حلمي النمنم: علاقتي مع نجيب محفوظ كانت أقرب إلى «الأبوة والبنوة»

كتب: إلهام زيدان

حلمي النمنم: علاقتي مع نجيب محفوظ كانت أقرب إلى «الأبوة والبنوة»

حلمي النمنم: علاقتي مع نجيب محفوظ كانت أقرب إلى «الأبوة والبنوة»

قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، إن شخصية الأديب الكبير نجيب محفوظ، الذي يوافق اليوم ذكرى رحيله الـ16، تميزت بالبساطة والتواضع، كما كان يتميز أيضا في علاقاته مع الناس بذكاء اجتماعي شديد، مع جميع الأطياف، مشيرا إلى كواليس تطور علاقته بأديب نوبل، التي وصفها «النمنم» بالأقرب إلى علاقة «الأبوة» والبنوة.

النمنم: نجيب محفوظ كان شديد التواضع والبساطة

تحدث «النمنم»، عن بدايات هذه العلاقة قائلا: إنها «بدأت منذ أن كنت طالب جامعيا، في بداية الثمانينيات كنت أحرص، وعدد من زملائي في الجامعة، على حضور ندوة نجيب محفوظ في كازينو النيل السياحي، وكنا نستمتع بهذا اللقاء لعدة أسباب، كان هناك حرية في اللقاء لعدد من الناس يتحدثون إلى الأستاذ نجيب، فكان يستمع بإنصات واهتمام إلينا جميع، حتى إنه يسمع ملاحظاتنا، وكان من بينها ملاحظات ساذجة على بعض الأعمال».

وأضاف «النمنم» في تصريحات لـ«الوطن»، لفت انتباهنا في ذلك الوقت، حجم التواضع الرهيب الذي عليه هذا الرجل، خاصة أنه سبق واستضفنا عددا من الشخصيات الأدبية في جامعة عين شمس، وكان يظهر عليهم نوعا من الاستعلاء، بخلاف ما وجدنا عليه «محفوظ»، الذي رأينا فيه شخصية مختلفة تماما، عن من قابلناهم قبله.

وأشار «النمنم»، إلى تطور العلاقة مع أديب نوبل، إذ تطورت هذه العلاقة بعد تخرجه وعمله في الصحافة، بحكم المهنة، وزادت المقابلات بعد حصوله على جائزة نوبل 1988.

وأكمل: توثقت صلتنا في بداية التسعينيات، بعدما نشرت تصريح يوسف البدري، «أحد أعضاء تيار الإسلام السياسي، وكان عضو بمجلس الشعب آنذاك»، الذي قال فيه، إنه بصدد رفع دعوة تفريق بين نجيب محفوظ عن زوجته، وكان ذلك بعد أن نجح هذا التيار في رفع دعوى تفريق الدكتور نصر حامد أبوزيد عن زوجته كنموذج، مشيرا إلى أن البدري كان لديه قائمة بـ67 قضية من هذا النوع على الكُتاب، وتصدر القائمة نجيب محفوظ، ثم أحمد عبدالمعطي حجازي.

وقال النمنم، إن هذا التصريح تصدر غلاف صحيفة «المصور» آنذاك، ونقلته الوكالة الفرنسية، وكذلك الواشنطن بوست، وغيرهما من الصحف الأجنبية، بعدها اتصلت بالأستاذ نجيب ليرد على هذا التصريح، لكن لم يكن قلقا من هذه الدعاوى.

وزير الثقافة الأسبق: أجريت حوارا مع نجيب محفوظ قبل يوم واحد من محاولة اغتياله

وأوضح «النمنم»، وبعدها كنت أقابله بين حين وآخر في فندق شبرد، وقبل محاولة الاغتيال في 1994 بـ24 ساعة، أجريت معه حوارا صحفيا، وكان اتفاقي معه على حوار لمدة نصف ساعة على الأكثر، إلا أننا يومها جلسنا ساعتين، وتصادف تأخُر سيارة الأهرام التي كان ينتظرها، فأكملنا الجلسة بعدما أغلقت التسجيل، وتحدثنا حديثا ودودا شاملا، في الأدب والثقافة وغيرها.

واختتم وزير الثقافة السابق، «استمرت العلاقة مع الأستاذ بعد محاولة اغتياله في 1994، وكان في السنوات الأخيرة قبل رحيله قليل الكلام جدا، لكن عندما يتكلم، فكان يتفوه بالحكمة كما ينبغي، واستمرت الصلة الطيبة إلى آخر حياة الأستاذ، مشيرا إلى أن هذه العلاقة اتسمت بالودّ، قائلا: إنها كانت أقرب إلى علاقة «الأبوة» والبنوة.


مواضيع متعلقة