كانت زوجة صالحة.. أول رد فعل من والد الأطفال الثلاثة المقتولين على يد أمهم بالدقهلية

كتب: محمود الجارحى

كانت زوجة صالحة.. أول رد فعل من والد الأطفال الثلاثة المقتولين على يد أمهم بالدقهلية

كانت زوجة صالحة.. أول رد فعل من والد الأطفال الثلاثة المقتولين على يد أمهم بالدقهلية

«أنا اللي قصرت معاهم.. وبالذات أحمد.. كان لازم يروح الجنة.. لأن ذنبه في رقبتي.. لا علمته الكلام ولا الحياة.. قررت يروح الجنة هو وإخواته»، هذه الكلمات جزء من رسالة «حنان» سيدة في العقد الرابع من عمرها، تخلصت من أطفالها الثلاثة باستخدام سكين المطبخ وكتبت رسالة بخط يدها على كراسة ابنها الأكبر «أحمد - 7 سنوات» وحملت جثث أبناءها الثلاثة «أحمد - ٧ سنوات، وشقيقه أنس - 5 سنوات، وشقيقتهما سمية 4 أشهر»، ووضعت الجثث بجوار بعضهم البعض على السرير في غرفة النوم داخل منزلها المكون من طابقين ويقع في قرية ميت نمامة التابعة لمركز منية النصر التابعة لمحافظة الدقهلية، وارتدت ملابسها، وغادرت المنزل واستمرت في السير، وعلى بعد 400 متر من المنزل - مسرح الجريمة - ألقت بنفسها أسفل عجلات جرار زراعي.

وكانت تلك الحادثة بداية الكشف عن الجريمة المروعة، وأسرع الأهالي في نقل السيدة المصابة للمستشفى لتلقي الإسعافات، بينما أسرع البعض إلى منزل السيدة المصابة وشاهدوا جثث أطفالها الثلاثة مقتولين داخل غرفة النوم.

هكذا سجلت التحريات والتحقيقات التي جرت بمعرفة الأجهزة الأمنية والقضائية أن بداية الواقعة كانت ببلاغ حادث دهس سيدة أسفل عجلات جرار زراعي وأن أطفالها مقتولين داخل المنزل.

بمجرد تلقي البلاغ انتقل فريق من المباحث والنيابة إلى مسرح الجريمة - قتل الأطفال وحادث دهس الأم - وجاءت التفاصيل من واقع التحريات والتحقيقات التي جرت بمعرفة الأمنية والقضائية تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام كالتالي:

سكين ملطخ بالدماء.. وجثث 3 أطفال مذبوحين

بمجرد تلقي البلاغ من أهالي قرية ميت تمامة بوقوع حادث تصادم والعثور على جثث 3 أطفال مذبوحين، وكان البلاغ في تمام الساعة الثانية عشر ظهر أمس الإثنين، حضر فريق من المباحث والنيابة العامة وسيارات الإسعاف إلى مسرح الجريمة، وكان هناك تجمع كبير من أهالي القرية حول منزل الضحايا والجميع يتساءل من قتل الأطفال الثلاثة؟.. ولماذا حاولت أم الأطفال الانتحار بعد أن ألقت بنفسها أسفل عجلات الجرار حسبما جاء على لسان سائق الجرار؟

أسئلة كثيرة وتفاصيل كانت تدور في أذهان أهل القرية.. ولكن بمجرد دخول محقق النيابة مسرح الجريمة وبصحبته فريق من إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية، ورجال المعمل الجنائي، والطب الشرعي.

توقف الكلام من قبل الأهالي للحظات، ولكن المشهد بحسب وصف المحقق لسكرتير النيابة كان مشهدا مرعبا من ذبح الأطفال الثلاثة.. وبدأ المحقق في إجراء المعاينة ومناظرة الجثامين وجاءت كالتالي: «سكينا ملطخا بالدماء ملقى على تربيزة في صالة المنزل.. آثار دماء في الصالة وغرفة النوم، مما يشير إلى أن الأطفال قتلوا في أماكن متفرقة في المنزل، وتم وضع الجثامين بجوار بعضها البعض، الأطفال الضحايا مصابين بجروح ذبحية في الرقبة نتيجة الاعتداء عليهم بـ آلة حادة - سكينا».

قررت النيابة عرض الجثامين على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وأثناء ذلك وقبل أن يغادر المحقق مسرح الجريمة، ورد له اتصال هاتفي أن الحالة الصحية لـ الأم خطيرة، ولا يمكن استجوابها، بينما كان المحقق في مسرح الجريمة يستكمل المعاينة والمناظرة.. كان هناك فريقا من المباحث يناقش عددا من الجيران، ويفحص الكاميرات، وأكدت الكاميرات الآتي: «لم يدخل أحد إلى المنزل في وقت معاصر للجريمة.. وأن الأم غادرت المنزل وكان يبدو عليها علامات الارتباك وملابسها غير منظمة.. وألقت بنفسها أسفل عجلات الجرار».

 

قتلتهم علشان يروحوا الجنة.. أنا قصرت في تربية أولادي

عقب تلقي المحقق الاتصال بعدم إمكانية مناقشة الأم، وأيضا تأكيد الكاميرات عدم دخول أي شخص غريب قبل أو في وقت معاصر للجريمة، وأيضا مغادرة الأم للمنزل عقب الجريمة مباشرة، يشير إلى اتهامها بارتكاب الواقعة، ولكن لماذا تخلصت الأم من أولادها الثلاثة؟.. كان السؤال الذي يشغل بال المحقق وفريق البحث الجنائي أثناء فحص مسرح الجريمة.

واستكمل المحقق فحص مسرح الجريمة وأثناء الفحص عثر على «كراسة».. لـ الابن الأكبر «أحمد - 7 سنوات» على بعد أمتار من مكان العثور على الجثث.. ومكتوب بداخلها رسالة تحمل اعترافا نصيا للأم بأنها هي من قتلت أطفالها الثلاثة وقررت الانتحار، وكان أبرزها الآتي «أنا اللي قصرت معاهم.. وبالذات أحمد.. كان لازم يروح الجنة.. لأن ذنبه في رقبتي.. لا علمته الكلام ولا الحياة.. قررت يروح الجنة هو وإخواته».

وأصدر المحقق آنذاك قرارا بالتحفظ على الآم داخل المستشفى ووضعها تحت الحراسة الأمنية المشددة لحين مناقشتها عقب تحسن حالتها الصحية حول ملابسات الواقعة.

«كانت زوجة صالحة.. وربنا يشفيها ويرحم أولادي»

لم تنته الجريمة بعد.. استكمل المحقق الفحص وحرز رسالة الأم كدليل إدانة لها. وناقش فريق البحث أسرة الزوجين، وتبين من خلال جمع المعلومات والتحريات الأولية أن الزوجة تمر بحالة نفسية سيئة بسبب مرض ابنها الأكبر «أحمد» وأنها تحمل نفسها المسؤولية عن مرضه، وأنها لم تتمكن من علاجه فقررت التخلص منه هو وإخواته الاثنين والانتحار، ولكنها لم تمت أسفل عجلات الجرار وتم نقلها إلى المستشفى.

وتبين من خلال الفحص أن الزوج متزوج من الأم منذ قرابة 9 سنوات وأنه سافر للعمل في إحدى الدول العربية منذ قرابة 4 أشهر، وتم إبلاغه بتفاصيل الجريمة، وحضر وتم استجوابه، وقال في محضر الشرطة إن زوجته صالحة وربنا يشفيها ويرحم أولاده، وردد تلك الكلمات أكثر من مرة أثناء تشييع جثامين أولاده الثلاثة، ودفنهم ظهر اليوم، ولاتزال الأم تحت الحراسة لحين مناقشتها حول ملابسات ودوافع الجريمة.


مواضيع متعلقة