مأساة الطفل عبد الرحمن ضحية حادث الشرقية.. «ملحقش يفرح بهدوم المدرسة»
مأساة الطفل عبد الرحمن ضحية حادث الشرقية.. «ملحقش يفرح بهدوم المدرسة»
حلّ ضيفًا على الدنيا خفيفا، ورحل عنها في عمر الـ11 سنة، وخلال سنواته القليلة، شاء له القدر أن يحتمل آلاما تفوق سنوات عمره، إذ عانى آلام الفشل الكلوي منذ شهور عمره الأولى، وبدأ غسيل الكلى منذ عمر عامين، وظل يتردد على المستشفيات 9 سنوات للعلاج، وعندما أنهى والده إجراءات نقل كُليته إليه، وبدلاً من أن يودّع الألم، ودّع الحياة، في حادث تصادم أودى بحياته هو ووالده، ورحل تاركا أثرا عظيما في قلوب محبيه، رحل تاركا مصحفه مفتوحا على آخر سورة حفظها، معدّا حقيبة المدرسة والطقم الجديد.
حقيبة مدرسية جديدة، وطقم جديد «بنطلون وتي شيرت»، وكراريس وأقلام، ومصحف، أعدهم الطفل عبد الرحمن رأفت ندا الطالب بالصف السادس الأزهري، استعدادا للعام الدراسي الجديد، لكن القدر لم يمهل الطفل المتفوق دراسيا، الالتحاق بالدراسة.
تقول شقيقته «شيماء ندا» في حديث خاص لـ«الوطن»، إن شقيقها عانى كثيرا منذ مولده مع الفشل الكلوي، لافتة إلى تنقله بين المستشفيات طلبا للعلاج منذ كان عمره 6 أشهر.
فشل كلوي يصيب الأشقاء
وأضافت «شيماء» أن شقيقها الأصغر ظل يطلب العلاج إلى آخر يوم في عمره، فهو يحمل جينا وراثيا مثل أشقائه الإثنين اللذين توفيا متأثرين بالفشل الكلوي قبل سنوات، مشيرة إلى أن عبدالرحمن طالت سنوات عمره رغم مرضه، مقارنة بـ«رقية ومحمد» اللذين رحلا في عمر 5 سنوات، معلقة: «عبدالرحمن أي حد كان بيحبه وكان مصاحب الدكاترة في المستشفيات وتجمعه صور كثيرة معاهم».
مواقف لا تنسى للطفل
وتروي الشقيقة الكبرى لعبدالرحمن الذي أبكى أهالي محافظة الشرقية إثر وفاته في حادث تصادم سيارة والده بسيارة أخرى، أثناء توجههما للمستشفى لتحديد ميعاد عملية زرع الكلى له، موقفا له مع الطبيب المعالج، إذ ترجاه أن يكون له أخا، إذ كان لديه أمل أن يكبر ويصير رجلا، وأنه عندما يريد أن يتزوج فيحتاج لأخ ولذا طالب الطبيب بذلك..
حقيبة ولعبة.. آخر أثر للطفل
وجلست شيماء ندا الشقيقة الكبرى لعبدالرحمن جوار أشيائه التي بقيت منه تاركا إياها، ظلت تقلب عينيها في حقيبة مدرسته وملابسه ولعبته وكل أغراضه التي ما زالت تحتفظ برائحة شقيقها الأصغر الذي غادر مصطحبا المرح معه خارج المنزل، وتختتم في حديثها، أن أسرتها فقدت والدهم و3 أشقاء، ونجت والدتها من الحادث بكسور خطيرة، معلقة: «لكن ألم موت أبي وأخوتي أشد من أي آلام أخرى لم نعد ووالدتي احتمالها».