محطة المحسمة تعيد الحياة لسيناء.. من أفضل مشروعات معالجة مياه الصرف عالميا

كتب: عمرو الورواري

محطة المحسمة تعيد الحياة لسيناء.. من أفضل مشروعات معالجة مياه الصرف عالميا

محطة المحسمة تعيد الحياة لسيناء.. من أفضل مشروعات معالجة مياه الصرف عالميا

على مدار سنوات طويلة كانت سيناء تعاني من عدم وصول مياه الزراعة إلى قطاعات واسعة منها، وعدم زيادة الرقعة الزراعية في شرق قناة السويس، إلى أن جاء مشروع مصرف المحسمة أحد أبرز مشروعات معالجة مياه الصرف وتحويلها إلى مياه صالحة للزراعة، ليعيد إليها الروح والحياة مرة أخرى، وفق ما أكده مزارعون.

مشروع ضخم استمر تنفيذه عامًا كاملًا شارك فيه أكثر من 4 آلاف مهندس وفني وعامل، لنقل مياه الصرف بعد معالجتها إلى شرق القناة أسفل قناة السويس واستخدامها في الزراعة.

12 شركة مدنية شاركت في المشروع

وبحسب الموقع الرسمي لخريطة مشروعات مصر فإن مشروع مصرف المحسمة شارك فيه 12 شركة مدنية باعتباره ضمن المشروعات القومية التي وضعتها الدولة نصب أعينها لمواجهة الفقر المائي الذي تعاني منه البلد.

وأضاف البيان، أنه تم إنجاز المشروع خلال 12 شهرًا بتكلفة إضافية بلغت أكثر من 3.5 مليار جنيه، لمعالجة مياه الصرف، ونقلها إلى شرق قناة السويس لاستصلاح 50 ألف فدان زراعي.

ونجحت الشركات في حفر مليون و800 ألف متر مكعب من الرمال وتنفيذ قنطرتين لسريان المياه فيها أسفل قناة السويس، ورفعها باستخدام المحطات إلى شرق القناة بطاقة مليون متر مكعب لكل قنطرة.

مزارعون: القرى القريبة من المجرى الملاحي الأكثر استفادة

وقال سالم عمر، أحد المزارعين في قرية الأبطال شرق قناة السويس إن المشروع ساهم في إعادة الروح إلى سيناء مرة أخرى وخاصة القرى القريبة من المجرى الملاحي لقناة السويس باعتبارها القرى الأكثر استفادة.

وأضاف «عمر» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «المياه كانت بتوصل يوم أو اثنين في الأسبوع ولا تكفي نهائياً الزراعة والمناطق الموجودة شرق القناة، وبالتالي هجر العديد من المزارعين الأرض وبعضهم اعتمد على الري بالآبار».

وأشار إلى أن وجود المياه وعبورها إلى المزارع مرة أخرى كان سببًا في عودة الخضرة والروح إلى القرى وعودة بعض المزارعين للزراعة من جديد وخاصة مزارع المانجو.

في السياق، قال محمد جمال، مزارع، ومقيم بالقنطرة شرق إن مشروع مصرف المحسمة أفاد السكان من جهتين، الأولى بالتخلص من مياه الصرف الزراعي التي كانت تشكل أزمة وعبئًا وتسبب تلوثًا في بحيرة التمساح، والثانية بتحويل المياه لتكون صالحة للزراعة والاستفادة بها في سيناء.

وتابع: «مزارع المانجو هذا العام تعتبر أكثر الأراضي التي استفادت من عودة المياه ووفرتها شرق القناة، وأثر ذلك بشكل كبير على المحصول رغم التأثيرات المناخية على الأشجار هذا العام».

إشادات محلية وأجنبية بالمشروع

وأشادت مجلة (ENR) المهتمة بمشروعات البنية التحتية بالمشروع باعتباره ضمن أفضل المشروعات عالميًا في مشروعات البنية التحتية.

وشيدت المحطة على مساحة 42 ألف فدان مكونة من 3 مبان رئيسية متجاورة، ضم وحدات المعالجة الرئيسية، ومبنيين خارجيين، ومبنى آخر مركزي لعمليات التطهير والترشيح.

وبحسب التقرير المنشور لمجلة (ENR) فإن المشروع تم الاستعانة فيه بأحدث التقنيات لمعالجة الصرف الزراعي، لإنتاج مياه مناسبة للري واستصلاح الأراضي، وفقًا لأعلى معايير الجودة والمواصفات التي وضعتها الحكومة المصرية.


مواضيع متعلقة