لمواجهة التغيرات المناخية.. مصر تتوسع في زراعة نبات «المانجروف»

كتب: محمد أبو عمرة

لمواجهة التغيرات المناخية.. مصر تتوسع في زراعة نبات «المانجروف»

لمواجهة التغيرات المناخية.. مصر تتوسع في زراعة نبات «المانجروف»

بدأت مصر مبكرا لمواجهة التغيرات المناخية، التوسع في زراعة نبات المانجروف الذي ينمو معتمدًا على مياه البحر المالحة، داخل الشواطئ ويزدهر مكونًا موائل بحرية للأسماك وبرية للطيور البرية في العديد من المناطق على امتداد ساحل البحر الأحمر.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه مصر لاستضافة قمة المناخ COP27، في مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، والذي يبحث فيه قادة العالم وضع حد لظاهرة الاحتباس الحراري، وتخفيف الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الدول النامية، والتوقيع على مقاربة شاملة بين الدول الكبرى تخفض فيها الغازات الدفيئة بشكل ملموس، وتقديم الدعم للدول الأفريقية للتوسع في إنتاج الكربون الأزرق والذي ينتج عن زراعة الشواطئ بنبات المانجروف والأشجار الأخرى.

من جانبه، قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين لـ«الوطن»: إن مشروع التوسع في زراعة المانجروف الذي يُنتج الكربون الأزرق، تم البدء فيه عام 2014، وهو نبات يتمتع بقدرات مذهلة لامتصاص غازات الاحتباس الحراري وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون، بنسب تصل لـ 4 أضعاف الغابات الاستوائية، لذا فقد أطلق عليه العالم بالكربون الأزرق، وهو عبارة عن شجيرات متوسطة الطول تنتشر على سواحل البحار وقد أثبتت إحدى الدراسات في دولة ماليزيا أنه ساهم في خفض الانبعاثات الحرارية لديهم بنسبة 1% بعدما توسعت الحكومة في زراعته على أغلب شواطئها.

وأكد أنه يوجد نوعان من هذا النبات الأول يسمى الشورى أو القرم وأسمه العلمي افيسينيا مارينا وينتشر في دول الخليج العربي والثاني وهو القندل واسمه العلمي رايزفورا ماكروناتا وينتشر في البحر الأحمر في مصر والسودان، ومن المعروف عن المانجروف قدرته العالية على النمو في المياه المالحة والتي تبلغ فيها الملوحة 40%، الأمر الذي يمكن أن تساعد الهندسة الوراثية في كيفية التعرف على الجين القادر فيه على تحمل الملوحة ونقله للمحاصيل الحقلية الأمر الذي يسهم في استغلال المياه المالحة في الزراعة.

وتابع أنه بعد زراعة المانجروف وإكثاره في عدد من المناطق بالبحر الأحمر بحلايب وشلاتين ومرسى علم وجنوب سيناء وجد أن عدداً من الطيور المهاجرة قد استقرت في أشجاره وبنت أعشاشها واتخذته ملاذًا آمنا لها، كما تم رصد أنواع من الأسماك والمحارات عالية القيمة الغذائية وقد انتشرت بين سيقانه في المياه، حيث حمت تلك السيقان والأغصان الكثيفة تلك الأسماك من المد والجزر والأمواج العالية، كما وفرت لها الطحالب اللازمة لتغذيتها.

واختتم أن اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة انتهى من إعداد أول دراسة اقتصادية للتوسع في الكربون الأزرق بزراعة غابات المانجروف على سواحل الدول الإفريقية المطلة على البحر الأحمر والمحيط الأطلسي، وهي دراسة مكتملة من الناحية البيئية والسياحية ويمكن تطبيقها في إطار التعاون الإفريقي والدولي.


مواضيع متعلقة