بريد الوطن .. الكلمة أحياناً نور وأحياناً قبور!

بريد الوطن .. الكلمة أحياناً نور وأحياناً قبور!
تتجلى أمامنا بصمات الإنسان فى كل أركان حياته منذ الأزل، لكن أعظم ما يترك الإنسان خلفه هو وصف حاله؛ والذى استَبَانَ فى التعبير عنه منطوقاً أو مكتوباً. ولذلك جُلَّ ما يصبو إلى أذهاننا عندما نذكر تأثير الكلمة فى أرواح البشر قصيدة (أتعرف ما معنى الكلمة؟) للشاعر الراحل عبدالرحمن الشرقاوى، ومحور القصيدة المُبهر عندما قال: الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور!
وهنا تسطع أنوار المعرفة لدى الإنسان عندما يعلم أن بيده سلاحاً قادراً أن يبنى به سواعد المجد، وقادراً أيضاً أن يهدم ويفتك به ويفترش البغى أرضاً له، ألا وهو الكلمة! إن أعظم وأغلى ما يمتلكه البشر هو أرواحهم؛ فإن جُرِحَ البدن والرُّوح سالمة نجد أنفسنا فى أحسن حال وآلامنا محصورة فى أجسادنا، لكن إن جرحت الرُّوح والبدن سالم نجد أنفسنا فى هوَّة الكرب والحزن والأسى، وكأنه تم قذفنا فى بئر سيدنا يوسف، عليه السلام.
الدَّاهية الكبرى عندما يكون الأفراد من دمٍ واحدٍ ولا يستطيعون أن يفرقوا بين الكلمات المُداوية والكلمات المُمرضة! وكل هذا بسبب آفات الفراغ الفكرى والفضول ورغبة التحكم فى الآخر والحقد والحسد.. إلخ. وبخلاف صلات الرَّحم فإن الأمثلة لا حصر لها فى شتَّى أشكال العلاقات الاجتماعية، وعلى الوتيرة نفسها فى دائرة العلاقات المهنية عندما يهوى مدير غره منصبه فى هاوية الطغيان ويصنع من نفسه فرعوناً جديداً ينشر الظلم، ويقذف بلسانه سِهاماً مسمومة قادرة على أن تدمر إنساناً. دعونا كما علَّمنا الشيخ زين السَّمَّاك نصنع من الأيام المباركات محطة نقوم فيها بتوديع صفة نودّ أن نغيرها بأنفسنا.
باسم عوض الله
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com