هل يقع يمين الطلاق وقت الغضب؟.. عضو بـ«الشئون الإسلامية» يجيب

هل يقع يمين الطلاق وقت الغضب؟.. عضو بـ«الشئون الإسلامية» يجيب
- الطلاق
- حكم الطلاق
- المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية
- عبد الغني هندي
- الطلاق
- حكم الطلاق
- المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية
- عبد الغني هندي
تنشب حدة الخلافات الزوجية في كل وقت ودون سابق إنذار، وتصل في بعض الحالات إلى الطلاق، إذ يزداد الزوج غضبًا وقهرًا، فيتلفظ بالطلاق دون أي رغبة منه أو نية لذلك، الأمر الذي يجعل الأفراد في حيرة، ويتساءلون هل وقع الطلاق أم ماذا؟، وما الذي يفعله الزوجان في هذه الحالة؟
الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أوضح في تصريحات خاصة لـ«الوطن» رأي الشرع عند وقوع الطلاق في ساعة خلاف، قائلا إن ذلك يحدث في الكثير من الأحوال، إذ يحلف الرجل بالطلاق باعتباره يمينًا، ولكنه لا يقصد به الطلاق نفسه أو لا تكون لديه نية لذلك، لكن الطلاق في هذه الحالة جرى على المقصد، أي على ما حدث مع الزوجين أثناء وقوع الخلاف، وهذا يختلف من كل حالة وأخرى.
رأي الشرع عند وقوع الطلاق
وأضاف أنه يجب على الزوجين الذهاب إلى جهة مختصة مثل دار الإفتاء ويقص كل منهما ما حدث، ويوضح المطلق الحالة التي كان عليها وقت الخلاف ويشرح الملابسات التي حدثت والألفاظ التي أقسم بها وقت الخلاف ويقسم ثلاث مرات على ذلك، عملًا بحديث الرسول الكريم «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، ويحدث كل ذلك أمام لجنة مختصة لتخرج بعدها بالحكم الصحيح لهذه الحالة.
تعميم أحكام الطلاق على كل الحالات غير مقبول
وأشار عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أنه يجب ألا تعمم الأحكام على الطلاق، لأن كل حالة لها الملابسات الخاصة بها والحالات تؤخذ فردية، وإذا ثبت على المطلق حالة الغضب الشديد يكون الطلاق غير واقع، لأن الإنسان وهو في حالة الغضب الشديد يكون في حالة عدم وعي.
أما عن رأي دار الإفتاء في حالة الطلاق عند الغضب الشديد، قالت إن الشرع أعطى للحياة الزوجية عناية خاصة، إذ جعل كلا من الزوجين لباسا للآخر، لقوله تعالى ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾(البقرة 187)، وحفظ الحياة بين الزوجين بالمودة والرحمة، لذلك حذر الشرع أن الإقدام على فعل الطلاق أو إنهاء الحياة الزوجية إلا عند تعذر استمرار الحياة بينهما،إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَبْغَضُ الْحَلَالِ إلى اللهِ الطَّلَاق»، لذلك يشترط في المطلق أن يكون عاقلًا في وقت الطلاق.
وأضافت «الإفتاء» أن من شروط الحالة التي يكون عليها المطلق ألا يكون مجنونًا ولا معتوهًا ولا مكرهًا ولا نائمًا ولا غاضبًا غضبًا شديدًا، وذلك عملًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم « إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْه»، وقوله « لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ».
وقالت دار الإفتاء إنه نسبة لما ورد عن الرسول الكريم فإذا وقع الطلاق في حالة شديدة من الغضب، بحيث لم يستطع المطلق منع نفسه من لفظ كلمة الطلاق، فعلى ذلك لا يكون الطلاق واقعًا، وتستمر الحياة الزوجية بين الزوجين كما كانت.