سماح الحريري: الفن السبيل الوحيد للتوعية بأزمة زواج القاصرات

سماح الحريري: الفن السبيل الوحيد للتوعية بأزمة زواج القاصرات
- زواج القاصرات
- مسلسل القاصرات
- سماح الحريري
- الكاتبة سماح الحريري
- القاصرات
- زواج القاصرات
- مسلسل القاصرات
- سماح الحريري
- الكاتبة سماح الحريري
- القاصرات
يلعب الفن وتحديدًا الدراما دورا مهما في التوعية بالقضايا المجتمعية لمواجهة تأثيرتها السلبية، بسبب دورها الكبير في تشكيل وعي المتلقي وفتح آفاق أكثر إيجابية بصورة غير مباشر، بعيدا عن الطرق التقليدية المباشرة، وذلك من خلال ربط الدراما بالقضايا الوقعية والهموم المجتمعية التى يعيشها الأفراد، ومن أبرز القضايا التي سلطت الدراما الضوء عليها زواج القاصرات، فتم تناول تلك القضائية أكثر مرة داخل خط موازي للأحداث في عدد من المسلسلات والأفلام، ولكن اختارت الكاتبة سماح الحريري التركيز على تلك القضية لتكون موضوع مسلسل كامل بعنوان «القاصرات» لتناول القضية من جميع جوانبها.
كشفت الكاتبة سماح الحريري أن سبب تقديم مسلسل «القاصرات» كان لمواجهة قانون ترغب جماعة الإخوان تمريره في مجلس النواب آنذاك، يسمح بزواج الفتيات في سن تسع سنوات، ولذلك قررت التصدي لتلك الأزمة من خلال المسلسل، الذي خلق حالة واسعة من الجدل صاحبها حوار على المستوى المجتمعي، على حد تعبيرها.
وشددت الحريري في حديثها لـ «الوطن» على دور الفن كواحد من أذرع القوى الناعمة في توجيه المجتمع ومواجهة أزماته، «ليس أمامنا سوى الفن والدراما لمواجهة تلك الظاهرة، لأن يتم التحايل على كل التشريعات القانونية، سواء من خلال تزوير شهادات التسنين أو تزويج الفتاة عرفيا حتى تبلغ السن القانوني ويتم تحويله قانونيا، لابد من وجود توعية ليس يشكلها المباشر فقط ولكن من خلال الدراما التي تتخلل الحياة حتى يعيش الجمهور تفصيلها ويصدقها».
وأكدت مؤلفة مسلسل «القاصرات» أن تقديم عمل واحد ليس كافيا لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة، «بعد زوال تأثير المسلسل تكررت الحالات مرة أخرى، ولكن يجب أن يتم تناول الموضوع حتى لو لم يكن بشكل كامل يكون على الأقل من خلال خطوط داخل مسلسلات لتكون بمثابة جرس إنذار للمشاهد، عمل فني واحد ليس كافيا لابد أن يغطى داخل الدراما لنذكر الجمهور طوال الوقت بسلبيات تلك القضية».
وعن الحالات التي تطرق لها المسلسل، أوضحت الكاتبة أنها جمعتها جلسات من حالات لحقيقة حتى تستطيع الكتابة عن القضية بصورة حقيقة تعكس الواقع، «شاهدت حالات فعلية عديدة عانت بشدة وتطرقت معهم في الحديث عن كثير من تفاصيل الحياة اليومية، جلست مع حالات لزواج القاصرات قبل البدء في كتابة المسلسل، كانت هناك فتاة من الفيوم تساعدني في أعمال المنزل، حكت لي أنها تزوجت في سن صغير وتعرضت لقهر لدفعها للقفز من سطح المنزل والهرب، وكان هناك أكثر من فتاة من عائلتها ومعارفها تم تزويجهن من رجال أغنياء وكبار في السن مقابل الأموال».
سماح الحريري: مسلسل «القاصرات» خلق حوارا مجتمعيا إيجابيا.. والمشاهدون شعروا بالفزع
وكشفت الحريري، أن المسلسل خلق حالة من الجدل ما بين مؤيد ومعارض، والتي وصفتها بـ «الإيجابية»، قائلة: «الحوار المجتمعي وقتها كان ما بين مؤيد ومعارض، فهناك ناس شعرت بالفزع من المشهد الحلقة الأولى عندما تعرضت الطفلة للنزيف عرضها للموت بسبب زواحها ، وهناك من تفاعلوا مع المسلسل بشكل كبير خاصة داخل قرى الريف لأنهم لمسوا تلك المشاهد بشكل واقعي في حياتهم، وعلى الجانب الأخر تعرضنا أيضا لانتقادات، وتباينت الأراء بشكل كبير ولكني كنت سعيدة بحالة الجدل التي آثارها المسلسل وهو ما يعكس تناول الموضوع بشكل صحيح وعميق لدرجة التأثير في الرأي العام، والجرأة في التناول بالرغم من حساسية الموضوع لم يكن هناك مشهد خارج أو خادش».
وأضافت: «ردود الفعل الأكبر كانت مؤيدة ومحترمة الجرأة قي طرح القضية واختيار التوقيت لكتابتها، وكنا صادقين في توصيل الحالة النفسية والجسدية للطفلات المقهورات، حتى مشهد الختام أثار ضجة كبيرة وكان مؤثر للغاية، كان معي مخرج كبير بقدر مجدي أبو عميرة استطاع التعبير عن الموضوع بحاسية شديدة وكان حريص على العمل، والفنان صلاح السعدني قدم نموذجا للرجل الهرم النهم، وهو ما جعل العمل يتخلل المنازل وتتأثر به الأسر».
سماح الحريري: نحتاج تشريعات صارمة لمواجهة زواج القاصرات
وأكدت على ضرورة وجود تشريعات ومتابعة أكثر صرامة للسيطرة على تلك الظاهرة، خاصة أن يتم التحايل على التشريعات الموضوعة، قائلة: «التشريعات بيتم التحايل عليها، لذلك يجب السيطرة على الفساد في القرى والرشاوى التي يحصل عليها الأشخاص العاملين في الجهات المسئولة عن التسنين من خلال تفتيش قضائي دائم على الزيجات بشكل دقيق، وعدم الاعتماد على ورقة التسنين وأن يكون طبيب هو المسئول عن متابعة الأمر».