كيف نتعامل مع فواجع الأقدار؟.. أزهري: السر في الإيمان الصادق

كيف نتعامل مع فواجع الأقدار؟.. أزهري: السر في الإيمان الصادق
تعد الأقدار من أكثر الأمور المؤرقة للبشر، في كثير من الأحيان ينتابهم القلق وغيره مما يحمله لهم من أمور، لاسيما تلك التي تمثل بلاء ومصيبة، فالكثير من العباد يتعرض في حياته للعديد من الأمور القاسية، وتكون حالة الحزن في هذه الأوقات كبيرة، والرضا بقضاء الله يصبح صعب في بعض الأحيان.
التعامل مع الابتلاء
وأوضح الدكتور محمود حربي، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن التعامل مع فواجع القدر يكمن في الإيمان الصادق بالله عز وجل، فالإيمان هو الدافع الأساسي للإنسان حتى يرضى بكل ما يحمله له القدر، مؤكدا: «الإيمان الصادق بالله سبحانه وتعالى هو دافع للإنسان للرضى بقضاء الله وقدره، حيث يؤمن الإنسان أن كل شيء في الوجود يقع بقدر الله تعالى فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن».
فوائد الابتلاءات
وشدد «حربي» على أن الأقدار لا تحمل لأصحابها إلا كل ما فيه الخير لهم، حتى لو كان الظاهر غير ذلك، مشيرا إلى أن الله عز وجل له حكمة في كل شيء، فضلا عن أن أغلب ما ورد في القرآن الكريم يؤكد ذلك، متابعا: «ليعلم الإنسان أن قضاء الله فيه الخير، وإن كان ظاهره خلاف ذلك، ونصوص القرآن تدل على ذلك، حيث قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم)، وقوله تعالى: (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا»، وغيرها من الآيات التي تؤكد أن كل ما يصيب الإنسان خير له».
وأوضح أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن البلاء فيه تكفير للذنوب، أو يرفع المسلم درجة عند الله عز وجل: «يقين المسلم أن أي ضائقة تقع به إنما هي لتكفير ذنب أو لرفع درجة دافع قوي يجعله يصبر على قضاء الله سبحانه وتعالى، قال بعض الصالحين: السلب عين العطاء فربما أعطاك فمنك وربما منعك فأعطاك»، مشيرا قول النبي صلى الله عليه وسلم: « ما يصيب المسلم من نَصَب، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه».