«أرساني» بطل من ذوي الهمم تحدى الإعاقة الجسدية والدماغية بممارسة الرياضة

كتب: كيرلس مجدى

«أرساني» بطل من ذوي الهمم تحدى الإعاقة الجسدية والدماغية بممارسة الرياضة

«أرساني» بطل من ذوي الهمم تحدى الإعاقة الجسدية والدماغية بممارسة الرياضة

«من رحم المعاناة يولد الأمل» مقولة جسدها أرساني روبيل مسعود، 35 سنة، ابن مدينة الإسكندرية الذي يعاني من إعاقة جسدية ودماغية، أثرت على حياته لسنوات، إلا أنه قطع رباطات القيد عنه بعزيمة داخلية، بالإضافة إلى دور شقيقه في تشجيعه المستمر، الأمر الذي جعل منه بطلًا رياضيًا وعازفًا للموسيقى.

الحماية الاجتماعية من الدولة ساعدته على مواجهة التحدي 

الشاب السكندري الذي أنهى دراسته حتى الصف الثالث الإعدادي بسبب الإعاقة الدماغية التي لم تسعفه على إكمال دراسته بعد ذلك، حصل على معاش والده عبر تقديم أوراقه الرسمية لجهات الدولة مرفقة بأوراق إعاقته وكونه لا يعمل، وهو ما تبعه توفير «المعاش» الذي فرق في حياته حيث أصبح له دخل يعيش منه.

«بقى ليا فلوس بتساعدني إني أجيب احتياجاتي وأكون مسؤول عن نفسي زي أي شخص طبيعي بيشتغل» هكذا تحدث «أرساني» عن قيمة الجانب المادي التي وفرته لها الدولة.

مكاسب من المناصرة الذاتية 

وأضاف أرساني لـ«الوطن»، أن الدولة ساعدته لتفريغ طاقته برفقة ذوي الهمم الآخرين من خلال مبادرة وزارة التضامن الاجتماعي لتحفيز المشاركة المجتمعية والانخراط المدني، وهو ما أهله أنه أصبح أحد المتحدثين في تلك المبادرة، حيث يتحدث عن تطوره رياضيًا وفنيًا أمام رفقاءه من ذوي الهمم لتشجيعهم، لذا فأصبح له دور في المجتمع بعدما كان يشعر أنه مهمش لسنوات طويلة.

الشاب السكندري عشق الرياضة كتحدٍ لما عانى منه بسبب إعاقته الحركية، وذلك بعدما قدم شقيقه «جون» له عدد من مقاطع الفيديو لأبطال رياضيين من ذوي الهمم استطاعوا تجاوز الإعاقة بالرياضة، وهو ما نتج عنه صنع «فورمة» رياضية مميزة أثارت إعجاب الجميع.

لم يقف الأمر عند ذلك فحسب بل إن شقيقه علمه طرق الدفاع عن النفس بأسلوب «وينج تشون» وهو أسلوب صيني يعتمد في الدفاع عن النفس باليد فقط، نظرًا لإعاقته الجسدية في قدمه، وهو الأمر الذي أتقن جزء كبير منه وأصبح يتحدث عنه فيما يعرف بـ«المناصرة الذاتية»، معقبًا: «بقيت بشجع أصحابي على الرياضة وممارستها، وإزاي هتغير حياتهم».

إبداع رياضي وفني

إبداع أرساني لم يقف عند حد الرياضة فحسب، بل أصبح عازف إيقاع بعدما علمه شقيقه طرق العزف وكيفية تقديم إيقاع مميز، مستخدمًا حركات يديه بإتقان شديد على عدد من الآلات الموسيقية: «طبلة، تريانتو، الدف، التار».

شقيقه عامل أساسي في نجاحه 

من جهته أكد جون، شقيق أرساني في تصريحات لـ«الوطن»، أن شقيقه كانت لديه إرادة لتعلم ذلك بجانب ما وفرته له الدولة من حماية اجتماعية ساهمت في تكوين شخصية مميزة، لافتًا إلى أن الجميع في الإسكندرية يعرفون أرساني لممارسته الرياضة وعشقه لـ«بروس لي» ممثل الفنون القتالية الصيني الشهير.

ووجه شقيقه رسالة لذوي الهمم، بأن الإعاقة يجب أن تعطيهم دافعًا لما يبتغونه، فطعم النجاح بالنسبة لهم أحلى من أي شخص آخر لأنهم يتحدون أنفسهم قبل أي شيء آخر.

وأشار إلى أن البيئة المحيطة بشخص من ذوي الهمم هي الأساس في تطويره لذا يجب أن يكون المناخ مشجعًا له من أجل الوصول لحلمه، لافتًا إلى أن الدولة المصرية في الوقت الراهن اهتمت بذوي الهمم عن أي وقت مضى، والأمر الذي تبعه تغيير رؤية المواطنين لتلك الفئة التي عاشت سنوات مهمشة.


مواضيع متعلقة