التحويلات المرورية «مجرد مسكِّنات» لن تقضى على الأزمة

كتب: عبدالفتاح فرج

التحويلات المرورية «مجرد مسكِّنات» لن تقضى على الأزمة

التحويلات المرورية «مجرد مسكِّنات» لن تقضى على الأزمة

اتفق خبراء المرور والطرق على أن التحويلات المرورية الجديدة التى تنفذها محافظة القاهرة، فى مدينة نصر، والتحويلات الأخرى التى تجرى فى محافظة الجيزة غير مجدية ولن تقضى على حالات الاختناق المرورى بالعاصمة، لأنها تحدث وفق اجتهادات فردية وليس من خلال استراتيجية موحدة، واعتبروا أن التعديلات المرورية الجديدة مجرد مسكّنات فقط ولن تحل الأزمة بشكل كامل. ويقول الخبير المرورى اللواء مجدى الشاهد: «ما يحدث من تعديلات مرورية فى القاهرة والجيزة لا ينطبق عليه مصطلح خطة مرورية، لأن الجهات المعنية، والمرور تعمل بالقطعة، ولا تعمل من خلال استراتيجية شاملة للقضاء على الأزمات المرورية، ومواجهة حوادث الطرق»، وأضاف: «أزمة المرور تتقاسمها 4 جهات هى وزارات الداخلية والنقل والمالية والمحليات، وكل هذه الهيئات تناست أن هناك مجلساً أعلى للمرور أنشئ عام 1982 ومكون من هذه المؤسسات، لم يجتمع ولو لمرة واحدة، لذلك عندما تحدث الكوارث تلقى كل وزارة بالمسئولية على الأخرى». ويتابع «الشاهد»: «وظيفة المجلس الأعلى للمرور تتمثل، فى وضع الاستراتيجيات، والخطط، للقضاء على الاختناقات المرورية والحوادث، كما أنه مسئول عن تحديد واجبات كل الوزارات، والهيئات المنوط بها تنفيذ خطط مرورية وعدم اجتماعه أدى إلى غياب الرؤية، والتخطيط السليم، وأصبح الجميع يعمل كجزر منعزلة، دون أدنى محاسبة من الحكومة عند حدوث الأخطاء، لذلك لم أستغرب طلب هذه الهيئات من قسم التشريع بمجلس الدولة تعديل 13 مادة من قانون المرور على 5 مرات، للأسف كل مسئول يرى أنه يعمل بطريقة صحيحة، ومن يخلفه يهدم ما فعله، والدولة تتحمل كل هذه النفقات، فى شارع مصطفى النحاس مثلاً خصصوا الحارة الوسطى للأوتوبيسات دون النظر إلى المحطات والركاب الذين سيعبرون الطريق الأول والثانى». ويقول الدكتور مجدى صلاح الدين، أستاذ الإنشاءات والطرق بجامعة القاهرة: «ما تفعله الحكومة حالياً مجرد مسكنات لا يرقى إلى وصفه بالخطة فما حدث فى مدينة نصر مجرد تحويل شارع من اتجاهين إلى اتجاه واحد، والأزمة المرورية فى مصر كبيرة وأسبابها متعددة لأن حجم السيارات بها كبير جداً لا يتسق مع سعة الشوارع بجانب السلوكيات السيئة وعدم إحكام السيطرة على الشوارع والطرق وهذا واضح جداً من خلال الإشغالات الخاصة بالباعة الجائلين فى شوارع وسط القاهرة وأصحاب المقاهى، واقترحت قبل ذلك وضع دراسة وخطة كبيرة من أجل الاعتماد على وسائل النقل الجماعى وتقليل الاعتماد على وسائل النقل الخاصة، فى الدول الغربية يعتمد أغلب السكان على وسائل النقل الجماعى كمترو الأنفاق، والأوتوبيسات، لأنها نظيفة جداً ومريحة وتجبر المواطن على استقلالها»، ويضيف: «حالة الانفلات الأمنى شجعت السائقين على ارتكاب مخالفات كبيرة جداً مثل السير عكس الاتجاه ودون لوحات معدنية مع عدم وجود عدد كاف من رجال المرور فى الشارع والطرق لتنظيم حركة المرور وإحكام السيطرة عليها وهو أحد الحلول المناسبة للحد من الاختناقات المرورية».