مدبولي: «نوفي» يستهدف تحقيق التنمية عبر المناطق الرئيسية في مصر

كتب: محم مجدى

مدبولي: «نوفي» يستهدف تحقيق التنمية عبر المناطق الرئيسية في مصر

مدبولي: «نوفي» يستهدف تحقيق التنمية عبر المناطق الرئيسية في مصر

شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في اجتماع المائدة المستديرة التي عُقدت ضمن فعاليات النسخة الثانية من أعمال منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي، الذي تنظمه وزارة التعاون الدولي، بالتعاون مع عدد من شركاء التنمية الدوليين والمؤسسات الاقتصادية.

وتناولت المائدة المستديرة، ملف الترويج للمشروعات القابلة للاستثمار في مصر تمهيدا لطرحها في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسئولين والشخصيات الدولية وشركاء التنمية والمؤسسات المالية الدولية وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وأشار رئيس الوزراء في مستهل كلمته، إلى أن مصر وضعت استراتيجية وطنية شاملة لتغير المناخ تشمل أهدافا رئيسية حتى عام 2050، ومجموعة من المشروعات ذات الأولوية «26 مشروعا» حتى عام 2030.

وأضاف أن استراتيجية تغير المناخ تستهدف تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، إلى جانب بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة به، فضلاً عن تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، وتعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة.

وأوضح رئيس الوزراء، أن الاستراتيجية تغطي الركائز الثلاث الرئيسية للعمل المناخي، وهي: التخفيف والتكيف والمرونة، مع التركيز على الانتقال العادل للاقتصاد الأخضر، من خلال محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، من أجل معالجة تأثيرات تغير المناخ والعوامل المحركة له.

وعن محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة «برنامج نُوَفّي»، أشار إلى أن هذا البرنامج صُمم بناء على الارتباط بين أمن الطاقة والمياه والغذاء، إذ أنه يوجد ارتباط وثيق بين القطاعات الثلاثة عبر السياسات المشتركة، وكذا النظم البيئية التي تعتمد عليها الموارد الطبيعية والأنشطة البشرية.

ولفت إلى أن نُوَفّي، يستهدف تحقيق التنمية عبر المناطق الرئيسية في مصر: وادى النيل والدلتا وساحل البحر المتوسط والبحر الأحمر والصحراء الشرقية ومنطقة قناة السويس وسيناء والصحراء الغربية والواحات.

وأكد مدبولي، أنه يمكن تكرار برنامج نُوَفّي كما طورته مصر في مختلف أنحاء العالم على المدى المتوسط إلى الطويل مع التركيز على الدول الإفريقية النامية والأقل نموا، مضيفا أن الاستفادة من التمويل المناخي لهذه المشاريع تكون عاملا أساسيا لدعم وتسريع انتقال مصر والدول النامية الأخرى إلى نماذج التنمية منخفضة الكربون والمرنة والشاملة.

أهداف برنامج نوفي 

وتناول رئيس الوزراء، أهداف برنامج نُوَفّي، موضحا أنها تتضمن إطلاق المنصة الوطنية الاستثمارية للمشروعات الخضراء والعمل المناخي كبرنامج وطني يمثل نموذجا إقليميا فاعلا ومنهجا للتمويل الميسر للتعامل مع قضايا التكيف والتخفيف والصمود، إلى جانب وضع آلية دعم ومساعدات فنية لتأهيل المشروعات المستهدفة ورفع الكفاءة الفنية والجدوى الاقتصادية لتلك المشروعات، وإعداد خارطة لمساهمة شركاء التنمية في البرنامج، فضلا عن إتمام الإطار التعاقدي لاتفاقيات الشراكة مع شركاء التنمية الخاصة بالمشروعات المستهدفة.

وأوضح رئيس الوزراء، أن هذا البرنامج يُعد جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050، ويتضمن قائمة مشروعات الاستراتيجية ذات الأولوية، كما يعكس التحديثات الخاصة بالمساهمات المحددة وطنيا NDCs.

وأضاف مدبولي، أن نُوَفّي يُعد برنامجا طويل الأجل، ويعكس التزامات طويلة تمتد إلى عام 2050 ويتبع نمط التمويل التنموي الميسر الذي يتيح أدوات للتمويل المختلط.

رفع كفاءة وجدوى المشروعات لتكون جاذبة للتمويلات

ونوه رئيس الوزراء، بأن البرنامج يستند إلى الجهود التنموية للدولة والوزارات الوطنية في جميع القطاعات، وكذا التمويلات الإنمائية الميسرة المقدمة من شركاء التنمية من المنح والقروض، إلى جانب جذب القطاع الخاص من خلال استثماراته، والاستفادة من الخدمات الاستشارية والخبرات المتاحة من الجهات ذات الصلة لرفع كفاءة وجدوى المشروعات لتكون جاذبة للتمويلات.

وكشف رئيس الوزراء عن قائمة مشروعات برنامج نُوَفّي، موضحا أنه يشتمل على مشروعات في محاور ثلاثة؛ الأول قطاع الكهرباء والطاقة باستثمارات قدرها 10 مليارات دولار لتنفيذ مشروع استبدال محطات الطاقة الحرارية غير الفعالة بالطاقة المتجددة.

وفي قطاع الزراعة، هناك مشروعات باستثمارات تصل إلى 3.350 مليار دولار لتنفيذ مشروعات لتكيف إنتاج المحاصيل في وادي النيل والدلتا، وكذا التكيف في شمال الدلتا المتأثرة بارتفاع مستوى سطح البحر، إلى جانب تعزيز مرونة المناطق الأكثر احتياجًا، وتحديث نظم الري في الأراضي الزراعية القديمة، وإنشاء نظام إنذار مبكر.

وكذا مشروعات قطاع الموارد المائية، التي يبلغ حجم استثماراتها نحو 1.355 مليار دولار، وتتضمن مشروعات لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، وتوسيع نظم الري بالطاقة الشمسية، إلى جانب تحسين مرونة المناخ الزراعي بتحديث الممارسات الزراعية.

وفى ختام كلمته، استعرض رئيس الوزراء أمثلة لشركاء التنمية لبرنامج نوفي في المحاور المختلفة، إذ ضمت القائمة مجموعة من أهم مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية وبنوك الاستثمار العالمية.

ومن جانبهم، أشاد كبار المسئولين والشخصيات الدولية وشركاء التنمية الذين حضروا اجتماع المائدة المستديرة، وفي مقدمتهم جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص بالمناخ، ببرنامج ومنصة نوفي، إذ قال كيري، إن البرنامج يعتبر نموذجا في صياغة برامج التنمية التي تستهدف مواجهة تغير المناخ، معربا عن الدعم الكامل لمبادئ نوفي ولهذه المنصة المهمة، موجها التهنئة لمصر على تبنيها هذا البرنامج الطموح.

كما عدّد كيري الفوائد التي تجنيها مصر من هذا البرنامج على الصعيد التنموي، بالإضافة إلى ما تحققه من رصيد في مجال تخفيض انبعاثات الكربون.

وأعرب نائب رئيس المفوضية الأوروبية في كلمة مسجلة عن تقديره لبرنامج نوفي، وما يتضمنه من آفاق تنموية خلّاقة، مؤكدا استعداد الاتحاد الأوروبي لمساعدة مصر قدر الإمكان لتنفيذ هذا البرنامج.

في ذات السياق، أشادت أوديل رينو باسو، رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ببرنامج نوفي، مشيرة إلى أن مشروعات المبادرة يمكن أن تستفيد مما يقدمه البنك في إطار برامج التكيف مع التغيرات المناخية من حزم تمويل مقدارها مليار و300 مليون دولار.

كما أشاد ممثلو القطاع الخاص، وبنوك الاستثمار الدولية، ببرنامج نوفي ومستهدفاته، معربين عن تطلعهم للمساهمة في تنفيذ وتمويل مشروعات البرنامج.

 


مواضيع متعلقة