«الوحدة الوطنية» عندهم وَهْم: الإخوان زرعوا العنف الطائفى ومهدوا لحرب أهلية

«الوحدة الوطنية» عندهم وَهْم: الإخوان زرعوا العنف الطائفى ومهدوا لحرب أهلية
تاريخ طويل تختزنه ذاكرة الأقباط من عنف تنظيم الإخوان الإرهابى تجاههم، بدأ منذ خمسينات القرن الماضى، حينما سحلوهم وهدموا منازلهم وكنائسهم فى السويس، وتواصل خلال العقود الذى تلته حتى وصل لِقِمته فى عام حكم التنظيم الإرهابى لمصر وما بعده، والذى تنوع ما بين تحريض وتنكيل، وتخريب واضطهاد وتمييز، وصولاً إلى القتل وإسالة الدماء والعنف والإرهاب.
اعتداءات «الجماعة» على الأقباط بدأت منذ حرق كنيسة الزقازيق عام 1947 وتحريضهم العلنى على ضرب الكنائس بعد سقوطهم
ويحفظ التاريخ القبطى أول اعتداء على الكنائس والأقباط من الإخوان مع بزوغ نجم التنظيم السرى بالجماعة فى هذا الوقت، والذى وقع عام 1947 بحرق كنيسة فى مدينة الزقازيق، وخرجت فى صباح اليوم التالى صحف الإخوان، مثل جريدة «البلاغ»، بموضوعات تحض على كراهية الأقباط والتشهير بهم، والحديث عن اعتداء كاذب حدث من الأقباط على الدين الإسلامى، فى حين وصفت جريدة «مصر»، التى كانت تصدر فى هذا الوقت، فى 19 أبريل 1947، الاعتداء الذى وقع على الكنيسة وعملية حرقه من قِبَل الغوغاء الذين كانوا يهتفون: «اليوم يوم الصهيونية وغداً يوم المسيحية.. اليوم يوم السبت وغداً يوم الأحد».
ثم شهدت البلاد واقعة أخرى كانت أكثر دموية من الإخوان، وهى المعروفة بـ«مذبحة السويس، التى وقعت قبل الاحتفال بعيد الميلاد عام 1952، وتحديداً فى الرابع من يناير فى هذا الوقت، حينما حرَّض إخوان السويس على أقباط المدينة، ونشروا اتهامات بالعمالة للإنجليز، وإطلاق الأقباط النار على المسلمين، وبعد هذا التحريض هجموا على أقباط المدينة وسحلوا عدداً منهم بعد قتلهم والتمثيل بالجثث وتعليق خطافات الجزارة فى أجساد الأقباط وذهبوا بهم إلى كنيسة السويس، وألقوا بالجثث، ثم حرقوا الكنيسة، وهى الحادثة التى تسببت فى توقف الكنائس عن احتفالات عيد الميلاد، وذهب وقتها رئيس الوزراء المصرى الزعيم الوفدى مصطفى النحاس باشا لمقابلة البابا يوساب الثانى، البطريرك 115 فى تاريخ الكنيسة،
ورفضت الكنيسة تعويض الحكومة عن بناء الكنيسة المحترقة، وكتب وقتها البابا شنودة الثالث قبل رهبنته وتحت توقيع اسمه العلمانى «نظير جيد» عن الحادثة فى العددين الأول والثانى لمجلة «مدارس الأحد»، التى شن فيها هجوماً على الدولة والحكومة فى ذلك الوقت والوزراء الأقباط فى الحكومة، وطالب بمحاسبة المسئولين، واعتبر أن الحادث هدية يقدمها هؤلاء للأقباط فى عيدهم، والتى لا تحدث إلا فى بعض البلاد المتبربرة أو فى العصور الوثنية والرق والوحشية.
وتوالت السنوات، ولم تتوقف الاعتداءات على الأقباط والكنائس التى كانت تحمل دائماً بصمات الإخوان أو من خرج من عباءتهم من تنظيمات وجماعات العنف التى انتحلت اسم «الإسلام»، و«الإسلام» منهم براء. وعقب ثورة 25 يناير 2011، حاول الإخوان الإيهام بتغيير فكرهم والانسلاخ من جلدهم وعملوا على تغيير الصورة النمطية التى كانت مأخوذة عنهم من الإرث الكبير فى الاعتداءات على الأقباط والكنائس، وذلك فى سبيل الوصول إلى الكرسى وحكم البلاد، فأطلقوا التصريحات الرنانة، وزار رئيسهم الإخوانى المعزول محمد مرسى قبل الوصول للحكم الكاتدرائيةَ المرقسية، وحضروا قداسات العيد، وفى ظل الانفلات الأمنى صرَّح قادتهم بأنهم سيحمون الكنائس أثناء الاحتفالات، وحاول مرشح الإخوان فى ذلك الوقت إلقاء تهمة الاعتداء على الأقباط على النظام السابق، والظهور بمظهر الحمَل الوديع، وألقوا بطُعمهم للأقباط بالإعلان عن تعيين مساعد قبطى لرئيس الجمهورية إذا وصلوا للحكم، ولكن الأقباط والكنائس لم يصدقوهم، بل كانوا يخشونهم، فأيَّد غالبيتهم المرشح المنافس للإخوان فى هذا الوقت الفريق أحمد شفيق، ليقوم الإخوان بتهديدهم وإرعابهم ومنعوا العديد من الأقباط من الوصول للجان الانتخابات بالصعيد، وذلك مثبت قضائياً.
وبعد وصولهم للحكم، عانى الأقباط أشد المعاناة من حكم الإخوان خلال عامهم، ومارسوا هواية التحريض عليهم، وحرَّموا تقديم التهنئة لهم بالعيد، وامتنع رئيسهم وقياداتهم عن الذهاب للكاتدرائية، وخرجت الفتاوى السلفية التى تحرم حتى على سائقى الميكروباصات توصيل القساوسة والأقباط للكنائس. وحينما هبَّ الشعب ثائراً على الإخوان ونظامهم لم تجد قيادات التنظيم الإرهابى إلا إلصاق حالة الغضب بالأقباط، وأنهم هم من يحشدون الجماهير فى الشوارع ويحاصرون قصر الاتحادية، حيث كان يجلس «مُرسيهم».
«الشاطر والبلتاجى» حرَّضا عناصر «الجماعة» على الأقباط والكنائس
و«منصة رابعة» تحولت إلى أداة للفتنة الطائفية وضرب وحدة الشعب
ووقعت الاعتداءات الطائفية على الأقباط أمام مقر مكتب الإرشاد فى «المقطم» وأمام قصر الاتحادية، وخرج نائب «المرشد» خيرت الشاطر، فى مؤتمر صحفى، عُقد بمقر الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح فى 8 ديسمبر 2012، ليعلن أن 80% من المتظاهرين أمام قصر الاتحادية ضد قرارات «مرسى» من الأقباط، فيما قال القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، أمام مسجد رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بالقاهرة، إن «التقارير الرسمية تقول إن الحشد أمام الاتحادية 60% منه أقباط».
وتحوَّل تحريض الإخوان وقتها إلى اعتداءات طائفية على الأقباط أمام مقر مكتب الإرشاد فى المقطم وأمام قصر الاتحادية، وتوِّج بوقوع أول اعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث المقر البابوى، أثناء جنازة بعض ضحايا الحادث الطائفى الذى وقع بمنطقة الخصوص فى القليوبية.
وبعد زوال حكمهم، أظهر الإخوان وأنصارهم أشد ما لديهم من كراهية وبغضاء للأقباط والكنائس، فدمروا العشرات من الكنائس خلال يوم واحد، هو يوم 14 أغسطس 2013، عقب فض اعتصامَيهم فى رابعة العدوية ونهضة مصر، كما تم الاعتداء على الأقباط خلال خروج حفل زفاف بكنيسة العذراء فى منطقة الوراق بالقاهرة، ليسقط الكثير من الضحايا، بينهم أطفال، وتواصل مسلسل الاعتداء بقتل الكهنة فى محافظة شمال سيناء، والاعتداء على كنيسة مارجرجس بالعريش، وإثارة النعرات الطائفية والاعتداءات على منازل الأقباط وممتلكاتهم فى الصعيد، وخاصة محافظة المنيا، وصولاً إلى الاعتداء الإرهابى على الكنيسة البطرسية فى العباسية، الذى راح ضحيته عشرات القتلى والمصابين، والذى ظهر وقوف «الجماعة» خلفه.
وفى أسيوط، اعتدى عناصر الإخوان على كنيسة ماريوحنا المعمدان، وكنيسة الإدفنست، والكنيسة الرسولية، وكنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس، وهيكل كنيسة سانت تريز، وكنيسة الملاك، وحاصروا مطرانية الأقباط الأرثوذكس بمركز أبوتيج، ونهبوا منازل وممتلكات الأقباط فى شوارع قلته والجمهورية، كما أقدم عناصر «الإخوان الإرهابية» فى الفيوم على حرق كنيسة العذراء بالمنزلة بمركز يوسف الصديق، وكنيسة الأمير تادرس، وكنيسة الشهيدة دميانة، واقتحام ونهب محتويات الكنيسة الإنجيلية، وحرق جمعية أصدقاء الكتاب المقدس.
وفى الجيزة، سجل أرشيف النيابة العامة حرق كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة، واقتحام ونهب محتويات مطرانية أطفيح ودير كرم الرسل، ومحاصرة كنيسة الشهيدين بصول، ومحاصرة كنيسة العذراء بمركز الصف، كما شهدت محافظة السويس حرق الكنيسة اليونانية القديمة، واقتحام وحرق مدرسة وكنيسة الراعى الصالح، وحرق مدرسة الفرنسيسكان.
الإخوان لا يؤمنون بالوطن كله، وليس بفكرة المواطنة وحدها. ويشكلون خطراً حقيقياً على الدولة، ولذلك كانت ثورة 30 يونيو ضرورة. وحتى اليوم تستمر أكاذيبهم من الخارج وسمومهم التى يحاولون بثها للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد وضرب الوحدة الوطنية فى مصر، الدولة التى علّمت العالم كله معنى الوحدة الوطنية. ولكن مصرنا أقوى من الإخوان وأقوى من الإرهاب.
الدكتور أندريه زكى
رئيس الطائفة الإنجيلية
------------------------------------------
المواجهة مع الإخوان كانت مهمة وضرورية للغاية، لأن جماعة الإخوان لم تكن تريد استبعاد تيار، بل كانت تريد تغيير طبيعة الدولة المصرية، وهو أمر أخطر بكثير من الحديث عن البعد السياسى للسلوك الإخوانى، فالجماعة أرادت أن تجعل مصر لوناً واحداً، وهو أمر مستحيل، فمصر لا يمكن أن تكون لوناً واحداً، حلاوة مصر فى كونها مركباً حضارياً متعدد العناصر، ولهذا وقفنا ضد الإخوان.
المفكر السياسى
سمير مرقص
---------------------------------------------------
استهدف مشروع الإخوان الدولى تدمير الأمة العربية والقضاء على مقدرات شعوب المنطقة، والشعب المصرى كان يعلم تلك المخططات التى كانت ستنال من أمن واستقرار المنطقة ومساعى جماعة الإخوان التى هددت الأمن القومى العربى وحاولت القضاء على مفهوم الأمن القومى العربى وكذلك الدولة الوطنية، وجاءت ثورة 30 يونيو التى أوقفت المشروع الإخوانى.
اللواء أحمد يحيى الجحش
وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب