مصر تتقدم في مؤشرات «القوى الناعمة والابتكار العالمي» بفضل تعزيز الصناعة والإبداع

كتب: محمد أباظة

مصر تتقدم في مؤشرات «القوى الناعمة والابتكار العالمي» بفضل تعزيز الصناعة والإبداع

مصر تتقدم في مؤشرات «القوى الناعمة والابتكار العالمي» بفضل تعزيز الصناعة والإبداع

تطور ملحوظ تشهده مصر خلال الأعوام الماضية، على صعيد الثقافة والقيم والهوية والشخصية القومية، وهو ما يبرزه مؤشر القوى الناعمة، حيث تقدمت فى عام 2021 أربع مراتب، لتأتى فى المرتبة الـ34 عالمياً، ليرتفع رصيدها بمعدل 5.3 نقطة، وتسجل بذلك ثانى أكبر زيادة سنوية بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «15 دولة» يتضمنها المؤشر.

وجاءت مصر فى المرتبة الرابعة عربياً، بعد كل من «الإمارات، السعودية وقطر»، وفى المرتبة السادسة على مستوى الشرق الأوسط، كما سجلت نحو 4.4 نقطة فى المؤشر الفرعى «الثقافة والتراث»، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة عشرة عالمياً، والمرتبة الأولى على مستوى الدول العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك جاءت فى المرتبة الثالثة على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بــ9.2 نقطة، وذلك فى المؤشر الفرعى «القيم والشخصية القومية».

ويمثل أداء مصر فى مؤشر الابتكار العالمى نقطة انطلاق جيدة نحو تطوير قوتها الناعمة، وتعزيز إنتاجها من الصناعات الثقافية والإبداعية، وتعزيز دورها الريادى فى محيطها الإقليمى، إذ تشير البيانات إلى تقدمها فى العام الماضى، 5 مراتب مقارنة بتقرير عام 2020، حيث احتلت المرتبة 40 عالمياً من أصل 132 دولة شملها المؤشر، وذلك فى محور «صادرات السلع والمنتجات الإبداعية والثقافية كنسبة من إجمالى التجارة الخارجية».

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤشر يقيس معدلات أداء الدول فى مجال الابتكار والإبداع، من خلال نسبة الصادرات الإبداعية والثقافية إلى إجمالى التجارة الخارجية، وعدد الأفلام الروائية الوطنية المنتجة بالدولة لكل مليون نسمة من السكان، وحجم أسواق الترفيه والإعلان لكل ألف نسمة من السكان، وحجم قطاع الطباعة والنشر وباقى وسائل الإعلام كنسبة من حجم إنتاج الصناعات التحويلية، وصادرات المنتجات الثقافية كنسبة من جملة التجارة الخارجية.

ووفقاً لمؤشر المعرفة العالمى لعام 2021، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، احتلت مصر المرتبة الرابعة بين 39 دولة ذات تنمية بشرية مرتفعة، بالنظر لما تمتلكه من بنية تحتية معرفية قوية، كما جاءت فى المرتبة 53 بين 154 دولة على مستوى العالم ضمن هذا المؤشر، واستناداً إلى 7 مؤشرات فرعية تسلط الضوء على أداء 6 قطاعات حيوية، هى: «التعليم قبل الجامعى، التعليم التقنى، التدريب المهنى، التعليم العالى، البحث والتطوير والابتكار، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات» وأخيراً الاقتصاد، إلى جانب مؤشر فرعى خاص بالبيئة التمكينية لتشخيص السياق الاجتماعى والسياسى والاقتصادى والصحى والبيئى الحاضن لهذه القطاعات.

«هدى»: نحتاج إلى حشد مجتمعى جاد من كل مؤسسات الدولة الرسمية وحتى المجتمع المدنى للتصدى لمحاولات الهدم 

ومن جانبها، قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، إنه فى فترات القوة والنهضة تتضح معالم الهوية الثقافية، ويشعر بها كل مواطن، وتشهد هذه الفترات قوة ناعمة ملائمة فعالة وإيجابية، مضيفة أنه فى أعقاب ثورة يونيو اكتشفت الدولة حجم السقوط والانهيار فى الهوية الثقافية.

وأضافت «زكريا» أنه بعد نجاح ثورة يونيو، تم إنقاذ ملامح ومؤسسات الدولة ولكن تم إغفال الهوية الثقافية، حيث تحتاج لجهد طويل واحتشاد وطنى من جميع الهيئات المنتجة للقوى الناعمة، التى كانت غارقة فى الأوبئة والجراثيم الثقافية المتغلغلة فى المجتمع، لافتة إلى أن العلاج يتطلب احتشاداً مجتمعياً جاداً من كل مؤسسات الحفاظ على الهوية المصرية، بداية من منابر المساجد والزوايا الصغيرة فى الريف، والتحول إلى قوة حقيقية فاعلة ثقافياً بالسيطرة على كل منابر الثقافة، سواء كانت دينية، أو ثقافية مثل وسائل الإعلام والتواصل.

وأشارت إلى أنه مطلوب عقد عدد هائل من المؤتمرات يحضرها كل كوادر الثقة الفعالة ثقافياً وقادرين على الخروج بالمجتمع من الأزمة الثقافية، وتنظيم مؤتمرات لصناع الدراما، وللإعلاميين، والرقابة على المدرسين وأساتذة الجامعة داخل أماكن التدريس، حيث إن بعضهم كان يسهل نشر الإرهاب من خلال أفكاره، وأن السيطرة على كل هذا يضمن الحفاظ على ملامح الشخصية المصرية التى بدأت تتشوه بسبب هؤلاء، وأصبح البعض يمارس على الآخرين الاستعلاء الدينى والفكرى، لافتة إلى أنه من الضرورى استرجاع فترة سيطرة الثقافة والدراما على جميع الشعوب العربية فى فترة الستينات، على عكس السنوات السابقة التى شهدت تراجع الدراما وإزاحتها من قبل مثيلاتها فى بعض الدول، ومعرفة أسباب ذلك للعودة لما كانت عليه القوى المصرية الناعمة.


مواضيع متعلقة