«محمد» من ترابيزة القمار إلى حبل المشنقة بعد قتل صديقه بالفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

«محمد» من ترابيزة القمار إلى حبل المشنقة بعد قتل صديقه بالفيوم

«محمد» من ترابيزة القمار إلى حبل المشنقة بعد قتل صديقه بالفيوم

«صديق السوء يدمر ولا يعمر»، ذلك المثل الشعبي الذي يتردد كثيراً حينما يختار الشخص خليلاً سيئ الطباع والسمعة، ينطبق على «جريمة الصحاب» بالفيوم، حيث استدرج مزارع صديقه، وعلّمه لعب القمار، وأصبح ينفق كل ما يكسبه من عرق جبينه على تلك اللعبة الخاسرة، إلى أن تراكمت الديون عليه، وطاردته الديون، وانتهى أمره بعدما أخذ صديقه أمواله وهاتفه المحمول في لعبة «الميسر»، وعاد إلى زوجته وأطفاله يجر أذيال الخيبة والعار، دون توفير قوت يومهم، فقرر العودة للانتقام وذبح صديقه لينتقم لنفسه، وانتهى به الحال إلى حبل المشنقة.

«محمد» قتل صديقه بسبب القمار

تعود وقائع القضية إلى مطلع شهر نوفمبر الماضي، حينما عثر مزارعو الفيوم، وتحديداً في قرية «أبو شناف»، بنطاق مركز شرطة سنورس، على جثة شخص مذبوحاً، وعلى بعد خطوات منه دراجة نارية خاصة به، فأبلغوا الشرطة التي حضرت على الفور.

الشرطة تنتقل لموقع الحادث

وعلى الفور، انتقل ضباط الشرطة إلى موقع الحادث وتبينّ أنّ صاحب الجثة يدعى «بكري سعد محمود»، ويسكن في أحد المنازل وسط الأراضي الزراعية بقرية «الصبيحات»، بنطاق الوحدة المحلية بقرية «كفر محفوظ»، دائرة مركز طامية.

صاحبه قتله بسبب القمار

وبتوسيع دائرة الاشتباه، وعمل التحريات اللازمة، تبينّ أنّ وراء ارتكاب الواقعة الصديق المقرب للمجني عليه ويُدعى «محمد ع. ع.»، 45 سنة، وأنّهما كانا معاً قبل مقتل المجني عليه بلحظات قليلة، ولكنه انتقم منه بسبب خسارته في القمار.

المتهم خسر أمواله وهاتفه

وجرى ضبط الجاني وكان مصاباً بجرح قطعي في أحد أصابع اليد، الذي أدلى باعترافات تفصيلية حول ارتكابه الجريمة، موضحاً أنّه تقابل هو والمجني عليه وصديقيهما وهما نجلا شقيقتى المجني عليه، ولعبوا القمار كعادتهم ولكنهم خسروا كل الأموال التي يمتلكونها وفاز بها المجني عليه كالعادة، كما خسر المتهم الهاتف المحمول الخاص به ماركة انفينكس، ورفض المجني عليه إعادته إلا مقابل مبلغ مالي 250 جنيها في اليوم التالي، وإذا لم يدفع سيبيع الهاتف ويحصل على أمواله.

شعر بالندم والخزي على حاله

وأضاف المتهم في اعترافاته أنّ أصدقاءهما تركاهما ورحلا، وتبقى هو والمجني عليه بمفردهما بينما كان يشعر هو بالخزي، وظل يفكر كيف سيعود لزوجته وأبنائه دون أموال أو طعام، فحاول استعطاف المجني عليه ليمنحه بعض المال على سبيل السلف إلا أنّه رفض ووجه له وابلاً من الشتائم، فعاد إلى منزله بخفي حنين يجر أذيال خيبته، وسأل زوجته إذا كانت تمتلك أية أموال لإعادة هاتفه فأعطته 240 جنيهاً كانت تدخرهم، و500 جنيه ملك والدته كانت تحفظهم لديها على سبيل الأمانة.

خطة محكمة للانتقام من صاحبه

وقرر المتهم الانتقام لنفسه واستعادة أمواله، وأخذ معه مطواة، وعاد للمتهم طالباً منه اللعب مرة أخرى وظلا يلعبان القمار حتى الحادية عشرة مساءً، ولكنه خسر مرة أخرى، فطلب منه الانتقال لمكان آخر للعب، واستقلا الدراجة البخارية وتوجها إلى الأراضي الزراعية بقرية أبو شناف بمركز سنورس، وحينها فكر في التخلص من صديق السوء الذي علّمه لعب القمار ودمر حياته وحياة أبنائه، فأخرج مطواة وذبح صديقه من الخلف أثناء سيره أمامه، ثم كيّل له العديد من الطعنات حتى تأكد من وفاته.

تخلص من الجثة في مصرف

حمل المتهم جثة صديقه وألقاها في مصرف مياه بين الأراضي الزراعية، وأخذ الأموال التي كانت في جيبه وتبلغ قيمها 700 جنيه، وهاتفه، وتخلص من دراجته البخارية بإلقائها وسط الأراضي الزراعية، ثم ألقى سلاح الجريمة في مكان بعيد، وأخذ هاتف المجني عليه وألقاه بالقرب من منزله، ثم عاد إلى منزله وغسل ملابسه من الدماء، وأعاد الأموال لزوجته، واعتقد أنّه لن يتم اكتشاف جريمته حتى أُلقي القبض عليه.

اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة

جرى تحرير المحضر رقم 4622 إداري مركز شرطة سنورس بالواقعة، وإخطار النيابة التي تولت التحقيق، وأحالت المتهم إلى محكمة الجنايات المنعقدة بالدائرة الثالثة، برئاسة المستشار إيهاب جمال عبد الحكيم، وعضوية المستشارين خالد محمد عبدالسلام، ومحمد محمد الحلواني، وأمانة سر محمد عبدالبصير، وسكرتارية تنفيذ صالح كيلاني، التي قضت بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، ليسدل الستار على تلك القضية التي بدأت بلعب القمار وانتهت بحبل المشنقة.


مواضيع متعلقة