بشري، ونستطيع أن نقول أن المؤسسة الكنسية استطاعت الوصول لقدر كبير من النمو والتطور، رأت من خلاله أنه لا مانع من تولي المرأة بعض الوظائف بالكنيسة وبالأخص أن هذه الوظائف لا تحتاج لسر الكهنوت، وبالتالي هناك إمكانية لعمل للمرأة بصفتها مساوية للرجل في الكرامة، فتستطيع أداء كل الوظائف ما عدا التي تخص الدرجة الكهنوتية».


مواضيع متعلقة