نسرين الصباحي تكتب.. شراكة استراتيجية: العلاقات المصرية - السودانية

كتب: نسرين الصباحى

نسرين الصباحي تكتب.. شراكة استراتيجية: العلاقات المصرية - السودانية

نسرين الصباحي تكتب.. شراكة استراتيجية: العلاقات المصرية - السودانية

تشهد العلاقات بين مصر والسودان حراكاً إيجابياً يتجلى في مجموعة من التفاعلات والزيارات المتبادلة على فترات متقاربة بين البلدين، حيث تسعى مصر لعبور السودان المرحلة الانتقالية والوصول لحالة من الاستقرار ووصول الدعم إليها، إذ ظلت سياسة مصر دائماً دعماً وسنداً للسودان لمواجهة التحديات والأزمات المختلفة، خاصة فى المرحلة الانتقالية على كل المستويات التنموية والإغاثية تأكيداً على عمق روابط الأخوة والوحدة بين الشعبين المصري والسوداني، ومساندة مصر لإرادة وخيارات الشعب السوداني في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، واستعداد مصر لتقديم كل سبل الدعم للسودان لتجاوز هذه المرحلة.

وتتنوع مجالات التعاون المشتركة بين البلدين، ويتمثل التعاون العسكري في نقاط محددة من الثوابت الممتدة والبنية التحتية القوية، وتبادل الخبرات العسكرية في مجالات تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب، وبرامج التدريب المشتركة بين العناصر المصرية والسودانية، مثل التدريب في مجال سلاح الطيران من خلال مناورات «نسور النيل 1» بقاعدة مروى الجوية في السودان، وتدريبات مشتركة في مجال الدفاع الجوي.

أما في مجال التعاون الاقتصادي فعملت مصر على دعم مشروعات الربط الكهربائي والسكك الحديدية وتأهيل الموانئ البحرية والنهرية، وتطوير المعابر البرية لتسهيل حركة النقل والتجارة، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتوجه رجال الأعمال والشركات المصرية للاستثمار في السودان، فضلاً عن التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع البلدان بروابط شعبية ممتدة انطلاقاً من عمق الروابط الثقافية والحضارة والجوار الجغرافي والتاريخ المشترك ووحدة المصير، والمدركات الإيجابية المشتركة بين شعبي وادي النيل.

وبذلك، وصل تطور العلاقات المصرية - السودانية إلى مرحلة من التفاهم المشترك والشراكة الاستراتيجية والتنسيق المشترك في مواجهة التحديات والمخاطر، كما توجد مؤشرات قوية بين البلدين اتسمت بالشمولية من حيث التعاون في مختلف المجالات وتقديم مصر دعماً للسودان لمواجهة أزمات الفيضانات، والخبز، وجائحة كورونا من خلال تقديم مجموعة من المساعدات الطبية والإغاثية، ما يؤكد متانة وقوة العلاقات التاريخية المتأصلة بين البلدين، في ظل تمثيل السودان العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر، ويُمثل أمن واستقرار السودان جزءاً رئيسياً من محددات الأمن القومي المصري، وتأكيد التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين باعتبارها مسألة أمن قومي.

*باحثة بوحدة الدراسات الأفريقية المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية* 


مواضيع متعلقة