«11 سبتمبر» في المدارس الأمريكية.. حكاية «برة المنهج» و16 ولاية تتجاهل الحدث

كتب: عبدالرحمن قناوي

«11 سبتمبر» في المدارس الأمريكية.. حكاية «برة المنهج» و16 ولاية تتجاهل الحدث

«11 سبتمبر» في المدارس الأمريكية.. حكاية «برة المنهج» و16 ولاية تتجاهل الحدث

21 عامًا مرت على الحادث الذي هز الدنيا في لحظةٍ واحدة، أكثر من عقدين من الزمان عانى فيهما العالم أجمع، من تبعات التفجيرات التي طالت برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية، 21 عامًا على الواقعة التي باتت تعرف باسم «أحداث 11 سبتمبر»، وما زالت آثاره مستمرة، رغم أن من ولدوا في ذلك اليوم، أوشكوا على التخرج في الجامعة وإنهاء مسيرة تعليمهم، إلا أن تداعياته تلقي بظلالها على معلمي التاريخ الذين يدرسون تلك الأحداث لطلابهم، حتى الآن. 

تدريس هجمات 11 سبتمبر لتلاميذ الولايات المتحدة الأمريكية أصبح مشكلةً كبيرة، فأغلب مدرسي التاريخ يملكون مشكلات نفسية كبيرة في استرجاع الحادث، إذ أكدت شبكة «فوكس نيوز»، أن معظم المدرسين يفضلون استرجاع الأمر فقط في الذكرى السنوية كل عام، ويجر تدريس الأحداث غالبا بوصفها حدثا تذكاريا، يتجنب التعمق في الدور التاريخي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وذلك حسب استطلاع أجري على 1047 معلما ثانويا.

26 ولاية تشير إلى 11 سبتمبر و9 الهجمات تتناوله في سياق ظاهرة الإرهاب

سنواتٌ طويلةٌ مرت منذ ذلك الحادث، ولد خلالها نحو 54 مليون تلميذ أمريكي، يدرسون في 131 ألف مدرسة بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية، يدرس كل منهم مناهج مختلفة، وفقا للولاية التابع لها، وهو ما يؤدي إلى اختلاف ما يعرفه هؤلاء الطلاب عن الحدث التاريخي، ويشير تحليل لمواد التاريخ والدراسات الاجتماعية في المدارس الثانوية الحكومية في 50 ولاية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن إلى نتيجة مفادها أن 26 ولاية تشير إلى هجمات 11 سبتمبر، في حين ذكرت 9 ولايات الهجمات في سياق ظاهرة الإرهاب، أو الحرب على الإرهاب، وتجاهلت 16 ولاية أحداث 11 سبتمبر ولم تتطرق إليها.

الأزمة التي يواجهها معلمو التاريخ، يحاولون التحايل عليها باللجوء إلى أفلام وثائقية للتعريف بالحدث، أو ربطه بقضايا أخرى حديثة مثل الانسحاب من أفغانستان، فيما يرفض بعضهم تناول تلك الأمور والقضايا معقدة الفهم على التلاميذ الأقل من 18 عاما، فالأفلام والصور بها هجمات غير مناسبة لهؤلاء الطلاب وأعمارهم، ونظرا لغياب مناهج محددة لدراسة هذه الهجمات وتعريف التلاميذ بها، بادرت عدة منظمات غير ربحية بتوفير موارد مجانية عبر الإنترنت تساعد في ملء هذا الفراغ، لكن يبقى القرار النهائي في ما يتم تدريسه أو الإشارة إليه بيد مسؤولي التعليم في كل ولاية أمريكية.

بيرنز تذكر أحداث سبتمبر لطلابها كل عام 

كريستين بيرنز، معلمة تاريخ في ولاية إلينوي، قالت إنها تقدم أحداث 11 سبتمبر بشكل مختلف قليلاً كل عام، مع تخصيص المزيد من الوقت للمناقشة خلال سنوات الذكرى السنوية، إذ تقول لـ«فوكس نيوز» عن طريقة تدريسها للأمر في العام الماضي: «أخبرني جميع المعلمين بمكان وجودهم يوم 11 سبتمبر، وجعلت الأطفال يقابلون أشخاصًا، وعقدنا مقارنة وجهات النظر المختلفة حول مكان وجود كل منهم وما حدث في ذلك اليوم.. والجميع كانوا محبطين».

وأضافت أن الدروس الأكثر تأثيرًا، عندما يشارك طلابها تجارب أسرهم ويقارنونها، فأحد الطلاب لديها كان والده طيارًا ويتذكر أحداث الحادي عشر من سبتمبر بوضوح شديد لأنه اضطر إلى منع طائرته من الهبوط عندما وقع الهجوم، كما أنها تفضل شرح تداعيات الحادث، مثل أهمية الأمن في حياتهم وأن الطلاب يجب أن يمروا عبر بوابات الأمن ومدى أهمية الأمر.

أما دانيال باك، مدرس اللغة الإنجليزية، يرى أن المدارس لا تتعامل مع الأمر بشكل جيد، ولابد من تغيير النظرة وتعليم الأطفال عن الحادث لأنه حدث تاريخي ولم يعد حادثا حيا، لافتا إلى أنه رأى في إحدى المدارس بعض الطلاب يتسلقون الجدران كأنهم رجال إطفاء يشاركون في محاصرة حريق البرجين، فالطلاب أصبحوا مستعدين لذلك الأمر، أما بعض المعلمين، مثل لورين هيتريك، يعيدون نشرات الأخبار الأصلية في 11 سبتمبر 2001 لطلابهم، معتقدين أنها توثيق لليوم وتشجع الطلاب على الاستماع إلى قصص عائلات الضحايا وأول المستجيبين الذين سجلتهم ستوريكوربس، على أمل أن تجعل القصص الطلاب أكثر تفاعلاً.

الأمر لم يتوقف على تأثير تلك الأحداث على المعلمين، إذ تظهر مشكلات أخرى أمام تدريس الأحداث للأطفال، منها معارضة بعض أولياء الأمور من المتشددين الأمريكيين لمقولات المعلمين إن المتطرفين الإسلاميين الذين اختطفوا الطائرات لا يمثلون وجهات نظر جميع المسلمين ولا يعكسون تعاليم الدين الإسلامي، كما يواجه المدرسون كذلك وجود طلاب يؤمنون بنظريات المؤامرة، التي تنفي بعضها سردية وقوع الهجمات على النحو الذي جرى، أو تدّعي أن الهجمات وقعت لكن تم التخطيط لها وتنفيذها من الحكومة الأمريكية.


مواضيع متعلقة