شباب سوهاج يصنعون طواجن وقلل فخارية من الطين: «صعبة بس من فات قديمه تاه»

كتب: فهد فكري بلوم

شباب سوهاج يصنعون طواجن وقلل فخارية من الطين: «صعبة بس من فات قديمه تاه»

شباب سوهاج يصنعون طواجن وقلل فخارية من الطين: «صعبة بس من فات قديمه تاه»

في مكان واسع على أحد طرق مركز المنشاة بمحافظة سوهاج، يقف مجموعة من الشباب، لُطخت أيديهم وملابسهم بـ«الطين»، يظن البعض أنهم كانوا في سباق أو مشاجرة، لكنهم في رحلة طويلة للبحث عن لقمة عيش بالحلال، تصنع أناملهم الأوانى الفخارية، التى تستخدمها السيدات في طهي أشهى الأكلات.

«مهنتنا لها مكانة خاصة في كل البلدان، حتى الآن هناك قرى ومناطق متقدرش تستغنى عن الأكل والشرب في الأواني الفخارية، وفي مطاعم كبيرة بتشتري مننا الطواجن وبيجوا لينا مخصوص من كل المحافظات» بهذه الكلمات لخص أحمد الفخراني، «صانعي الفخار»، قصة صناعة الأواني الفخار لـ«الوطن».

الشاب ورث صناعة الأواني الفخارية عن والده وأجداده

ورث الشاب الثلاثيني، الحرفة عن والده وأجداده حتى أصبحت مصدر رزقه الوحيد هو ومجموعة من شباب منطقته السكنية: «معرفش غير مهنة صناعة الأواني الفخارية، اتعلمتها من أبويا وأجدادي وبقت مصدر رزق ليا ولشباب كتير، بشتغل فيها من صغري، وهي صعبة بس من فات قديمه تاه».

الأواني الفخارية من المهن الشاقة

لم يكن «أحمد» وحده هو الذي يعمل بالمهنة التي وصفها بالشاقة، بل امتهنها «محمد محمود» الذي لم يعرف غيرها: «ورثتها عن اهلي وشغال فيها وهي من المهن الشاقة حيث تحتاج إلى مجهود ضخم لإنتاجها بشكل مميز، ويبذل العاملون فيها كل طاقتهم وأوقاتهم لكي يتجنبوا أي خطأ صغير، وهي تعتمد على عدة خطوات منها الرفع، وصناعة المادة التي تصنع منها الأواني الفخارية وهي الطين والعجين».

أساس المهنة جمع التراب والحصى 

تجميع التراب والحصى النقي، ثم خلطهم بمياه ومواد أخرى، بجانب ألواح خشبية، هي أدوات الشباب السوهاجي لتحويل «الطين» إلى أواني فخارية وفق «محمد»: «بنجمع التراب والحصى النقي الخالي من الأحجار الجبلية، والشوائب، وبعد كدة بنخلطهم بالمياه ويتم إضافة مادة تسمى الأبرام، وبعد أن يتم خلطه جيدا بالماء ويترك لمدة يوم واحد، حتي يصبح أشبه بالعجين، وبنسحب قطع العجين ووضعها على خشبة أو ما يطلق عليه الدولاب الخشبي وهو قطعة خشبية يتم تحريكه بالقدم، وخلال عملية السحب يتم تشكيل الأشكال المختلفة من الأواني الفخارية المعروفة في الأسواق مثل الزير والقلة والماجور والزبادي والأطباق العادية والطواجن».


مواضيع متعلقة