علا الشافعي تكتب: ماذا نريد من «منتدى المتحدة للإبداع»؟

علا الشافعي تكتب: ماذا نريد من «منتدى المتحدة للإبداع»؟
- المتحدة للخدمات الإعلامية
- منتدى المتحدة للإبداع
- علا الشافعي
- اكتشاف المواهب
- المتحدة للخدمات الإعلامية
- منتدى المتحدة للإبداع
- علا الشافعي
- اكتشاف المواهب
تساؤلات كثيرة تُطرح في الآونة الأخيرة، حول حال الإبداع في مصر، والمشهد الثقافي والفني بشكل عام، لدرجة أننا أصبحنا نردد جملاً وتساؤلات أرشيفية من نوعية «هل حقاً نعاني من فقر في المواهب.. هل كل محافظات مصر تم تجريفها وأصبحت بخيلة في منحنا المزيد من المواهب الأصيلة.. لماذا يبدو المشهد فارغاً؟.. مسارح بعضها مظلم، شاشات عرض- حتى عندما تحاول أن تقدم منجزاً حقيقياً أو عملاً يكشف عن مواهب مصرية أصيلة- تجد آلاف من أسهم النقد».
كل تلك التساؤلات وأكثر منها تطرح في الآونة الأخيرة، ولكن هل هذا هو الواقع فعلياً؟
الإجابة: «بالقطع لا»، فمصر على مدار تاريخها كانت حبلى بالمواهب، ولم تتوقف يوماً عن تقديم الكتاب والشعراء والأدباء والباحثين والممثلين والمطربين والمواهب في شتى المجالات، ولكنهم للأسف لا يجدون مظلة حقيقية ولا قنوات أو شركات تعمل على اكتشافهم وإعادة صقلهم وتقديمهم ليتصدروا المشهد.
علينا أن نعترف بأننا مقصرون في حق المواهب الحقيقية. علينا أن نعترف بأننا صنعنا مسافات شاسعة، وتركنا «السوشيال ميديا» بنجومها الزائفين لتصدر المشهد، وهو ما جعل كل صاحب موهبة حقيقية وأصيلة يتوارى وينزوي، بل قد يصل إلى المرحلة التي يشك في موهبته، ويسأل نفسه: "هل أنا على صواب.. هل أواصل هذا المشوار أم أتوقف وأبحث عن شيء آخر؟».
صارت المواهب في جزر منعزلة، والوزارات المعنية بذلك في جزر أخرى.. كل يعمل دون تنسيق أو رؤية محددة.
يأخذنا كل ما سبق إلى «منتدى المتحدة للإبداع» الذي تم الإعلان عن عقده في نهاية العام الجاري لنطرح حوله العديد من التساؤلات، ونساعد القائمين عليه ليخرج في أفضل صورة وبنتائج حقيقية وفعلية، لأنه فرصة ذهبية على الجميع اقتناصها سواء القائمين على العملية الإبداعية، أو الموهوبين الباحثين عن فرص حقيقية، فالملفات كثيرة وتستحق أن نتوقف عندها بوعي وفهم، خصوصا وأن بعضها شديد التشابك، وهناك الكثير من الملفات العالقة بعضها يتعلق بصناعة السينما المصرية التي تراجعت كثيراً، ومسرح الدولة الذي يحتاج دعماً أكبر، وكذلك المسرح الخاص، ولذا يجب أن تكون الأرض ممهدة لتستوعب تلك المواهب التي من المفترض أن يتم اكتشافها في مجالات متنوعة، لأنه ما معنى أن تكتشف الكثير من المواهب دون وجود قنوات ترعاهم، وبرامج تلقي الضوء عليها، بشرط أن تكون برامج مصنوعة بحرفية وإبهار يناسب هذا العصر..
يجب أن تكون هناك ساعات تخصص لبث إنتاج هذه المواهب سواء في السينما أو المسرح أو الغناء، وبرامج تناقش الكتب والروايات الواعدة، وأدباء كبار يناقشون هذه الأعمال و«سوشيال ميديا» تروج لهذه المواهب.
بنظرة سريعة على القنوات المصرية سنكتشف أنها فارغة والبرامج متشابهة.. نمط واحد لنفس النوع يتم تكراره بوجوه مختلفة، وهو ما يجعلنا نتساءل عن دور الإعلام الذي كان يطلق العديد من البرامج لاكتشاف الموهوبين في كافة المجالات، وكذلك الصحافة التي كان من أولوياتها أن تلعب دور كشاف النجوم وتشير إلى المواهب الشابة والواعدة.
وبما أن هذا التراجع حدث في المشهد إلى أن قررت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن تتبنى وتطلق «منتدى للإبداع» أصبح الأمر فرض عين، وعلى المبدعين أن يعملوا بشكل جاد على طرح أفكار حقيقية وآليات لتنفيذها، بعيداً عن تستيف الأوراق، فمصر تستحق أكثر من ذلك بكثير ومن المهم أن تعود الحفلات إلى كل المحافظات.. نجم مشهور مع عدد من المواهب التي يتم اكتشافها.
من المهم أيضا، أن يجد صناع السينما والمسرح من الشباب فرص لصناعة أعمال وطرق لعرضها على المنصات والقنوات، بدلاً من ملء القنوات ببرامج مكررة.
منتدى المتحدة للإبداع فرصة للبناء واستعادة روح الثقافة المصرية وضميرها في كل النواحي الثقافية، وإذا كان الدكتور ثروت عكاشة هو واحد من أهم البنائين الحقيقين والمهمومين بالوطن في العصر الحديث، فعلينا أن نعتبر هذا المنتدى فرصة لعودة الوعى والروح، وفرصة لعودة الثقافة إلى الجماهير.