«دار الكسوة».. من هنا كانت تخرج أستار الكعبة

كتب: آية المليجى

«دار الكسوة».. من هنا كانت تخرج أستار الكعبة

«دار الكسوة».. من هنا كانت تخرج أستار الكعبة

كان المصريون يغزلون حروفها بخيوط ذهبية على ثوب حريرى، فيزداد بهاءً وإشراقاً وشرفاً، لتخرج الحُلِّة فى أبهى صورة، لكساء أعظم موضع على وجه الأرض، إنه بيت الله الحرام.

رحلة طويلة وشاقة، تستغرقها صناعة وتجهيز «كسوة الكعبة المشرفة»، يتبدل فى نهايتها كل عناء إلى فرحة وفخر وعرفان، لتبدأ بعدها رحلة أخرى، تنطلق من أرض مصر إلى بلاد الحجاز، فى موكب مهيب فى كشك المحمل، يحضره الوجهاء والعلماء وجموع الشعب، فيقبلون «الهودج» ويتمسحون فى «الأستار» ويتبركون ببدء المسير إلى البيت العتيق.

لقرون عديدة ظلَّت مصر تصنع «كسوة الكعبة»، وبالتحديد منذ عهد «الخلفاء» حتى آخر موكب الذى كان عام 1962 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من ثم تولت المهمة الشريفة المملكة العربية السعودية، لكن ظلت شوارع مصر تحمل بين طياتها آثاراً عتيقة، تتمثل فى تلك الدار التى أنشأها والى مصر محمد على باشا فى منطقة الجمالية بالقاهرة، لكن مع مرور السنوات تقاذفت هذه الدار أيادى الإهمال، وحولتها إلى مجرد مخزن يضم المهملات وبواقى الأثاث من الأبواب والمكاتب والكراسى والخردة، بل إنه لا توجد لافتة توضح هويتها، رغم تسجيلها كمبنى أثرى، كما يمكن تحويلها إلى متحف يروى تاريخ مصر المشرف فى صناعة كسوة الكعبة الشريفة.

وبصورة حية ما زالت تنبض بالروحانية، وثَّقت «الوطن» الحكاية التاريخية لمصر مع «كسوة الكعبة»، ومن ثم الذهاب للدار، مروراً بميدان القلعة حيث كشك المحمل، الذى أقيم أمامه الموكب التاريخى، ومنه إلى زيارة الورشة التى اشترك صاحبها فى صناعة آخر كسوة، والتى تعرض حالياً ضمن مجموعة نادرة فى متحف الحضارة.


مواضيع متعلقة