تأثر الرئيس السيسي بأفكاره.. جمال حمدان قارئ التاريخ الذي تنبأ بالواقع

تأثر الرئيس السيسي بأفكاره.. جمال حمدان قارئ التاريخ الذي تنبأ بالواقع
«المأساة الحقيقية أن مصر لا تأخذ في مواجهة الأزمات الحل الجذري الراديكالي قط.. إنما الحل الوسطي المعتدل.. أي المهدئات والمسكنات المؤقتة.. والنتيجة أن الأزمة تتفاقم وتتراكم أكثر»، كلمات المفكر جمال حمدان، التي عرضها اليوم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلال المؤتمر الاقتصادي الذي بدأت فعالياته اليوم، وتفاعل معها الرئيس عبدالفتاح السيسي، واستوقفته بعد عرضها، فطلب من رئيس الوزراء أن ينتظر قليلًا ليعلق عليها أمام الحضور، قائلًا: «من فضلكم، ده كان الإصدار الأول في 1967.. أرجو تتفهموا ده سنة 67 قبل الحرب.. كانت المسألة كلها من 62 إلى 67 وأزمة اليمن وتدخلنا فيها».
السيسي: نبوءة جمال حمدان تتحقق
حديث الرئيس الراحل عن جمال حمدان، يؤكّد وجود معرفة مسبقة بكتاباته وتأثره بآرائه، فاليوم لم تكن المرة الأولى التي يذكر فيها الرئيس السيسي المفكر جمال حمدان، بل سبق وتحدث عنه في افتتاح قناة السويس يوم 6 أغسطس 2015.
وقال رئيس الجمهورية آنذاك قبل 7 سنوات: «لطالما كانت قناة السويس جزء من نبض مصر، فشغلت مفكريها وأدباءها، فها هو مفكر مصر الكبير، الدكتور جمال حمدان، يصفها قائلا: (لنا أن نطمئن رغم كل التحديات والعقبات، أن مستقبل قناة السويس وثيق كما هو مضمون، بل ومشرق أكثر مما كان في أي وقت مضى، فقط بشرط أن نقبل بالتحدي، وأن نتصدى للخطر باليقظة وبالإصرار، وبالتخطيط الدؤوب، ثم بالعمل الحازم الحاسم)، وها هي نبوءة جمال حمدان تتحقق، واقعًا جديدًا يجري الآن متدفقًا في مياه هذه القناة».
الرئيس يقتبس جملة جمال حمدان في ذكرى تحرير سيناء
كما اتضح تأثر الرئيس السيسي أيضًا بالدكتور جمال حمدان، خلال ذكرى تحرير سيناء في إبريل عام 2016، حينما قال في كلمته: «شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي الكريم... أتحدث إليكم اليوم في الذكري الرابعة والثلاثين لتحرير جزء عزيز من أرض مصر الغالية سيناء الحبيبة، الأرض الطاهرة، معبر الأنبياء، التي قال عنها الراحل العظيم جمال حمدان (سيناء قدس أقداس مصر)».
ويعد الكاتب والمفكر جمال حمدان هو واحد من أعلام الجغرافيا في مصر وكاتب ومفكر استراتيجي نابغة وسابق لعصرة يعتبره الكثيرون من كبار المفكرين الاستراتيجيين حول العالم، وكتاباته ورؤيته تحقق الكثير منها بعد سنوات طويلة وحتى بعد رحيله.