مأساة وفاة الشيخ رأفت ندا ترويها زوجته بعد رحيل 3 من أبنائها: كان جبل صبر

كتب: ياسمين عزت الرزاز

مأساة وفاة الشيخ رأفت ندا ترويها زوجته بعد رحيل 3 من أبنائها: كان جبل صبر

مأساة وفاة الشيخ رأفت ندا ترويها زوجته بعد رحيل 3 من أبنائها: كان جبل صبر

«جبل الصبر».. هكذا كان اللقب الذي أطلق على الشيخ «رأفت ندا»، ابن قرية «المناحريت» بالشرقية، إذ ظل يكابد الألم 25 عاما، لم يتأفف يوما من قدره، لإصابة نجليه بالفشل الكلوي، ووفاتهما واحدا تلو الآخر، إلى أن أصيب الثالث هو الآخر بنفس المرض، وكانت حياة الأسرة بين المستشفيات، إلى آخر يوم في حياة الشيخ، إذ كان ذاهبا بصحبة زوجته ونجله للمستشفى، لإتمام إجراءات زرع الكلى للصغير، لكن لم يمهلهم القدر وراح الأب وابنه في حادث أليم، وأصيبت الزوجة بكسر في العمود الفقري لتبقى رفقة فتياتها الثلاث يبكين ألم الفراق.

بعد وقوع الحادث، زار «الوطن» قرية المناحريت التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، حيث مسقط رأس ومحل إقامة الأسرة التي أوجعت قلوب الشراقوة خاصة والمصريين عامة بقصتها المؤلمة، وفي الطريق إلى منزل الشيخ رأفت ندا، ما إن تردد اسمه بين أهالي القرية، تذكروه بحسن الأخلاق والتقى، وترحموا عليه داعين له بمنزلة الفردوس، وكذلك لزوجته بالشفاء وفتياته بالصبر.

«الوطن» في بيت الشيخ «رأفت ندا»

أم مكلومة وزوجة حزينة، رحل زوجها و3 من أبنائها، هي أسرة الشيخ الراحل رأفت ندا، روت «أم عبد الرحمن» وقلبها يتمزق ألما مسترجعة يوم الحادث قائلة: «كنا رايحين المستشفى علشان نخلص آخر إجراءات زرع الكلى لابننا عبد الرحمن، وفي الطريق سيارة صدمت سيارتنا دا كل اللي فاكراه، وصحيت لقيت زوجي وابني ماتوا».

الطفل طلب من والدته بقاء أبيه في المنزل قبل الحادث

وأضافت «أم عبد الرحمن»: «كنا بقالنا شهور بنجهز لعملية زرع الكلى لعبد الرحمن اللي هننقلها له من والده وكانت المواصفات مطابقة، وباقي أيام ونجري العملية، ويوم الحادث انتهى كل شيء»، مسترجعة آخر ما قاله طفلها الراحل إنه ترجى والده بعدم الذهاب معه إلى المستشفى وأن يبقى ليرتاح ويذهب هو بصحبة والدته، مؤكدة أن الأب أصر على الاطمئنان بنفسه من الأطباء على إجراءات العملية.

«عبد الرحمن» تمنى تناول البيتزا قبل ساعات من وفاته

وتذكرت والدمع يحرق مقلتيها أن طفلها على غير عادته طلب منها أن يأكل بيتزا ساخنة معطيا إياها 5 جنيهات لشرائها، إلا أنه نام من الإرهاق في الطريق ولم يأكلها، لافتة إلى أنه رغم مشقة السفر والمرض، كان دائما مبتهجا أنه سيلتقي أصدقاءه من الأطباء، فكانت حسب قولها لطيفا مبهجا صديقا لكل الناس.

«أم عبد الرحمن»: زوجي جبل صبر وتقوى وإيمان

وأوضحت أنها تزوجت الشيخ رأفت ندا، منذ 25 عاما ورزقها الله منه بـ6 أبناء، توفي 3 وبقي معها 3 آخرين، مشيرة إلى القصة التي سمي زوجها بسببها جبل الصبر، فكانت أول مولودة «رقية» مصابة بمرض في الكلى وعندما بلغت سنتين من العمر، قرر الأطباء حاجتها لغسيل كلوي، وبعد رحلة معاناة مع المرض رحلت عن الدنيا في عمر 6 سنوات، ثم بعدها شقيقها الأصغر «محمد» عانى نفس الألم لمرحلة هو الآخر متأثرا بمرضه في عمر 5 سنوات.

وتابعت الزوجة: «رغم مشقة الحياة مع مرض أولادي وآخرهم عبد الرحمن إلا إني كنت بعتبر زيارات المستشفيات خاصة والحياة عامة في وجود أسرتي رحلة جميلة انتهت بعد وفاة عبد الرحمن ووالده، لكن حياتنا فيها كفاح وصبر وألم، زوجي كان بيمدني بالصبر ويقوي إيماني وكان دايما يخليني أحافظ على صلاتي وصيامي وقيامي وهحفظ العهد دايما».


مواضيع متعلقة