«طيبة» حدوتة السيدة عائشة: الشهرة بلطجى.. والحقيقة «أغلب من الغلب»

«طيبة» حدوتة السيدة عائشة: الشهرة بلطجى.. والحقيقة «أغلب من الغلب»
«ده بلطجى مالهوش قلب، وحكم على الفرسة بتاعته تموت من الجوع والعطش» سمعة غير طيبة بالمرة حظى بها «طيبة» بين أهالى منطقته فى السيدة عائشة، يتخيل معها السامع أنه بصدد مقابلة رجل من عتاة المجرمين، ذوى البنية المفتولة والصوت الأجش، لتأتى الحقيقة بخلاف ذلك تماماً. «طياب على محمود» أو طيبة، رجل خمسينى، لديه مشكلة واضحة فى قدميه، يتهيأ كل ليلة للنوم فوق عربته الكارو القديمة، ويفترش لحافاً قديماً مهترئاً كمقام له، هكذا الحال مع «طيبة» الرجل الذى اشتهر بين أهالى السيدة عائشة بالقسوة لأنه حكم على حصانه بالموت جوعاً، لا ينكر الرجل القصة أبداً، يعترف بصراحة: «أيوه، بعته للموت، عشان عض ابنى ورفعه من قفاه لفوق وكان حيقطم رقبته ونزلت فيه ضرب عشان يفلته من بقه.. أنا بكره الحصان ده مش قادر أتحمله». كلمات بصوت مهزوز ويائس للرجل الذى يقضى حاجته وأسرته فى «جردل» على مرأى ومسمع من الجميع، ما إن يسمع بالشهرة الكاذبة التى يتمتع بها حتى تدمع عيناه: «بلطجى؟.. هو أنا عارف أمشى عشان أبقى بلطجى؟ اتعرضت لحادثة، كف رجلى اتقطع، من 5 سنين، من ساعتها وأنا بعرج ماشى بالعافية، وكملت بالبيت اللى وقع، لا شغل ولا سكن، كلها مساعدات من ولاد الحلال».
أمطار قليلة شهدها بداية الموسم الشتوى أصابت الرجل المقيم فى الشارع بـ«التهاب رئوى»، يحاول أهل الخير مساعدته فيرجوهم: «بلاش أنا، الحقوا منى» يظنها البعض ابنته، لكنهم يكتشفون سريعا أن منى «فرسة» حامل قاربت على الولادة: «مش قادر أوفر لها الأكل، خدوها ينوبكم ثواب هتموت من الجوع عندى».