رحلة الحج على جدران المنازل بالأقصر.. مظاهر احتفالية فلكلورية تقاوم الزمن

كتب: أبو الحسن عبد الستار

رحلة الحج على جدران المنازل بالأقصر.. مظاهر احتفالية فلكلورية تقاوم الزمن

رحلة الحج على جدران المنازل بالأقصر.. مظاهر احتفالية فلكلورية تقاوم الزمن

تمثل رحلة السفر للأراضي الحجازية لكثير من الحجاج بالأقصر، مصدر سعادة وفخر، ويتجلى ذلك في رسم وتزيين جدران منازل الحجاج برسومات الحج، التي تتمثل في الجمل والطائرة والسفينة وتهاني المحبين وآيات قرآنية، وموعد الحج الذي يمثل توثيقا لتاريخ الرحلة، ويبقى ما دام البيت باقيا.

رسم وتزيين الجدران حسب طريقة السفر للحج

وفي الماضي، كان الحجاج يحرصون على رسم وتزيين جدرانهم برحلة الحج حسب طريقة السفر، فإذا سافر بالطائرة يتم رسم طائرة وإذا كانت سفينة يتم رسمها، وهكذا، لكن في العصر الحديث قلت تلك المظاهر الاحتفالية برحلة الحج لتتلخص في كتابة اسم الحاج وتاريخ الرحلة فقط، دون رسم طريقة السفر.

ومن بين رسامي رحلات الحج على جدران المنازل بالأقصر، والذي ما زال يمارس مهنته بعدما تركها معظم الرسامين، وحده ظل أحمد الطيب على حاله.

الفلكلور والبيئة الشعبية استهوته منذ الصغر

يقول «الطيب»، إنه بدأ العمل في رسم جدران منازل الحجاج في ثمانينيات القرن الماضي، بعد حصوله على دبلوم الزخرفة ليتجه بعدها في رسم رحلة الحج على الجدران في منطقة القرنة التراثية غرب الأقصر، والتي كان شغوفا بها فالفلكلور الشعبي والبيئة الشعبية استهوته منذ الصغر عندما كان يرى تلك الجدران المزركشة والتي كان يحلم بأن يرسم مثلها في يوم من الأيام، وكان وقتها هناك حرصا كبيرا من الحجاج على تزيين جدران منازلهم برسومات الحج، سواء على جدران المنازل الطينية أو الجدران الأسمنتية.

الرسومات تمثل مفاجأة للحاج عند عودته

ويضيف، أن رسم رحلة الحج تتضمن مفردات مصورة مختلفة فهناك الطائرة والسفينة والأتوبيس حسب طريقة السفر، والجمل وهو وسيلة السفر قديما يتم رسمه في كل الأحوال تبركا به، وهناك السيدات اللاتي يمسكن بالمشروبات مثل الشربات والشاي، ورقص الخيل والتحطيب وبعض الناس الذين يطرقون على الدفوف ومعانقة الناس للحاج، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الخاصة بالحج، والكعبة والحاج بملابس الإحرام عقب عودته من السفر، مؤكدا أنها تمثل مفاجأة للحاج عند عودته حيث يفرح كثيرا عندما يرى جدران منزله مزينا بتلك الرسومات الاحتفالية.

نظرة فنية مختلفة حديثة لا تستهوي الناس

ويوضح «الطيب» أن العصر الحالي قلت فيه تلك المظاهر الاحتفالية، مع قلة أعداد الحجاج بسبب ارتفاع أسعار وتكاليف الحج، لكن ما زال البعض يحرص على تلك العادة القديمة، لكن عدد من كانوا يتقنون هذا النوع من الفن في اندثار، لدرجة أنه لم يتبقى سواه فقط من يتقن هذا النوع الفلكلوري من الفن، في المقابل يوجد جيل حديث يقوم برسم الجدران لكن بنظرة فنية مختلفة من حيث الألوان والرسومات، وليست كما في السابق ولا تستهوي الناس مثل الفلكلور القديم.


مواضيع متعلقة