تخريج أول دفعة ممرضات من برنامج التدريب الشامل على الولادة الطبيعية

08:57 م | الخميس 22 سبتمبر 2022

جاءت نتائج المسح الصحي السكاني لعام 2021 لتكشف ارتفاع معدلات الولادة القيصرية على مستوى محافظات الجمهورية، إذ وصل المعدل إلى مستويات مرتفعة مقارنةً بالأعوام القليلة الماضية.

هذه النتائج سبق لوزارة الصحة والسكان التحذير منها، وشروعها فى تنفيذ حزمة خطط وإجراءات للحد من معدلات الولادة القيصرية غير الضرورية، بما يتكامل مع جهود المجتمع المدنى فى هذا المجال.

وكشفت نتائج المسح الصحى للأسرة المصرية الذى أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، مؤخراً، أن نسبة الولادة القيصرية ارتفعت إلى 72% عام 2021 مقابل 52% عام 2014، فى الوقت الذى سجلت فيه محافظات الوجه البحرى أعلى نسبة فى معدل الولادات القيصرية ليصل إلى 84% مقابل 70.6% عام 2014.

رئيس «الرعاية»: المنظومة الصحية تحتاج إلى عودة مهنة «القابلة» إلى المجتمع لحماية الأم والجنين

وتعليقاً على هذا الارتفاع الكبير، قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إن الوزارة تعتزم إطلاق مبادرة شاملة سيكون من ضمن أهدافها «الحد من الولادة القيصرية»، وتعتمد بالأساس على تدريب الأطباء وأطقم التمريض، وتوعية السيدات بأهمية الولادة الطبيعية، والتوعية بمخاطر الولادة القيصرية غير الضرورية، وتأثيرها على صحة الأم والجنين.

ولفت في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إلى أن هناك توجيهات من الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، لتدريب الأطقم الطبية على تيسير الولادات الطبيعية للسيدات، وعدم التوسع فى إجراء «القيصرية» سوى للحالات الطبية التى تتطلب ذلك. ومن المقرر أن تنطلق مبادرة وزارة الصحة، وفق «عبدالغفار»، على مستوى محافظات الجمهورية الفترة المقبلة.

متحدث الوزارة: الممرضات هن الأساس فى «الألف يوم الذهبية»

وأضاف أن المبادرة تتضمن أيضا توفير خدمات الولادة الطبيعية بالمستشفيات الحكومية، مشيرا إلى أن الوزارة أعلنت تخريج الدفعة الأولى من الممرضات اللاتى خضعن للتدريب على الولادة الطبيعية، وهن ما يطلق عليهن بـ«القبالة»، فى محافظة شمال سيناء، ضمن برنامج التدريب الشامل المقرر إطلاقه خلال الفترة المقبلة فى المحافظات قريباً، ولفت إلى أن تدريب الممرضات استغرق 6 أشهر، واجتازت 22 ممرضة الدورة التدريبية.

وتابع الدكتور حسام عبدالغفار أن مبادرة «الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية» تعتمد على التدريب، ويجرى الإعداد لها حالياً فى محافظة الإسكندرية، بالتعاون مع الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية لطب الأطفال. والتدريب الذى تحصل عليه الطواقم الطبية ضمن المبادرة عبارة عن 5 برامج، منها تدريب أطباء حديثى الولادة والممرضات العاملين بوحدات الحضانات بمستشفيات وزارة الصحة، نظرياً وعملياً، على مهارات رعاية حديثى الولادة والحضانة، وكذلك تقديم المشورة الأسرية، لتعظيم الطفولة المبكرة وتنمية الأسرة فى المحاور المختلفة.

نستهدف الوصول إلى 15% «قيصرية» فقط وهو ما أقرته منظمة الصحة العالمية

واستعرض المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان أهمية الولادة الطبيعية، التى تعمل المبادرة على نشر الوعى بها، موضحاً أن الولادة القيصرية لا بد من الاعتماد فيها على الحالات التى أقرها الطب، نظراً للظروف الصحية التى تمر بها السيدة الحامل، وفى حال السير على هذا النهج، فإن حجم معدلات الولادة القيصرية لن يتخطى الـ15%، وفقاً لما أقرته منظمة الصحة العالمية.

ولفت إلى أن الولادة الطبيعية هي نوع الولادة المتعارف عليه من قديم الأزل، ونلجأ للأخرى في حالة الخطر فقط، وليس بالتوسع الذى نراه حالياً.

وتابع «عبدالغفار» قائلاً: إن مبادرة «الألف يوم الذهبية» تعتمد على التدريب والوعي، ونشر الثقافة الصحية السليمة، ودحض الشائعات والتخاريف التي انتشرت حول الولادة الطبيعية والتخويف من إجرائها، ما جعل معظم المقبلات على الزواج يعزفن عن قرار الولادة الطبيعية واللجوء لـ«القيصرية»، بحجة الأمان وعدم التعرض للألم.

وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة حالياً تعمل على توفير أجنحة مجهزة بالمستشفيات لإدارة عمليات الولادة الطبيعية، وإعداد ممرضات متدربات لهذا الغرض، إضافة إلى توفير أجهزة لتسجيل نبض الجنين أولاً بأول، وتقديم الرعاية الكافية له من أول يوم له فى الحياة.

وفى سياق متصل، قال الدكتور وائل عبدالرازق، رئيس قطاع الرعاية والتمريض بوزارة الصحة والسكان، إن الممرضات يلعبن دوراً كبيراً فى دعم الولادة الطبيعية، وخفض معدلات الولادة القيصرية غير الضرورية، لافتاً إلى أن تنفيذ المبادرات التى تعتمد على التدريب يُسهم فى إعادة نشر ثقافة الولادة الطبيعية بالمجتمع، ضمن مبادرة «الألف يوم الذهبية» بالتعاون مع «اليونيسيف».

وأكد رئيس قطاع الرعاية والتمريض بوزارة الصحة والسكان أهمية مهنة «القبالة» للمجتمع بشكل عام، لافتاً إلى أننا بحاجة لعودة هذه المهنة لمكانتها فى المجتمع، نظراً للدور الكبير الذى تؤديه فى الحد من معدلات الولادة القيصرية، التى ارتفعت خلال السنوات الماضية دون دراية بخطورتها الكبيرة على صحة الأم والجنين.