بريد الوطن .. بعد مقتل نيرة ابحثوا عن الأسباب

بريد الوطن .. بعد مقتل نيرة ابحثوا عن الأسباب
من المؤكد أن جريمة فتاة الجامعة نيرة أشرف، أحدثت ألماً شديداً فى قلوب كل من تابع الحادث المؤلم، ولكن ستهدأ الأمور رويداً رويداً، ولأن الرأى العام لجمهور ما هو تعبيره عن قضية مختلف عليها، تبدأ من القمة ثم تهدأ إلى أن تتلاشى وتذهب إلى النسيان، ثم نستيقظ على كارثة أخرى، وهكذا دون أن نتصارح مع أنفسنا عن الأسباب التى أدت إلى حدوث تلك الجرائم المرتكبة، حتى ولو كنا جميعاً مشاركين فيما يحدث عن قصد أو بدون، وأتمنى أن تستوعب السطور القليلة المتاحة أن نتحدث عن الأسباب، أين ذهبت أخلاقنا التى تربينا عليها زمان؟ وأين ذهبت أيها الزمان الجميل؟ كنا لا نستطيع أن نعترض طريق فتاة لا بالقول ولا بالفعل، وكانت مشاعرنا تعيش بداخلنا دون أن نبوح بها، كنا لا نترك المسجد، نصلى ونجلس نقرأ القرآن، نعطى العلماء قدرهم، هؤلاء أصحاب الدعوة، قبل أن يتحول الداعية إلى موظف، كنا نعيش الغنى والفقير معاً دون أن يتهكم الغنى على الفقير، كانت الفتاة تسير فى حمى الناس ولا يجرؤ أن يعترض طريقها أحد، وإذا حدث رأى من الناس ما يمنعه أن يعمل ذلك مجدداً، كنا نجلس نشاهد التلفاز، لنتعلم من محتوى ما يعرض الآن، أصبحنا نعانى من الجرأة فيما يعرض من بلطجة وشذوذ فكرى وعاطفى، أصبح الإعلام والفن الموجود هو الملقن لأولادنا وبناتنا، الذين لم يعرفوا ويشاهدوا قدوة غير هؤلاء الذين برعوا فى تغيير نمط المجتمع.
د. محمد الطربيلى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com