«إيكونومست»: زلزال أفغانستان ضرب دولة غير مجهزة للقيام بجهود الإنقاذ

«إيكونومست»: زلزال أفغانستان ضرب دولة غير مجهزة للقيام بجهود الإنقاذ
قالت مجلة «إيكونومست»، البريطانية، إنّ الأفغان كانوا يعانون بالفعل من الجوع والفقر وعواقب الحرب عندما ضربت كارثة أخرى بلادهم، وتابعت المجلة في تقرير لها أن زلزال قوته 5.9 درجة مركزه إقليم خوست، ضرب جنوب شرق البلاد على الحدود مع باكستان ودمر منازل وتسبب في انهيارات أرضية في ولايتي «خوست وباكتيكا»، بينما كان الناس نائمين، ومع بزوغ الفجر، أظهرت الصور قرى تحولت إلى أنقاض.
الزلزال الأكثر دموية في البلاد
وتابعت المجلة أن السرعة التي ارتفع بها عدد القتلى حتى في منطقة تضم القليل من روابط الاتصال، تعد علامة على مدى خطورة الزلزال، وفي غضون ساعات، قدرت وكالة الأنباء الحكومية عدد الضحايا بأكثر من 2600 شخص، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام بشكل أكبر، ما يجعله الزلزال الأكثر دموية في البلاد خلال العقود الأخيرة، ونقلت المجلة عن محمد أمين حذيفة، رئيس قسم الإعلام والثقافة في «بكتيكا»: «الناس يحفرون قبراً تلو الآخر، إنها تمطر أيضا، وجميع المنازل مدمرة»، وأضاف أن البعض ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.
أفغانستان تعاني من أزمات
وأضافت المجلة أن الزلزال ضرب دولة تمر بأزمات، فقد ترك الجفاف والحرب وفيروس كورونا معظم الأفغان معدمين بالفعل، وعندما تولت طالبان السلطة في الصيف الماضي، توقفت المساعدات الخارجية بين عشية وضحاها، وأوقفت العقوبات المفروضة على قيادتها التحويلات المصرفية وشلت التجارة، وأمضت وكالات الإغاثة الأشهر الستة الماضية في محاولة إنقاذ ملايين الأشخاص من المجاعة مع ضمان عدم تدفق أموالهم في خزائن طالبان.
المناطق النائية لا تستطيع مواجهة الأزمة
وأوضحت المجلة أن المناطق النائية في أفغانستان التي ضربها الزلزال، والتي تضم مستوطنات فقيرة على منحدرات شديدة معرضة للانهيارات الأرضية، غير مجهزة بشكل خاص لمواجهة الأزمة الراهنة، حتى قبل عودة طالبان إلى السلطة، وغالبًا ما فشلت المساعدات الخارجية في الوصول إلى أماكن بعيدة مثل «خوست وباكتيكا»، وكان الجنوب الشرقي كمعقل لفصيل «حقاني»، موقعًا للقتال وليس التنمية الاقتصادية، وأدى نقص الأموال والمواد إلى سوء بناء العديد من المنازل في المنطقة، وعلى الرغم من توقف القتال بمجرد تولي طالبان زمام الأمور، إلا أن معدلات الفقر زدت خلال الآونة الأخيرة.